تقارير وتحليلات
"تفاصيل حصرية لضبط عصابة تحترف الاختطاف بلودر"..
تقرير: حلفاء حكومة هادي.. بيان واحد يفضح من يحرك الإرهاب بأبين
الـ30 من يوليو (تموز) المنصرم، كانت لودر تعيش حالة من الهدوء الحذر، فالمعارك التي شهدتها المدينة هدأت على الرغم من تغول ميليشيات مسلحة موالية للإخوان في المدينة عقب معارك يونيو (حزيران الماضي)، في ذلك اليوم تسللت مجموعة مسلحة تستقل مركبة نوع صالون لاندكروز، مرت من النقاط الأمنية التي نصبتها القوات الموالية للإخوان من شبوة شرقا موروا بالمحفد ومودية ودثينة الى أن وصلت مدخل مدينة لودر.
كان الهدف المجموعة المسلحة "رجل اعمال محلي"، توقفت المركبة وعلى متنها سبعة مسلحين بالقرب من منزل الرجل المستهدف، وما هي الا لحظات حتى خرج من المنزل في طريقه نحو السوق، انقضت عليه المجموعة المسلحة وحاولت اقتياده نحو المركبة، الا ان مركبة عسكرية لقوات الحزام الأمني، كانت بالمرصاد ونجحت في احباط العملية والايقاع بالمسلحين ونقلهم الى مقر الاحتجاز تمهيدا للتحقيق معهم.
على الفور علم مراسل صحيفة اليوم الثامن، بالعملية الأمنية وأجرى اتصالا هاتفيا بقائد قوات الحزام الأمني العقيد أحمد مجهش، الذي أكد بالواقعة وبالتفاصيل، لكن طلب من مراسلنا عدم النشر إلى ان ينتهي فريقه الأمني من التحقيق مع المجموعة المسلحة.
في اليوم التالي للعملية، كان مجهش صباحا في مقر قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للقاء الرئيس عيدروس الزبيدي، واطلاعه على تفاصيل العملية والمجموعة المسلحة والاعترافات التي ادلت بها.
تمكن مراسلنا من الوصول الى معلومات لدى مصادر أمنية مقربة من القوات الموالية لجماعة الإخوان، والمعلومات تفيد بمطالبة المكلف من قبل التنظيم اليمني بمهام مدير أمن أبين، قوات الحزام الأمني بتسليم المجموعة المسلحة له التي تم ضبطها.
حاول مراسلنا تتبع القضية وكشف ملابساتها، الا ان قيادة الحزام الأمني في المنطقة الوسطى أصدرت قرارات بتوقيف قائد قوات الحزام الأمني بلودر، العقيد احمد مجهش، دون ان تبي الأسباب لذلك، وقد حصلنا على رقم قرار أمني بإيقافه قائد قوات الحزام الأمني اثناء عودته من عدن الى لودر، مساء الأول من اغسطس (آب) الجاري.
حاول مراسلنا الوصول الى العقيد صدام غرامة المكلف بهام قيادة قوات الحزام الأمني في لودر لمعرفة تفاصيل عن الجماعة المسلحة، ومعلومات عن الاعترافات التي ادلت بها، الا انه لم يتمكن من ذلك.
مصدر في قوات الحزام الأمني قدم لصحيفة اليوم الثامن معلومات تؤكد تقديم أطراف على صلة بحكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، أموالا بالعملة السعودية لوساطة قبلية مقابل الافراج عنهم، فعملية الترهيب التي استخدمها مدير أمن أبين (المكلف)، لم تنجح، كما لم يتم التعرف حتى على هوية وصور تلك المجموعة التي تحترف الاختطاف مقابل المال.
وقال مصدر أمني ان المجموعة المسلحة لا تتبع أي طرف وانما تقوم بعمليات الاختطاف مقابل المال، وقد اعترفت بنجاحها في اختطافات سابقة من بينها اختطاف قاضي محكمة بحضرموت، دون ان يدلي المصدر بالمزيد من التفاصيل.
ولكن عبر عن استغرابه من إصرار الموالين للإخوان على إطلاق سراحهم، الا ان مراسل صحيفة اليوم الثامن، طلب منه الحصول على أدلة للتأكيد على مطالب القوات الموالية لحكومة المنفى اليمنية، الا انه تعذر ذلك، واكتفى بالقول ان هذه المعلومات أكيد، وانه حتى نجل التجار المحلي الذي تعرض لمحاولة الاختطاف كان من ضمن المطالبين بتشكيل لجنة وساطة أهلية للإفراج عنهم، بدعوى خشية أهلهم من التشهير بهم.
فجر الجمعة الـ6 من أغسطس (آب)، قامت قوات الحزام الأمني في لودر بتأمين نقل العناصر، من سجن لودر إلى العاصمة زنجبار بعد ان سلكت بهم طريق السيلة البيضاء غرباً، علمت قوات الإخوان بان العناصر المسلحة قد تم نقلها إلى أبين، وهو ما دفعها الى نصب كمينا في منطقة السيلة البيضاء، وجرت بين الطرفين اشتباكات، دون ان تسجل أي ضحايا، الا ان التوتر على اثر هذا الكمين توسع الى ان وصل الى قلب مدينة لودر، وكادت القضية ان تتحول الى قضية نزاع قبلي، لولا تدخل بعض الوسطاء الذين حالوا دون وقوع اقتتال في المدينة كاد ان يحدث صباح السبت.
بدأ الصراع في لودر على خلفية محاولة وزير الداخلية اقالة العقيد الخضر حمصان مدير أمن لودر، الذي ينتمي الى قبيلة العواذل، والتي رفضت اقالته الأمر الذي دفع وزير الداخلية الإخواني إبراهيم حيدان المقيم في مدينة سيئون، حسم الأمر عسكريا، وهو ما حدث في يونيو حيزان الماضي، وقد أدت معارك استمرت زهاء سبع ساعات في سقوط ضحايا من المدنيين جراء القصف العشوائي الذي استخدمته ثلاثة الوية معززة بمختلف الأسلحة والثقيلة والمتوسطة.
ورغم السيطرة العسكرية على لودر من قبل جماعة الإخوان، الا قبيلة العواذل رفضت بكل الاشكال دخول مدير الأمن المعين من قبل وزير الداخلية حيدان، قبل ان يرضخ الأخير ويعين العقيد عادل العوسجي، والذي ينتمي الى أحد العشائر العوذلية، وهو أحد قادة المقاومة الجنوبية في الحرب ضد تنظيم القاعدة في العام 2012م، ويحظى بقبول كبير في أوساط المجتمع.
كان من المهم ان تكون لدى مراسل صحيفة اليوم الثامن أدلة على وقوف حكومة هادي التي يتحكم فيها تنظيم الإخوان بالوقوف وراء اعمال عنف وارهاب ضرب المنطقة الوسطى بأبين، واستهدفت قوات الحزام الأمني، وهو ما تحقق من البيان الذي أصدرته إدارة أمن أبين (المكلفة)، والذي أقر بان العصابة المسلحة عبارة عن مدنيين لا علاقة لهم بمحاولة خطف نجل التاجر المحلي، وانها تتدخل في عملها، الأمر الذي دفع مصدر أمني الى السخرية من "طلب الميليشيات عدم التدخل في عملها".. مؤكدا ان قوات الحزام الأمني لا تتدخل في عملها وانما سوف تعمل على افشال عملها القائم على العنف والإرهاب".
وبثت قنوات إخبارية اخوانية تبث من قطر وتركيا بيانا منسوبا لمدير أمن أبين علي الذيب، يتهم فيه قوات الحزام الأمني بخطف مواطنيين.
واعتبرت مصادر أمنية هذا البيان بانه وثيقة ادانة لميليشيات الاخوان بالوقوف وراء عمليات الخطف والقتل والتي تشهدها أبين منذ سنوات.
ورجحت مصادر أمنية ان تكون العصابة التي تم ضبطها في لودر، هي تلك التي قامت باختطاف شقيق عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عبدالرحمن شيخ في عدن قبل شهرين، (ابريل نيسان) الماضي، وهو الأمر الذي لم تعلق عليه الأجهزة الأمنية في أبين، وتركت الأمر طي الكتمان، الا ان الإصرار من قبل جماعة الاخوان على اطلاق سراحهم ووصفهم بانهم مدنيون، ربما يؤكد انهم قد قاموا بعمليات خطف سابقة من بينها اختطاف شقيق شيخ، الذي تم اختطافه لمصلحة القيادي في الميليشيات الإخوانية بتعز أمجد خالد القحطاني، الذي يحظى برعاية القيادة العسكرية السعودية في عدن.
واعترف القحطاني وهو سجين سابق بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، باختطاف شقيق عبدالرحمن شيخ، وذلك بعد بيان أصدره المجلس الانتقالي الجنوبي وطالب فيه السعودية برفع الغطاء عن الإرهابي امجد خالد القحطاني الذي يقيم في مقر القوات السعودية غرب العاصمة عدن، الا ان السعودية لم تعر هذه المطالب أي اهتمام وفضلت الصمت، وظلت تقدم الحماية والرعاية الكاملة للقحطاني.
وقالت تقارير إخبارية ومصادر في البحث الجنائي ان القحطاني متورط أيضا في اغتيال المصور الصحافي العالمي نبيل القعيطي الذي اغتيال منتصف العام الماضي في العاصمة عدن.
ونقل مركز ساوث 24 عن مدير البحث الجنائي في عدن تأكيده ان بعض القتلة يتواجدون في ميناء شقرة، مركز تواجد القوات التابعة لإخوان اليمن، والممولة من أطراف إقليمية عدة، وتحاول منذ عامين اجتياح مدينة زنجبار مركز محافظة أبين.
وتؤكد العديد من التقارير تحالف حكومة هادي، المقيمة في العاصمة السعودية الرياض، مع التنظيمات الإرهابية ضد خصوم، تنظيم الإخوان في الجنوب، وهو التحالف ذاته الذي لم تفعل ذات الحكومة مع الحوثيين الموالين لإيران والذين اطاحوا بهادي من سدة الحكم في العام 2014م في صنعاء.