تقارير وتحليلات

حظر تجوال في حضرموت والانتقالي يعلن حالة الطوارئ..

حرب اليمن: ما بين هروب الحكومة وتقدم الحوثيين صوب الجنوب

تصعيد حوثي في البيضاء وأبين يتزامن مع لقاءات المبعوث الأممي في الرياض

سيطر المتمردون الحوثيون على آخر معاقل القوات الحكومية في محافظة البيضاء، فيما يواصلون هجمات مكثفة على مأرب وأبين مستغلين الخلاف المتصاعد بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، فضلا عن الاحتجاجات الشعبية في محافظات الجنوب المطالبة بتحسين الخدمات بعد انهيار قيمة الريال.

تصاعدت المواجهات بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية على أكثر من جبهة، في وقت يواصل المبعوثان الأميركي تيم ليندركينغ والأممي هانس غروندبرغ لقاءات مكثفة مع كبار المسؤولين في الحكومة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض.

وشن الحوثيون هجمات مكثفة على محافظات البيضاء وأبين تزامنا مع احتجاجات شعبية غاضبة في معظم مديريات محافظة عدن، بسبب تردي الخدمات وتدهور الاقتصاد وانهيار الريال.

وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الطوارئ في جميع المحافظات الجنوبية لمواجهة تقدم مسلحي جماعة الحوثي.

وقال رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في كلمة بثتها قناة “المستقلة” التابعة للمجلس، “نعلن حالة الطوارئ على امتداد كل محافظات الجنوب، ابتداء من الأربعاء”.

ودعا القوات المسلحة الجنوبية وكل تشكيلاتها إلى رفع الجاهزية القتالية وحالة الاستنفار إلى أقصى درجة “والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة البلبلة والقلاقل”، في إشارة إلى الاحتجاجات والعصيان المدني اللذين تشهدهما مدن الجنوب بعد تردي الخدمات وانهيار قيمة العملة.

وأقر محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني حظر تجوال جزئي في المحافظة ابتداء من مساء الخميس، في مواجهة ما وصفه بـ”أعمال شغب وتخريب وفوضى”.

وتستمر الاحتجاجات الشعبية في محافظتي حضرموت وعدن لليوم الثالث على التوالي، تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية وتدهور العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.

ولم تصدر الحكومة الشرعية أي تعليق رسمي حتى اليوم بشأن هذه الاحتجاجات، بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الطوارئ.

واستثمر الحوثيون الإرباك داخل قوات الحكومة اليمنية والخلافات المتصاعدة مع المجلس الانتقالي الجنوبي فضلا عن الاحتجاجات الشعبية، وشنوا هجوما على محافظة البيضاء وسط اليمن، في خضم معركة جارية للسيطرة على مأرب، معقل الحكومة الأخير شمال اليمن.

وسيطر الحوثيون الأربعاء على مركز مديرية الصومعة، آخر معاقل القوات الحكومية في محافظة البيضاء، بعد مواجهات مع القوات الحكومية.

وعزا مصدر عسكري حكومي تقدم الحوثيين إلى قلة الدعم والإسناد اللذين يعاني منهما الجيش الوطني في مديرية الصومعة، معتبرا أنها “تعرضت لخذلان ومؤامرة”.

وأعلن عن مقتل خمسين مقاتلا من القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين في المواجهات للسيطرة على البيضاء.

وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية “قُتل عقيد و19 آخرون من القوات الحكومية في مواجهات مع الحوثيين في مناطق تابعة لمحافظة البيضاء خلال الساعات الـ24 الماضية”، مشيرا إلى مقتل “ثلاثين حوثيا في تلك المعارك وفي غارات جوية”.

وأكد مصدر عسكري آخر هذه الأرقام. ونادرا ما يعلن المتمردون الخسائر في صفوفهم.

كما شن الحوثيون هجوما ظهر الأربعاء على الجهة الشرقية من عقبة المحلحل الجبلية في مديرية لودر شمالي شرق محافظة أبين، جنوبي اليمن.

وتصدى رجال القبائل والمقاومة الشعبية للهجوم الحوثي، فيما قال شهود عيان إن الحوثيين قصفوا بقذائف الهاون مناطق تضم تجمعات مدنية قرب السلسلة الجبلية.

ونجا الشيخ القبلي والقيادي البارز في المقاومة الشعبية علي بن حسن بن غريب الشبواني من محاولة اغتيال استهدفته بتفجير سيارة مفخخة على الخط الدولي بين العبر ومأرب.

وسبق أن استهدف الحوثيون منزل بن غريب بصاروخين، لكنه نجا من كل تلك الحوادث.

وصعّد الحوثيون عملياتهم العسكرية للسيطرة على مأرب، آخر المعاقل الشمالية للحكومة، ومن شأن السيطرة على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن تعزز الموقف التفاوضي للحوثيين في محادثات السلام.

وعزت مصادر سياسية يمنية التصعيد العسكري الحوثي على أكثر من جبهة، إلى الضغط على الوسطاء الدوليين والحكومة اليمنية قبل الدخول في أي مفاوضات سلام.

ويأتي القتال على أكثر من جبهة، بينما يقوم المبعوث الأممي الجديد لليمن هانس غروندبرغ حاليا بزيارته الأولى للرياض منذ توليه منصبه.

وحذر الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، خلال لقاء غروندبرغ في الرياض الخميس، من استمرار المماطلة الحوثية في الاستجابة لدعوات المجتمع الدولي للوصول إلى سلام دائم وعادل في اليمن.

كما أكد هادي تقديم الدعم الكامل للمبعوث وتسهيل مهامه للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وقال المبعوث الأممي إن المنظمة الدولية ستعمل على إيجاد أفضل السبل للمضي قدما في تحقيق السلام وتقييم الجهود السابقة وتحديد ما نجح منها وما لم ينجح.

وأكد بيان للأمم المتحدة حرص المبعوث الأممي على التواصل مع اليمنيين والمعنيين الرئيسيين الآخرين حول كيفية إيجاد حلول دائمة للنزاع، والتوصّل إلى تسوية سياسية شاملة للجميع تنهي الحرب وتلبّي تطلّعات الشعب اليمني.

ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأممي مع المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ في الرياض، قبل التوجه إلى العاصمة العمانية مسقط لالتقاء ممثل الحوثيين محمد عبدالسلام، فضلا عن المسؤولين العمانيين لأحياء الوساطة العمانية.

وفيما تضغط الأمم المتحدة وواشنطن من أجل إنهاء الحرب، يطالب الحوثيون بإعادة فتح مطار صنعاء المغلق في ظل حصار سعودي منذ العام 2016، قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات.

وعبر المبعوث الأميركي بعد لقاء رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك في الرياض، عن ثقته بأن "تحقيق السلام ممكن في اليمن"، لافتا إلى "بذل الجهود المكثفة والعمل مع جميع الأطراف من أجل تحقيقه".

وأكد إدراك بلاده لـ"استمرار تعنت الحوثيين ودور إيران التخريبي في المنطقة".

فيما عبر عبدالملك عن تطلع الحكومة اليمنية إلى دعم الولايات المتحدة لجهودها لمعالجة التحديات الاقتصادية والإنسانية، وممارسة المزيد من الضغوط على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين من أجل التوصل إلى حل سياسي وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية.

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم في 2014.

وما زال نحو 3.3 مليون شخص نازحين، بينما يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.

مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة: منصة لتجديد الفكر العربي واستعادة المركزية الفكرية


معركة في الدوري الإنجليزي: غوارديولا أمام اختبار البقاء وتوتنهام لرد الاعتبار


دراسة أمريكية تسلط الضوء على العلاقة بين الأمراض النسائية والموت المبكر


هل يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى تغيير في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل؟