تقارير وتحليلات
"65" القرار الأكثر أهمية..
تقرير: الزبيدي يؤسس دولة.. لكن ماذا يعني قرار الجريدة الرسمية
أصدر السيد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قرارا حمل الرقم (65)، قضت خمسة من مواد القرار بإنشاء "جريدة رسمية" تتمتع بالشخصية الاعتبارية وتتبع رئاسة المجلس، وتُخصص الجريدة الرسمية لنشر القرارات والوثائق واللوائح والتدوينات والتقارير والإجراءات والتجهيزات الفنية لشعارات ورموز المجلس والأوسمة والشارات والنياشين والميداليات المدنية والعسكرية وفعاليات المناسبات والاحتفالات الوطنية وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا، وتُعبّر الجريدة الرسمية عن مركز مصدر القرار الرسمي وتعتبر مرجعية أساسية ومصدر للمعلومات، ويُنظّم عمل الجريدة الرسمية بموجب لائحة، ويُعيّن مديراً وهيئة تحرير للجريدة الرسمية، ويُنشأ لها موقع الكتروني، وتصدر كل ثلاثة اشهر، ما لم تقتض الحاجة خلاف ذلك".
وأصدر السيد الرئيس القرار رقم "66" لعام 2021م، قضت مادته الأولى بتعيين العميد جلال عثمان حسين، مديراً للجريدة الرسمية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو أول قرار تكون مادته الثانية "أن يُعمل به من تاريخ صدوره، وينشر في الجريدة الرسمية".
ويبدو ان هذا القرار هو أهم قرار يتخذه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الذي كان قد كسب مؤخرا معركة اقتصادية مع خصومه "تنظيم الإخوان وجماعة الحوثيين"، في معركة انهيار العملة، بعد ان شكل خلية اقتصادية نجحت مؤخرا في إعادة الاستقرار الى العملة المحلية، وسط مؤشر على تعافي الريال اليمني وعودته الى ما قبل الانهيار الأخير.
لكن يظل السؤال ماذا تعني الجريدة الرسمية؟ فالسلطة في أي بلد دائما ما يتم تذيل أي قرار او قانون بـ"ينشر في الجريدة الرسمية"، والكثير لا يعرف ماذا تعني الجريدة الرسمية.
وتعرف "الجريدة الرسمية" بأنها جريدة تصدر عن الأمانة العامة للحكومة تتولى نشر القرارات والتوجهات لأي بلد، حيث تحوي الجريدة الرسمية على القوانين والمراسيم والقرارات الحكومية الصادرة، والأحكام القضائية والإعلانات الرسمية. ويعتبر القانون نافذا فور إعلانه وتعميمه في الجريدة.
وتعد مصر أول بلد عربي يصدر "الجريدة الرسمية"، لكن تظل المملكة المتحدة، الإمبراطورية التي لم تغب عنها الشمس، هي أول دولة تصدر صحيفة لترسيخ الاحتلال والسيطرة على عقول البشر، وكانت صحيفة التايمز هي أول تصدر بشكل المتعارف عليها، وتعني الأوقات بالعربية، وكان ذلك في العام 1785م، وأصبح فيما بعد اسم التايمز والزمان، هو أسماء الصحف في العديد من البلدان.
وكانت فرنسا هي الأخرى التي كانت تحتل لبنان وسوريا وتونس والمغرب والجزائر، قد تبعت لندن وأنشأت المطابع وأصدرت فيها الصحف باللغة العربية وكانت لبنان بالذات صاحبة أكبر عدد من الصحف".
وبعد أن تولى محمد على باشا الكبير السلطة في مصر أصدر أول صحيفة مصرية عام 1828 التي تصدر حتى الآن باسم (الجريدة الرسمية) أو (الوقائع المصرية).
ويمثل هذا القرار نقلة نوعية في مراحل تأسيس وبناء دولة الجنوب العربي الفدرالية، التي رسم ملامحها القرار الأول لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو (أيار) 2017م.
ويعبر هذا القرار تحولا استراتيجيا في الجنوب، بعد ان أصبحت تتشكل مقومات دولة في عدن، خاصة في ظل ضعف حكومة هادي المعترف بها دوليا والتي فشلت في مقارعة الانقلابيين الحوثيين (شمالا)، وفشلت في هزيمة جماعة مسلحة (صغيرة)، رغم الدعم المهول المقدم لها من تحالف تقوده السعودية ويضم عشر دولة عربية وإسلامية.
وأقرت حكومة هادي على لسان وزير الاعلام بفشلها وعجزها في منافسة الحوثيين على الشمال اليمني، بعد ان أصبح حلفاء الحكومة عاجزين عن الدفاع عن مركز مدينة مأرب المعقل الأخير.
ويحظى الانتقالي الجنوبي بدعم إقليمي ودولي، بعد ان نجحت قواته في تحرير الجنوب من الحوثيين وتأمينه من التنظيمات الإرهابية، على الرغم من الانتكاسة في شبوة التي عادت اليها التنظيمات الإرهابية والحوثيين بفعل الدعم الخفي الذي يقدمه تنظيم الاخوان "السلطة الحاكمة في عتق ومأرب".
ويتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي في أهدافه الاستراتيجية الدفاع عن القضية الجنوبية وتحقيق الاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي الفدرالية بحدود مايو (أيار) 1990م، أي قبل الدخول في وحدة هشة مع اليمن الشمالي انتهت بالانقلاب على وثيقة الوحدة بالحرب وفتاوى التكفير الشهيرة التي أصدرها علما الإخوان وتنظيم قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية.
وتكمن أهمية قيام دولة الجنوب العربي الفدرالية في تأمين الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن وبحر العرب، ومحاربة الإرهاب والقرصنة البحرية والتهريب.