تقارير وتحليلات
"عقب انتكاسة المغرب الأخيرة"..
تقرير: الإخوان تسقط في كل مكان ولم يتبق إلا فرع اليمن
ضربة جديدة يتلقاها تنظيم الإخوان المسلمين المنتشر كسرطان في جسد الأمة العربية ، فبعد إزاحة التنظيم من مصر وتونس ها هي اليوم المغرب تنفض غبار هذا التنظيم إلى الأبد بعد هزيمته الساحق التي تلقاها جناح التنظيم في المغرب حزب العدالة والتنمية لتسقط في الانتخابات الحالية.
بالتأكيد هزيمة الإخوان في المغرب لأول مره منذ تأسيسه بدأت مؤخرا وتحديدا قبل هذه الانتخابات التشريعية حيث تراجع الحزب بشكل كبير وتم هزيمته في الانتخابات المهنية التي أجريت قبل أشهر لتكون مؤشر مهم للوعي الحقيقي الذي بدأت بالتشكل في المغرب ضد هذه التيار الخطير الذي يسعى إلى تدمير الأوطان وزرع الإرهاب فيه.
ووفقا لما نشره موقع نافذة اليمن الاخباري فقد عاد حزب العدالة والتنمية وحلفاؤه بهذه النتيجة إلى "مربع الصفر" في المشهد السياسي المغربي، حيث تعتبر هذه النتيجة الأضعف التي سجلها منذ أول مشاركته في الانتخابات عام 1997، التي نال فيها 9 مقاعد.
وقد خسر الحزب، حسب النتائج المعلنة، 113 مقعدا في البرلمان، بعدما فاز بـ125 مقعدا في الاستحقاقات التشريعية التي شهدها المغرب في 2016.
ووفق النتائج شبه النهائية، فقد حل حزب التجمع الوطني للأحرار في المرتبة الأولى بـ97 مقعدا، يليه حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة) بـ82 مقعدا، وحزب الاستقلال (معارضة) في المرتبة الثالثة بـ78 مقعدا.
فرحة كبيرة يعيشها الشارع المغربي بإنجلاء حقبة سوداء عاشتها الدولة خلال سنوات حكم الإخوان الذين لعبو دورا كبير في تخلف البلد وتراجعها عبر الكثير من القرارات الكارثية التي صدرت من قبلهم سواء في المشهد السياسي والاقتصادي وحتى على مستويات القطاعات الداخلية .
ويرى متابعون أن هذه الهزيمة تشكل ضربة أخرى لتنظيم الإخوان الذي راهن على بلوغ السلطة في عدد من الدول، فكانت نهايته عن طريق إجراءات دستورية في تونس، خلال يوليو الماضي، ثم اختار الناخبون المغاربة، أن يتخلصوا من العدالة والتنمية عن طريق صناديق الاقتراع.
مضيفين أن ما جرى في المغرب هو أن هذه الجماعة التي نجحت في تمويه الشعب المغربي وبيع الوهم له حين قدمت نفسها كبديل خلال ما سمي بـ"الربيع العربي" عام 2011، سرعان ما سقط قناعها وفقدت ثقة الشعب في المغرب، بعدما فقدت نفس الثقة في دول أخرى مثل تونس والسودان ومصر، قائلاً "لا نعرف ما إذا كانوا سيقومون بمراجعات عميقة أو سيعترفون بأخطائهم الفادحة بعدما طويت صفحتهم."
ويرى المراقبون أن الفشل السياسي، والتدهور الاقتصادي، والمنفعة الشخصية، وفقدان الثقة في الإخوان كلها معايير أدت إلى ترقب الفشل الحتمي لهذا الحزب خلال الانتخابات المغربية.
وبهذه النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع في المغرب تجلت الحقيقة في أجمل صورها في آخر معاقل جماعة الإخوان في العالم العربي وهى أن هذا التنظيم لا يمتلك برنامجا و لا مشروعا مجتمعيا، يستغل عباءة الدين في دغدغة عواطف الناس فاستفاق الناس وكشفوا حقيقتهم فلفظهم، وهذا جزاء كذبهم ودجلهم على البسطاء."
ما شهدناه في المغرب في الحقيقة هو استمرار لخسائر الإخوان في العالم العربي الذي بدأ عام 2013 بسقوط حكمهم في مصر وتبعه سقوط نظام البشير في السودان عام 2019 وتراجع شعبية النهضة بشكل كبير في تونس، و هذا كله يظهر صحوة الشعوب العربية وزيادة وعيها بخطورة الإخوان على الأوطان".
هل حان نهاية إخوان اليمن
بعد فضح أجنحة التنظيم في البلدان العربية وتعريتها باتت اليوم الانظار تتجه صوب إخوان اليمن ممثلة بجناحه حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يتحكم ويسيطر على الحكومة الشرعية في البلد منذ ما يسمى بثورة الربيع العربي التي قادها ضد النظام السابق الذي يتزعمه الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح في العام 2011.
مع الانتفاضة الشعبية في مصر وإزاحة التنظيم الإسلامي من الحكم باتت اليوم مصر تنعم بأمن واستقرار ونهضة غير مسبوقة في تاريخية ، فخلال الأخيرة تيقن المصريون أن ما قامو به من انتفاضة ضد الإخوان وإسقاطهم من سدة الحكم كان الخطوة السليمة في عملية التصحيح وإعادة جمهورية مصر العربية إلى مسارها ، لم تمضي سنوات حتى وعى الشعب التونسي حقيقة هذا التنظيم الذي كان جاثماً على السلطة ليتم إزاحته ليتنفس التونسيين الصعداء بالقرارات التي انتظروها طويلاً لإبعاد هذا التيار الديني المتهم بالإرهاب والتطرف عن المشهد السياسي التونسي بشكل نهائي.
الناشط السياسي اليمني محمد سعيد باحداد، توقع نهاية جماعة الإخوان في اليمن قريبا ممثلة في حزب الإصلاح الإرهابي، بعد السقوط الكبير في انتخابات المغرب.
وقال "بعد الهزيمة القاسية للإخوان في انتخابات المغرب انتظروا القادم فقد اقتربت ساعة الإصلاح"، مضيفا "أصبحت نهايته قريبة وستسقط معه أجنداته الشريرة، فالمراهنة على حزب الإصلاح الذراع السياسية للإخوان في اليمن هو رهان خاطئ وخاسر".
وتابع: "هذا الحزب الإرهابي لم يقدم للشعب إلا الخراب والفوضى والفتن والتفرقة".
خطورة بقاء الإخوان في حكم اليمن
بات تواجد جناح الإخوان في إدارة سدة الحكم في اليمن خطورة كبيرة ، خصوصا وأن الحرب تدخل عامها الثامن دون تحقيق أية إنجازات تذكر لهذا التنظيم الذي ينفذ أجندة خبثة وتدميريه لليمن بدء من خلق تحالفات مشبوهة مع الجماعات الإرهابية المتطرفة وصولاً إلى توطيد العلاقة مع الميليشيات الحوثية الانقلابية في البلد التي تعتبر الإخوان المسلمين أهم حليف لهم رغم إظهار العداء بين الطرفين.
ما حدث في مصر وتونس وحاليا في المغرب مثل رسالة واضحة للشعب اليمني بضرورة الانتفاضة في وجه هذا التنظيم الخطير الذي يقف عائقاً أمام عودة الشرعية إلى اليمن ودحر الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً ، وكذا عودة اليمن السعيد الذي ينشده أبنائه منذ 2011 وتحديدا عقب سيطرة الإخوان على سدة الحكم.
يمثل بقاء الإخوان في السلطة اليمنية خطورة كبيرة سواء داخليا وخارجياً خصوصا مع إقصاء الكثير من الدول العربية للتيارات الإسلامية المفرخة من تنظيم الإخوان الكبير خصوصا وأن الكثير من تلك الدول باتت اليوم تصنف تنظيم الإخوان ، جماعة إرهابية، كما أن بقائهم في الحكم يعزز من استمرار الحرب وإطالة أمدها إلى جانب تعزيز حضور الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تنشط في البلد والتي يمثل الإخوان الداعم الرئيسي لها.