تقارير وتحليلات
"السعودية تغض الطرف"..
تقرير: هادي والإخوان.. منظومة فساد تنهب الجنوب باسم الشرعية
لم يعد يمتلك الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، أي شرعية على الأرض في شمال اليمن، باستثناء مركز محافظة مارب الذي يهددها الحوثيون بالسيطرة عليها، لكن حكومته المدعومة سعوديا تفرض سيطرتها على منابع النفط في شبوة وحضرموت وتقوم بعملية نهب واسعة مستغلة صفة الشرعية.
وأصبح من الواضح ان حكومة هادي لم تعد تفكر في مواجهة الحوثيين وهزيمتهم والعودة إلى صنعاء، بقدر ما تعمل على احتلال الجنوب ونهب ثرواته بشعارات "الشرعية" المدعومة سعودياً، وهو الأمر الذي يثير التساؤل حول لماذا تغض الرياض الطرف امام الفساد المستشري في الرئاسة اليمنية، وفشلها في مواجهة الانقلاب الحوثي.
وهادي هو رئيس توافق جاءت به ما عرف بالمبادرة الخليجية في العام 2012م، لحل أزمة الانتفاضة ضد نظام علي عبدالله صالح.
وعلى الرغم من ان هادي عرف عنه "الرجل الضعيف في نظام صالح"، إلا ان اطراف اتفقت جميعها على ان يكون "رئيسا مؤقتا" لمدة عامين تدخل اليمن في انتخابات رئاسية ودستور جديد للبلاد، غير ان الإخوان الذين رأوا الحكم من نصيبهم على اعتبار انهم أصحاب الانتفاضة ضد نظام صالح، جعلوا من الرجل مشرعنا لمشاريعهم وكذلك فعل الحوثيون الذين احتلوا مدن يمنية عدة بعد ان شرعن لهم هادي في مؤتمر الحوار اليمني الذي لم ينتج أي حلول تذكر سوى التعجيل بتفجير حرب طاحنة لا تزال مستمرة إلى الساعة.
نجح الحوثيون في الإطاحة بهادي من الحكم واتفقوا مع الإخوان في اختيار رئيس بديل، غير ان هادي فاجئ الجميع بالفرار صوب عدن العاصمة الجنوبي، ليفض الاخوان تحالفهم الخفي مع هادي ويتبعوا أثره الى عدن ليستحوذوا على الرئاسة والجيش والحكم والسلطة، وبدلا من العمل على استعادة المدن من قبضة الحوثيين، ذهبوا نحو بناء جيوش طائفية مستغلين الدعم السعودي السخي الذي كان يقدم تحت "يافطة" محاربة الميليشيات الحوثية.
خلال سبع سنوات من الحكم المفترض لهادي من أحد قصور المملكة العربية السعودية، لم يفعل هادي أي شيء للسعودية التي تقود التحالف، بل ذهب لخوض حروب ضد مدن الجنوب المحررة بغية الاستحواذ على الموارد واستخدامها في مواجهة الجنوبيين الذين يطالبون بالاستقلال عن صنعاء.
في العام 2019م، شنت مأرب حربا شعواء ضد الجنوب "تحت يافطة الدفاع عن شرعية هادي"، ونجحت بضوء أخضر سعودي من الاستحواذ على محافظة شبوة النفطية، والتقدم صوب أبين وصولا إلى ميناء شقرة الذي بات ممرا مهما لتهريب الأسلحة والممنوعات الى داخل البلاد.
الاحتلال الإخواني لموانئ شبوة وأبين، مكن التنظيم المستحوذ على الرئاسة اليمنية في تهريب الأسلحة التركية والإيرانية للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية، وتحول قادة جيش "هادي" مستثمرين في التهريب، لكن التهريب لم يقتصر على الأسلحة، على الرغم من ان فريق أممي أكد ان الأسلحة وقطع الصواريخ الحوثية تصل إلى صنعاء عن طريق مناطق خاضعة لسيطرة قوات هادي، غير ان الأونة الأخيرة شهدت شبوة عملية تهريب واسعة للمشتقات النفطية للحوثيين الذين يفترض انهم محاصرون من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
مدير شركة النفط الوطنية في ساحل حضرموت كشف قبل سنوات عن قيام محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو ، بتهريب المشتقات النفطية المخصصة لشبوة إلى محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين، بمعنى أدق "ان جزء من حصة محافظة شبوة من المشتقات النفطية"، كان يذهب فعليا للحوثيين الموالين لإيران في مناطق سيطرة الانقلابيين.
تقارير إخبارية قالت إن مليشيات الشرعية الإخوانية، كثفت في الآونة الماضية، نشاطها في تهريب المحروقات إلى مناطق مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وتتحرك الناقلات محملة بالنفط، عبر طريق خورة في مديرية مرخة السفلى، بالمحافظة وصولا إلى محافظة البيضاء.
وكشفت موقع المشهد العربي الاخباري على لسان مصادر لم يسمها، عن خروج 50 قاطرة نفط، من المحافظة في طريقها إلى المليشيات المدعومة من إيران.
وتدفع السلطة الإخوانية في المحافظة بقيادة المدعو بن عديو، مبالغ مالية إلى متنفذين للعمل على تأمين قوافل القاطرات المحملة بالمحروقات المهربة.
وتعيش شبوة تحت وطأة أزمات متعددة، تغذيها السلطة الإخوانية في المحافظة لتعميق الأزمة الإنسانية واستنزاف موارد المحافظة، لحساب رموز قيادات الشرعية الإخوانية.