تقارير وتحليلات
"الرياض والانجرار وراء معارك الانتقام من عدن"..
تقرير: حلفاء السعودية المحليون باليمن.. نحو تحالف استراتيجي مع الحوثيين
سبع سنوات عجاف عاشها اليمنيون، وهم يمنون النفس بأن ينجح التحالف الذي تقود السعودية، في إعادة الوضع إلى ما قبل الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014م، التاريخ الذي سقطت فيه العاصمة اليمنية صنعاء في قبضة الحوثيين المتحالفين مع إيران، عقب مواجهة محدودة مع الأجهزة الأمنية لم تدم أكثر من ساعة خلفت سبعة قتلى وعشرة جرحى اغلبهم مدنيون، في مواجهات وقعت في محيط مبنى التلفزيون الرسمي.
وسيطر الحوثيون الانقلابيون على صنعاء عقب تحييد جنرال الحرب الشهير علي محسن الأحمر قواته "الفرقة الأولى مدرع"، من مواجهة الحوثيين، كما صدرت تعليمات من وزير الداخلية حين عبده الترب، بعدم مواجهة الحوثيين، وكذلك إيقاف الإخوان لـ40 ألف مقاتل بناء على اتفاق.
وفي الثلث الأخير من مارس (آذار) 2015م، أي بعد ان اقترب الحوثيون من عدن بعد سقوط مدن يمنية شمالية في قبضة الحوثيين دون قتال باستثناء محافظة البيضاء، أطلقت السعودية عملية عاصفة الحزم لردع الحوثيين،
وعقب ثلاثة اشهر ونصف من القتال والضربات الجوية تحرر الجنوب، وأصبحت القوات الجنوبية تقاتل في عمق الجغرافيا الشمالية، لكن القوات الشمالية المدعومة سعوديا فشلت في تحقيق أي تقدم ضد الحوثيين الذين استحوذوا على الأسلحة النوعية التي قدمتها الرياض للقوات التي يشرف عليها نائب الرئيس علي محسن الأحمر.
وكان متوقعا ان تعمل السعودية على معالجة مخلفات الحرب في الجنوب، لكن الجنوبيين تفاجئوا بان الحرب لم تنته بعد، وقد تحولت منذ الأسبوع الأول للتحرير الى معركة انتقامية، من خلال تزايد حالات الاغتيالات والتفجيرات والهجمات الإرهابية.
واعتبر الجنوبيون "تلك الهجمات"، بانها جزء من حرب انتقامية تمارس ضد بلادهم لدورهم في هزيمة المشروع الإيراني.
وخلال ست سنوات من الحرب، ظل الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، يدعو الحوثيين للسلام، ومع كل دعوة للسلام، كان الحوثيون يتقدموا بشكل أوسع حتى أصبحوا على مشارف مركز محافظة مأرب الغنية بالثروات النفطية والغازية.
أحمد عبيد بن دغر الذي قفز من معسكر الانقلاب الحوثي في العام 2016م، جدد مغازلته للحوثيين، وعرض عليهم انشاء تحالفا استراتيجيا لما وصفه بالدفاع عن مشروع الوحدة اليمنية، آملاً في ان يسهم ذلك في ان يتم ترشيحه من قبلهم لخلافة هادي في الرئاسة او على الأقل منحه الأحقية في ان يكون ضمن مجلس رئاسي مشترك.
ويستغل بن دغر، الدعم الإقليمي الذي تقدمه أطراف إقليمية عدة من بينها سلطنة عمان التي يتضح انها دخلت بقوة على الملف اليمني، لكنه تجاوز الدعوة للحوثيين للسلام إلى دعوته لبناء تحالف استراتيجي.
وقال الكاتب اليمني عبدالولي مجيب في مقالة نشرها موقع نيوز يمن " "إم أكبر مُنظِّري الشرعية يعرض على الحوثي ما هو أكثر من السلام: "التحالف الاستراتيجي".
وقال بن دغر في تصريحات صحافية " أيها الحوثيون، لم تُخِّلف الحروب سوى الشقاء والألم والجوع والفقر والمرض، أفيقوا من غيكم وغفلتكم، وتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، فوالله لم ينضج تفكيرنا السياسي كيمنيين كما نضج فيما توافقنا عليه في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، يمكن تلخيصها في إعادة البناء في جمهورية اتحادية.. مشيرا الى ان الشعب اليمني يقاتل اليوم من اجل الدفاع عن الوحدة اليمنية والنظام الجمهورية"؛ في اشارة الى حرب الاخوان في مدن الجنوب الغنية بالثروات النفطية.
وتحدث مجيب عن تصريحات أحمد عبيد بن دغر، قال "في خطوة فاجأت البعض بينما كان آخرون يتوقعونها منه، عرض كبير مساعدي عبدربه منصور هادي ومنظري الشرعية صفقة سلام على الحوثيين، وحمَّلها ما يمكن وصفها بصيغة تحالفية للتوحد ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وتوجيه ما تبقى من مسارات الحرب نحو الجنوب استكمالاً لمسارات نافذة بالفعل في أعماق شبوة وتخوم أبين وتلقاء مياه وموانئ بحر العرب وخليج عدن.
وأضاف "أم رئيس مجلس الشورى، المعين بقرار من الرئيس هادي، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أخذ الخطوة الأخيرة في سلسلة من المبادرات والرسائل طي منشورات سابقة بمثابة مقدمات متسقة مع تاليها، موجها الخطاب للحوثيين، مغمسا بالاستجداء الصريح -قال أحدهم في فيسبوك "الصفيق"- تعالوا نتفق فيما بيننا وننهي هذه الحرب التي ستعمل على تقسيم اليمن إذا استمرت (..)، طالما أن الذين يقاتلون الحوثي في جانب الشرعية فلكي تبقى اليمن موحدة".
وتابع الكاتب اليمني "يلتقي هذا أو يتكامل ذاتاً وموضوعاً مع خطاب أخير لعبدالملك الحوثي تعهد خلاله بتوسيع الحرب والتمدد جنوباً، الأمر الذي التقطه خطاب المستشار الرئاسي ومساعد الرئيس ليحوله إلى عرض اتفاق مشترك يفضي إلى التقاء الفريقين بقوة وحافزية التوافق الضمني حول الهدف الجامع، باسم الوحدة (..)".
وقال "يكيفها ابن دغر بطريقته المعهودة استنتاجاً من رحم عاقر لمقدمات سفاح تناست شرف الجمهورية ودم عرضها المغتصب على فراش الكهنوت: "يبدو أن المجتمع الدولي لا يريد لنا النصر، كما لا يريده لكم، استمرار الحرب في بلدنا مغنم عند البعض، ومغرم علينا، وعلى جيراننا وعلى كل العرب."