أنشطة وقضايا
"ضروريات تتقلص"..
استطلاع: مواطنو لحج ما بين تدهور العملة المحلية وانقطاع الرواتب
محافظة لحج (ارشيفية)
إلى قبل نحو عام، كان الشارع الرئيس في الحوطة مركز محافظة لحج يزدحم بالباعة والمتسوقين، لكن خلال الأشهر الماضية، تراجع الاقبال على شراء الخضروات والفاكهة والمواد الغذائية، والأسباب كما يقول مواطنون تعود إلى تدهور العملة المحلية وانقطاع صرف الرواتب.
تعيش محافظة لحج مثلها مثل بقية محافظات الجنوب في وضع مأساوي، الجميع يشكو من تدهور الحالة المعيشية والكثير وصل إلى مشارف المجاعة في ظل غياب أي حلول يمكن لها أن تعالج هذه الأزمة التي تستفحل بشكل كبير ومتواصل.
أمام مركز صرافة تنتظر المواطنة أم “سعيد”، المصروف الشهري الذي يرسله ابنها بداية كل شهر من دولة الاغتراب، تتحدث إلينا بالقول “نحن الحمدلله حالتنا المعيشية أفضل من غيرنا، أبني يعمل في الخارج، لكن الذي ليس لديه معيل في الخارج كيف يفعل؟ “.
وكشفت أم سعيد إن أبنها يرسل لها بداية كل شهر مبلغ يقدر بـ500 ريال سعودي، لكن الأسعار التي ترتفع بشكل يومي لا تكاد تكفي أسرة صغيرة، الوضع منهار بشكل كلي”.
ويعاني مواطنو لحج من تدهور الحالة المعيشية منذ الحرب التي شنها الحوثيون على الجنوب في مارس من العام 2015م، وهو الأمر الذي قاد إلى انهيار للعملة المحلية حتى وصلت إلى مرحلة متدنية، ارتفعت على أثره أسعار المواد الغذائية التي تباع بالعملة الأجنبية وإن كانت الشراء بالعملة المحلية، إلا أنها تباع وفق أسعار الصرف اليومية التي هي في تزايد مستمر.
متطلبات المدرسة فاقمت الأعباء
تتحدث الناشطة ساجدة المنصوب، عن الوضع المعيشي في لحج واثر انهيار العملة على حياة المواطنيين، حيث تقول “إن الكثير من الأسر لا تكاد توفر قوت يوم واحد فقط”.. مشيرة إلى ان الوضع المعيشي أثر على رب الأسر بشكل كبير، مما جعل الكثير من الآباء يصابون بأمراض نفسية وهو ما انعكس على طريقة تعاملهم مع أولادهم”.
وتؤكد ساجدة : “الوضع أصبح كارثي، الجميع لم يعد يحتمل هذا الانهيار في كل شيء، المدارس توشك أن تغلق لأن المعلمين لن يجدوا من يدرسوا في ظل انقطاع رواتهم هم الآخرون، الآباء لا يستطيعون تحمل تكاليف تعليم الأبناء والاطفاء من رسوم دراسية وملابس وكتب ودفاتر وغيره “.
وأضافت المنصوب “إن تكاليف الحقيبة المدرسية مرتفعة والمصروف والزي المدرسي، فنجد كثير من الطلاب توقف وتسرب من التعليم بسبب هذا الأمر وحين نحاول إعادته يقول ليس لدي حقيبة مدرسية، بالإضافة إلى أن بعض أولياء الأمور يكون لديه أكثر من أبن وبنت وبمراحل دراسية مختلفة وهذا يضاعف عليه المعاناة، أيضاً إن السلع والأسعار كل يوم ترتفع أكثر والرواتب متوقفة ، وأن صُرفت فهي قليلة أمام تزايد ارتفاع الأسعار، حيث اضطر البعض بسبب هذه الظروف إلى إيقاف أبنائه عن التعليم “.
إن الأزمة التي تعاني منها محافظة لحج ومحافظات الجنوب الأخرى، هي مشكلة تحتاج إلى معالجات سريعة وجذرية مالم فإن المعالجات التي تأتي متأخرة لن تكون ذا جدوى.
ضروريات تتقلص
ويقول المواطن اللحجي أحمد صالح وهو رجل في ال50 من العمر ويسكن في أحدى قرى محافظة لحج ” لدي 7 أبناء أبنتين و5 أولاد الأبنتين يدرسون في جامعة عدن والأولاد أكبرهم في الثانوية العامة امتلك راتب حكومي30 ألف ريال، وأعمل الآن سائق شاحنة في أحد محلات مواد البناء براتب 70 ألف أي أنني أستلم في الشهر 100 ألف ومع تدهور الريال وغلاء الأسعار في المناطق الجنوبية أصبحت رواتبنا لاتساوي شيء.
وأضاف، أضطررت أن أخرج أبنتين من الجامعة واحدة سنة ثالثة والاخرى سنة أولى وقمت بتقليص مستلزمات منزلي الغذائية الشهرية وأكتفيت أنا وأسرتي بتوفير المواد الضرورية فقط,ورغم هذا لم نستطع العيش بإكتفاء كل شي يزداد سعره بشكل شبه يومي، ونحن المواطنين نموت ببطى في ظل غياب دور الحكومة القيمة في الرياض .
عقاب جماعي
هكذا علق الخبير الاقتصادي الجنوبي الأستاذ، ياسر اليافعي: عقاب جماعي تمارسه الحكومة ضد أبناء شعب الجنوب، تضاعفت معاناة المواطن وتزايدت بسبب ارتفاع الأسعار الذي يعد انعكاس لانهيار سعر العملة المحلية، ارتفاع الأسعار والخدمات في ظل ثبات الرواتب بالعملة المحلية وأيضاً عدم صرفها، شكل معاناة كبرى تضاف إلى معاناة المواطنين في المحافظات الجنوبية.
وتابع، استمرار هذا الانهيار سيكون له نتائج كارثية وخطيرة على المجتمع برمته وهي أحد الأسلحة القوية التي تخدم الحوثي وتهدف إلى كسر إرادة أبناء الجنوب الذين انتصروا، لذلك من المستغرب إن التحالف العربي لايضع حلول جدية لوقف هذا الانهيار من أجل تماسك الجبهة التي تحارب الحوثي.
واردف، هناك تعمد لتعذيب المواطن في الجنوب وكان ذلك يأتي رد على انتصاراته على الحوثي، وهناك أطراف في الشرعية تعمل لصالح الحوثي تتعمد انهاك المواطن في الجنوب حتى يظل يصارع الخدمات
والاساسيات وينسى أهدافه الرئيسية وينسى دولته، ولابد من وجود حلول سريعة وجذرية تنهي معاناة المواطن وعلى التحالف العربي والانتقالي تقع مسؤولية كبرى أما الشرعية فهي جزء من هذا العذاب الذي يعيشه المواطن والذي أثّر على حياته.
عجز شرائي
وتقول الدكتورة الصيدلانية حليمة محمد مسعود: في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه بلادنا من حيث غلاء الأسعار خاصة للأدوية فبعض المرضى أو الأغلب منهم لا يستطيع شراء الدواء كاملا، إنما يجزئة لعدة أشهر في طريقة دفع قيمته أو يضطر لتغيير الشركة بسعر أرخص والبعض الأخر من الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر وأرتفاع الكليسترول يخافون من تغيير شركة الدواء بشركة أخرى تكون أرخص من الشركة الأولى في قيمة العلاج،
وتضيف في حديثها، المرضى الذين لديهم حساب دين في بعض الصيدليات في محافظة لحج أصبحوا يقلصوا من سحبياتهم بسبب أرتفاع سعر العلاج والبعض الآخر يقوم بإستبدال أدوية المنظمات التي تقوم بعض المنظمات بصرفها لبعض المواطنين، ويقوموا بإستبدالها في الصيدليات بأدوية يحتاجوا لها مثل دواء الضغط والسكر.