تقارير وتحليلات
"الأنباء الألمانية والعرب اللندنية" أنموذجان..
تقرير: احداث عدن.. توجهات يمنية شمالية لتضليل القارئ الخارجي
لم تنته العملية الأمنية التي أطلقتها شرطة عدن لملاحقة عناصر خارجة عن النظام والقانون في حي كريتر بالعاصمة الجنوبية عدن، حتى انبرى صحافيون شماليون يعملون في وسائل إعلام إقليمية ودولية على محاولة تضليل القارئ والمهتم بالشأن اليمني والجنوبي، الأمر الذي يؤكد على سقوط مهنية مؤسسات إعلامية دولية ابرزها وكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ)، وصحيفة العرب اللندنية.
احداث كريتر، هي مواجهات دامية بين قوات الشرطة المحلية ومسلحي ميلشيات تمولها أطراف إقليمية، أعلنت لاحقا اطرفا محسوبة على حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، تبعيتها للنظام اليمني.
وزعمت صحيفة العرب اللندنية أن معركة كريتر نتاج انقسام داخل المجلس الانتقالي الجنوبي، نافية ان تكون تلك الجماعات على علاقة وثيقة بالحكومة اليمنية، على الرغم من ان قيادي في تنظيم اخوان اليمن اعتبرها معركة للدفاع عن ما اسماه ولي الأمر عبدربه منصور هادي.
وقالت الصحيفة إن المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن انتهاء المواجهات في مديرية كريتر بالعاصمة الجنوبية عدن والتي نشبت خلال اليومين الماضيين بين قوات عسكرية تابعة للمجلس ومسلحين بقيادة إمام الصلوي المقرب السابق من الانتقالي والذي قاد المواجهات في عدن بمشاركة عناصر مسلحة تمترست في أكثر مناطق عدن اكتظاظا بالسكان"؛ ونفى مصدر في المجلس الانتقالي في افادة لصحيفة اليوم الثامن ان امام الصلوي لم يكن يوما مناصرا للانتقالي، بل قاتل في العام 2019م إلى جانب قوات الحرس الرئاسي التي يتحكم فيها تنظيم الإخوان.
ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام إخوانية قولها "إن ما يجري حرب شقوق داخل المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما نفاه مسؤولون وصحافيون جنوبيون.
وأكد منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي في تصريح لـ”العرب” انتهاء الحملة الأمنية في مديرية كريتر التي تضم أهم المراكز الحكومية ومن بينها البنك المركزي وقصر معاشيق، مشيرا إلى أنه تم تطهير المنطقة بعد ما وصفها “سنوات من العبث الذي عانى منه المواطن”.
وأشار المسؤول في الانتقالي إلى أن “المهمة الحالية هي تثبيت حالة الأمن والاستقرار، وحصر الأضرار والبدء بتعويض المواطنين الذين تعرضت ممتلكاتهم للدمار”، لافتا إلى أن “العملية كشفت حجم التآمر على عدن والجنوب من خلال زراعة الخلايا النائمة وتكديس السلاح بمختلف انواعه” بحسب تعبيره.
وأضاف “التعاطف والدعم الإعلامي اللذين حظيت بهما العناصر الخارجة عن القانون كشفا حجم الرعاية التي تحظى بها والدعم المقدم لها”.
ونفت العرب صدور أيّ موقف رسمي من الحكومة التي يتواجد رئيسها وعدد من وزرائها في العاصمة عدن، دأبت وسائل إعلام المجلس الانتقالي خلال الأيام الماضية على اتهام العناصر المسلحة بقيادة إمام (الصلوي)، بتنفيذ أجندة ممولة من أطراف في الشرعية اليمنية بهدف إرباك المشهد السياسي والأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس، وخلق مبررات جديدة لاستهدافه وتحميله مسؤولية انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي وانهيار منظومة الخدمات".
ويبدو ان الصحيفة لم تطلع على تصريحات وموقف الحكومة اليمنية برئاسة معين عبدالملك، من تلك الاحداث التي وصفها بالمأساوية، على الرغم من ان شرطة عدن تؤكد ان الهدف من العملية هو خلق بيئة آمنة لعمل حكومة المناصفة.
وبحسب صحيفة الاهرام المصرية، فقد وجه الدكتور معين عبدالملك، محافظ عدن رئيس اللجنة الأمنية احمد لملس، ومدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي، بالعمل على وضع حد سريع للاحداث المؤسفة التي تشهدها مديرية كريتر، وما نجم عنها من سقوط ضحايا مدنيين وترويع الآمنين وإقلاق السكينة العامة.
وفي تصريح لـ”العرب” اتهم الباحث السياسي سعيد بكران أطرافا إقليمية ومحلية بالوقوف خلف التوتر الأمني والمواجهات التي شهدتها منطقة كريتر في العاصمة عدن، مشيرا إلى أن إمام الصلوي الذي قاد المسلحين المناوئين للانتقالي “أظهر توجهاته الداعشية والإخوانية منذ اغتيال الناشطيْن عمر باطويل وأمجد عبدالرحمن محمد بفتوى تكفير ورِدّة أصدرها مفتي الإخوان في إمارة كريتر حينها”
وتابع “منذ ذلك الحين وهناك رفض جنوبي لوجود إمام الصلموتشكيلاته كأمير نصّبه تنظيم الإخوان على كريتر يمارس كل أصناف الإرهاب والجبايات ويفرض أحكام داعش على النساء داخل كريتر بتغطية من حزب الإصلاح الذي يعتبر كريتر قلعته الحصينة”.
واعتبر بكران أن “أحداث كريتر نتيجة طبيعية للطريقة التي أدير بها ملف عدن، وهي نتاج طبيعي للتزاوج بين الشرعية والإخوان”.
وأضاف “للأسف تم تقييد الانتقالي بناء على ما سبق من تحمل مسؤولية ترتيب الملف الأمني لعدن، بل ومنعه ومحاربته وهو استجاب واستكان ولزم الصمت وإزاء كل ذلك حدث ما حدث وسيتكرر لأن المعالجات الجذرية مازالت غائبة”.
ولم يفوت مراسل الصحيفة اللندنية الفرصة في الهجوم على المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أسس في العام 2017م، زاعما ان خلفيات المواجهات التي شهدتها عدن خلال فترات متقطعة منذ العام 2015 تأتي في إطار صراع النفوذ والسيطرة والمصالح المالية بين مراكز النفوذ والكيانات المسلحة التي نشأت نتيجة الحرب.
وأشارت العرب اللندنية إلى أن المواجهات التي شهدتها عدن خلال اليومين الماضيين نتيجة مباشرة لحالة الاستقطاب السياسي التي تشهدها المناطق المحررة، في ظل عدم تمكن أي طرف من إحكام سيطرته بشكل كامل على تلك المناطق على غرار سيطرة الميليشيات الحوثية التي تحكم قبضتها على مناطق شاسعة في شمال اليمن.
ولفتت المصادر إلى وجود حالة استقطاب إقليمي كذلك، ساهمت في نشوء قوى متعددة على الأرض، وتسببت في أوقات عديدة بنشوب مواجهات متكررة على الأرض في المحافظات اليمنية المحررة، إما بهدف توسيع دائرة النفوذ أو بهدف إرباك معسكر المناوئين للانقلاب الحوثي وخدمة الأجندة الحوثية المدعومة من إيران.
وتوقعت الصحيفة أن تنتقل كل أدوات الصراع المحلي والإقليمي إلى المحافظات الجنوبية في حال تمكنت الميليشيات الحوثية من فرض سيطرتها على محافظة مأرب الاستراتيجية المعقل الأخير للشرعية في شمال اليمن، في ظل مؤشرات على تزايد صراع النفوذ على الجنوب من قبل أطراف ومكونات يمنية تسعى للحفاظ على تواجدها على الأرض جنوبا بعد خسارة الشمال أمام الحوثيين.
وتؤكد العرب اعتزام الحوثيين خلال الفترة القادمة نقل التوتر إلى الجنوب إما بشكل مباشر عن طريق محاولة السيطرة على مناطق جنوبية كما حدث في شبوة، أو دعم أطراف جنوبية في الصراع المحتدم ضد المجلس الانتقالي.
وكالة الأنباء الألمانية المعروفة اختصار بـ(د.ب.أ، DPA)، هي الأخرى أورد مراسلها في اليمن مزاعم غير صحيحة، حيث زعم ان القتال بين فصائل من المجلس الانتقالي الجنوبي، مع ان الوكالة العالمية تدرك ان شرطة عدن هي جهاز رسمي وشرعي، بالإضافة الى ان العملة الأمنية التي نفذت ضد جماعة إرهابية، كأي عملية تحدث في أي مكان بالعالم، ان المراسل اليمني حاول تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي بان احداث كريتر هي بين فصائل من المجلس الانتقالي الجنوبي، على الرغم من ان تلك الفصائل تزعمت تظاهرات قام بها نازوحون في عدن ورددوا عبارات جهوية وعنصرية تجاه الجنوبيين.