تحليلات
باستخدام الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات..
تقرير حقوقي يتهم الحوثي بقتل المدنيين وتكبيد المزارعين خسائر كبيرة
حوثيون
اعتبرت منظمة حقوقية الهجمات التي تشنها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ضد المدنيين في محافظة الحديدة غربي اليمن باستخدام الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات بانه تطور خطير شجعها في ذلك بيانات البعثة الأممية المميعة لجرائم الحوثيين، وأكدت "سام" للحقوق والحريات، أن استخدام مليشيا الحوثي الطيران المسير في الأحداث الأخيرة ضد الأعيان المدنية في الحديدة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، ينتهك القواعد القانونية الدولية كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ومبادئ القانون الإنساني.
وأشار بيان للمنظمة إلى أن ما قامت به مليشيات الحوثي يشكل اعتداء سافر وغير مشروع على الحق في الحياة يستوجب التحقيق الجدي والدولي في تداعياته، مشددة على ضرورة أن تضطلع البعثة الأممية بدور أكبر في الضغط على مليشيا الحوثي لوقف هذه الإعتداءات الإجرامية، واستغرب البيان اكتفاء بعثة الأمم المتحدة الى الحديدة بإصدار بيانات الإدانة والشجب دون ذكر الأطراف المخالفة للاتفاق المبرم، وهو ما فهمته مليشيات الحوثي بصورة سلبية لتستمر في هذه الخروقات التي يكون ضحاياها من المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء، ودعت المنظمة مليشيات الحوثي إلى وقف انتهاكاتها غير المبررة على الفور واحترام اتفاق الهدنة الذي وقعت عليه عام 2018م وضمان تمكين الأفراد من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون أي تهديد على حياتهم وسلامتهم الجسدية.
من جهة أخرى، تحولت مئات المزارع الشاسعة في محيط مدينة حيس جنوب محافظة الحديدة إلى أراض جدباء قاحلة يغزوها التصحر، مذ أن هجرها مزارعوها خشية الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران فيها، وعمليات القصف الحوثي اليومي الذي يستهدف سكان المدينة، ويعترض طريق أي مزارع يحاول الوصول إلى مزرعته، ونادراً ما كان سكان القرى المحيطة بمدينة حيس يلجأون إلى أعمال أخرى دون الزراعة ما عدا اصطياد الأسماك كمهنة متوارثة، حيث تعد المزارع الخصبة في محيط المدينة أحد أهم مصادر الإنتاج الزراعي لسكان حيس، كما كانت مصدر رزق أساسي لآلاف الفلاحين.
وقال عبدالملك راشد في قسم الأمن الغذائي لدى الصليب الأحمر الدولي عن الوضع في مديرية حيس: "أصبح أهل حيس القريبة من خطوط النار غير قادرين على الزراعة، وإن استطاعوا فهم لا يقدرون على بيع محاصيلهم"، طبقاً لما نشره الصليب الأحمر الدولي على صفحاته بمواقع التواصل الإجتماعي، ولا ينفك الحوثيين عن زراعة الألغام بشكل مستمر مستهدفين على وجه الخصوص الأحياء السكنية وطرق المركبات والطرق الراجلة والمزارع في أسلوب متعمد الهدف منه إيقاع ضحايا كثر في أوساط المدنيين الذين يتحركون عبر هذه المسارات بشكل دائم.
وذكر الصليب الأحمر الدولي في التدوينة ذاتها انه وزع مؤخراً مساعدات نقدية لحوالي 4000 أسرة متضررة في مديرية حيس، لمساعدتهم على تغطية احتياجاتهم الأساسية، ومثلت الزراعة في حيس والساحل الغربي عموماً العمود الفقري لإقتصاد الناس ومدخولهم المادي، حيث يعرف هذا الإمتداد التهامي بخصوبته وجودة إنتاجه الزراعي، والأهم توفر المياه الصالحة للري، الأمر الذي ساعد مزارعي تهامة على زراعة محاصيل مختلفة طوال العام ورفد الأسواق المحلية بأصناف مختلفة من الخضروات والفواكة وحتى الأعلاف.
وتراجع الإنتاج الزراعي في الحديدة والساحل الغربي على حد سواء، منذ أن شرع الحوثيين بتكديس ألغامهم في المزارع والطرق الواصلة إليها، إذ هجر كثير من المزارعين مزارعهم خوفاً من هذا القاتل المدفون الذي تسبب في سقوط مئات الضحايا من المزارعين طوال سنوات، ولدى العديد من المهتمين بقطاع الزراعة ظلت تهامة تعرف بأنها سلة العربية اليمنية الغذائية منذ عقود خلت، استناداً إلى ما ينتجه السهل التهامي ويصدره إلى السوق المحلي في هذا البلد العربي، إلا أن الواقع اليوم بات مختلفاً مع تحول حقول الزراعة الخضراء تلك إلى حقول ألغام سوداء تتهدد حياة الناس وتؤرق عيشهم.