تقارير وتحليلات
إعلام إيراني يتحدث عن قرب السيطرة على مأرب..
تقرير: الحوثيون يزحفون صوب الجنوب بفضل تواطؤ إخوان اليمن
قالت وسائل إعلام إيرانية إن "ان الميليشيات الحوثية التي تدعمها طهران اقتربت من السيطرة على مدينة مأرب، المعقل الأخير لإخوان اليمن، وانها باتت على بعد 16 كيلو متر من مركز المدينة، فيما لم تتناول الزحف الحوثي صوب الجنوب بداية من شبوة ومكيراس ويافع والضالع وكرش، في تحرك جديد للميليشيات التي تحظى بدعم محلي من تنظيم الإخوان الممول قطرياً.
ونقلت قناة الميادين الإيرانية عن القيادي في ميليشيات الحوثي محمد البخيتي "إنهم (الحوثيون) باتوا على بعد 16 كلم من مركز مدينة مأرب، وانه لم يتبق الا القليل للسيطرة على المدينة الغنية بالثروات النفطية والغازية".
وصعّد الحوثيون هجومهم على مدينة مأرب الاستراتيجية بشكل غير مسبوق مع استئناف هجماتهم على الأراضي السعودية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، في ظل مؤشرات على تحشيد الميليشيات المدعومة من إيران قواتها العسكرية باتجاه مديرية بيحان في محافظة شبوة ومنطقة يافع (جنوب اليمن) بهدف إعادة خارطة الحرب في اليمن إلى ما قبل تدخل التحالف العربي في مارس 2015.
ونقل موقع "نافذة اليمن الاخباري" عن مصادر ميدانية، إن الحوثيين سيطروا على مواقع هامة في جبهات ناطع ونعمان، الأمر الذي مكنهم من تهديد مديرية بيحان، مع بروز مؤشرات على استعداد الحوثيين لمهاجمة المديرية الاستراتيجية التي تؤكد مصادر يمنية أنهم في حال تمكنوا من السيطرة عليها سيحكمون الخناق على محافظة مأرب وسيهددون بشكل مباشر حقول النفط والغاز في محافظتي مأرب وشبوة.
ويأتي التهديد الحوثي لمنطقة بيحان التابعة لمحافظة شبوة جنوب اليمن، والتي تم تحريرها في أواخر عام 2017، بعد هجوم شنته الميليشيات الحوثية على منطقة يافع في محافظة لحج قبل أن تتصدى لها قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ووفقا للصحافي عبدالوهاب بحيبح تمكنت قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية من كسر أعنف هجوم شنته الميليشيا الحوثية على جبهة صرواح والكسارة غرب محافظة مأرب، وتم تكبيدها خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد، كما خاض الجيش الوطني والمقاومة الشعبية معارك عنيفة في جبهة رحبة مراد جنوب مأرب، استعاد خلالها الجيش الوطني والمقاومة عددا من المناطق الهامة وهي رأس السمر والكتف وجبل العليب.
وقال المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي إن الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على منطقة يافع والاستعداد لمهاجمة بيحان يستهدفان إعادة ضبط المسار السياسي للوضع في اليمن بما يعزز الكثير من الشروط التي وضعها الحوثي ويحرص على عدم تجاوزها.
وأضاف المذحجي، أن اللافت في هذا التحول الميداني هو أن “الحوثيين لأول مرة -منذ فترة طويلة- يصلون إلى تماس مباشر مع الحدود الجنوبية السابقة منذ تحرير عدن في 2015، وبالتالي يهدف تحرك الحوثيين إلى إعادة المعركة لأيامها الأولى منذ خروجهم من عدن”.
وتؤكد التحركات الميدانية أن الحوثيين ذاهبون باتجاه ذلك، حيث يحشدون باتجاهي شبوة ويافع ما يشير إلى أنهم سيختبرون إحدى الجبهتين، للتقدم باتجاه إحداهما.
واعتبر الباحث السياسي حسين لقور بن عيدان سعي الحوثيين لفتح جبهات جديدة باتجاه محافظات الجنوب المحررة جزءا من “مخطط يجري تنفيذه باتفاق بين بعض أطراف الشرعية وبين الحوثي”.
وقال عيدان، “يهدف هذا المخطط إلى إعادة ترتيب تموضع قوى النفوذ الزيدية في الطرفين قبل الشروع في البحث عن حلول سياسية قادمة بحيث يضمنون نصيبهم التاريخي الأكبر في السلطة والثروة”.
وعزا نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح التصعيد الحوثي المغاير إلى عملية تنسيق وتفاهم مستمر بين الحوثيين والإخوان داخل الشرعية، عندما قاموا هذه المرة بالتهدئة في مأرب في مقابل فتح جبهة بيحان ويافع.
وقال صالح، “هناك محاولات لإشغال الجنوبيين في جبهات جديدة وصعبة ثم تحريك قوات الإخوان المرابطة في شقرة وحدود الصبيحة باتجاه عدن، ومن أهداف هذا الاتفاق أن يربح الحوثيون بيحان وربما شبوة كاملة ويربح الإخوان عدن ولحج”.
ويلفت القيادي في الانتقالي إلى أن الاتفاق الذي يشير إليه ينطلق من رؤية مفادها أن “ثقل القوات الجنوبية يرتكز على يافع وخاصة قوات العمالقة والدعم والإسناد، ولذلك يخططون لجر هذه القوات وقياداتها ومقاومة مديريات يافع وما حولها للدفاع عن يافع كي يسهل للحوثي التقدم في الساحل الغربي وبيحان بعد انسحاب الميليشيات الإخوانية كما يحدث حاليا، فيما يتقدم الإخوان في اتجاه عدن ولحج من ناحية الصبيحة مستفيدين من ضغط الحوثي على جبهتي يافع وكرش”.
ومن جهته يرى الباحث السياسي اليمني سعيد بكران أن تغيير المعطيات العسكرية في حدود البيضاء مع يافع وحدود البيضاء مع شبوة له نتيجتان مختلفتان لكنهما محل توافق كل من الطرفيْن المهاجم المنتصر وهو الحوثي والمدافع المنهزم وهو قوات الشرعية الإخوانية، بحسب تعبيره.
وأشار بكران إلى أن “كلا من الإخوان والحوثيين يهدفان إلى إشغال يافع وسحبها من الجبهات وتقليل حضورها الميداني في الساحل أو في أبين وكذلك الانتقام منها ولو باستهدافها عبر القصف الصاروخي وغيره بحجة أنها تنخرط في القتال داخل البيضاء، أما في شبوة فمن الواضح أن تقدم الحوثيين نحو بيحان وسقوط مديريتي ناطع والنعمان التابعتين للبيضاء يقدم خدمة مشتركة للطرفين الحوثي والإخواني في مواجهة السعودية والتحالف”.
ويقرأ الباحث السياسي اليمني ماجد الداعري تصعيد الحوثيين باتجاه منطقة يافع على أنه ينطلق من تكتيك قائم على إضعافها لتعزيز سيطرتهم على محافظة البيضاء المجاورة التي تكبدوا فيها خسائر هائلة.
وفسر الداعري تهديد الحوثيين لشبوة بأنه تعبير عن رغبتهم في تحويلها إلى نقطة انطلاق جديدة لمهاجمة مأرب بعد فشل استراتيجياتهم في اقتحامها وتكبدهم خسائر هائلة وصادمة في الأرواح والمعدات، الأمر الذي دفعهم إلى مهاجمتها بالصواريخ والمسيرات المفخخة وإعادة مهاجمة السعودية أيضا بعد فشل كل مشاورات الحل وانسداد الأفق السياسي بشكل تام وعودة مقاتلات التحالف إلى قصفهم بكثافة في جبهات مأرب والجوف والبيضاء.