تقارير وتحليلات

"قحطان" يدفع ثمن اعتراضه على اتفاقية صعدة..

تقرير: أسرار وخفايا معركة مأرب.. مكاسب إيرانية بفضل إخوان اليمن

ليست المرة الأولى التي يستحوذ فيها الحوثيون على أسلحة نوعية قدمتها السعودية التي تقود التحالف العربي

أسلحة جديدة تركها إخوان اليمن وقوات الجيش الرسمي الذي يقوده الجنرال العسكري علي محسن الأحم نائر الرئيس اليمني المؤقت، للحوثيين في مركز بلدة العبدية، تبين من صور استعرضها الحوثيون حيازتهم لصواريخ محمولة على الكتف، وأخرى أسلحة نوعية، تتفوق على الأسلحة التي بحوزة القبائل والمقاومة المناهضة للأذرع الإيرانية في مأرب.

وأعلن الحوثيون السيطرة على مركز العبدية (20كم) جنوبي مأرب، عقب معارك مع القبائل استمرت قرابة شهر، قبل ان تنسحب القبائل بعد نفاد الذخيرة والغذاء، وقد تمكن الحوثيون من الدخول الى مركز البلدة الريفية من الحصول على ترسانة أسلحة ضخمة أخفيت على القبائل والمقاومة، الأمر الذي اثار حالة من السخط الشعبي والقبلي حول الأسباب الخفية التي جعلت الاخوان وقواتهم تخفي الأسلحة عن المقاومة ثم يعثر عليها الحوثيون بكل سهولة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستحوذ فيها الحوثيون على أسلحة نوعية قدمتها السعودية التي تقود التحالف العربي، لدعم شرعية هادي، قبل ان تقع في قبضة الاذرع الإيرانية المحلية بكل سهولة.

حتى العام 2017م، كانت الحرب ضد الحوثيين تسير بوتيرة نحو تحقيق مكاسبة لمصلحة حكومة هادي، غير ان الاخوان وبمبرر الازمة الخليجية والعربية مع قطر، توقفوا تماما عن قتال الحوثيين واوقفوا القوات التي كانت تقاتل تحت أمرة علي محسن الأحمر.

هذا التوقف جعل الحوثيين يستعيدون زمام المبادرة، واستطاعوا خلال فترة وجيزة الوصول الى محيط مركز محافظة مأرب، بعد ان استولوا على محافظة الجوف (الحدودية مع السعودية)، وفرضة نهم وأجزاء من مأرب في العام الماضي، وصولا إلى بعد 20 كيلو متر من السيطرة على المركز الذي توجد فيه وزارة الدفاع ومركز قيادة الجيش والمنطقة العسكرية الثالثة، واستثمارات الإخوان.

في سبتمبر (أيول) الماضي، قالت قناة الهوية التابعة للحوثيين ان زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي وافق على مقترحات قدمها الاخوان بشأن مأرب، والمتمثلة في تقاسم الثروات والسلطة في المحافظة، لكن الحوثيين يضغطون بقوة عسكريا لهزيمة القبائل كمبرر للدخول في تفاهمات مع الاخوان الذين تقول مصادر صحيفة اليوم الثامن ان وزير الدفاع المحسوب على الهضبة الزيدية "حيد قوات الجيش من قتال الحوثيين".

وقال مصدر قبلي لصحيفة اليوم الثامن "انه بعد معركة العبدية تبين لكل القبائل ان الحوثيين يعرفون جيدا مخازن الأسلحة والأموال التي تسلم لهم بطريقة الاستلام والتسليم".

وجاء الهجوم الحوثي على مأرب، بعد السيطرة على أجزاء واسعة من شبوة دون أي قتال، قبل ان يوقع محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو اتفاقية  مرخة، كهدنة مؤقتة، لتحييد القبائل والمقاومة الجنوبية، حتى ينتهي الحوثيين من السيطرة على مارب.

وقالت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام في مأرب لصحيفة اليوم الثامن "ان سقوط العبدية وعثور الحوثيين على أسلحة الاخوان بكل تلك السهولة يؤكد ان أسلحة التحالف قد بيعت وهي في مخازن القوات المشتركة قبل ان تنقل الى المخازن السرية في مأرب".. مشيرة الى ان الأسلحة تنقل من مركز القوات المشتركة الى مخازن سرية ثم تأتي الميليشيات الحوثيين وتنقلها إلى صنعاء وصعدة".

واتهم مصدر في أكبر الأحزاب اليمنية "تنظيم الإخوان بتسهيل سيطرة إيران على كل جغرافيا اليمن الشمالي دون أي قتال".

وقال المصدر :"ان رئيس تنظيم الإخوان محمد اليدومي، وقع مع الحوثيين في العام 2014م، اتفاقية صعدة، وقد اعترض محمد قحطان على الاتفاقية التي اقترحها اليدومي والمتمثلة في ان يسلم الحكم والسلطة للحوثيين مقابل ان يتم افساح المجال امام الاخوان للعمل في الأنشطة المجتمعية والدعوية والاعمال الإنسانية الاغاثية، وقد اعتبرها قحطان انتقاصا من التنظيم اليمني، ليعلن رفضه للاتفاقية خلال الاجتماع في صعدة، ليجد نفسه بعد شهور في زنزانة سرية بدعوى التمرد على قيادة الاخوان.

وقد اعترف التاجر الاخواني حميد الأحمر في اتصال هاتفي مسرب مع المبعوث الأمم الأسبق جمال بن عمر ان اعتقال قحطان تم من قبل الحزب بدعوى انه متمرد، فيما اعلام الاخوان اعتبر اعتقاله من قبل الحوثيين الذين رفضوا التعليق على اعتقاله او مكان تواجده.

ولم يكن اتفاق صعدة الأول بين الحوثيين والاخوان، فبعد السيطرة الحوثية على صنعاء في الـ21 من سبتمبر (أيلول)، أي بعد نحو شهر من اتفاقية صعدة، وقع الطرفان اتفاقية السلم والشراكة، تلتها اتفاقية أخرى سميت باتفاقية موفمبيك، في مطلع فبراير (شباط)، من العام 2015م، انتهت بالتوافق على شخص محمد سالم باسندوه رئيسا توافقيا خلفا لهادي الذي قدم استقالته، الا الأخير نجح في الإفلات من قبضة الحوثيين الذين حاصروه في منزله وفر الى عدن وسحب قرار استقالته، لينقسم الاخوان بين طرف يلحق بهادي، وأخر يستمر في التحالفات مع الحوثيين.

وخلال العام الثاني للحرب نجح الاخوان في حرف مسار المعركة بعد صعود الأحمر الى منصب نائب الرئيس هادي، لتتحول الحرب صوب الجنوب، ولكن هذه المرة كان الخصم للقوات الجنوبية "الميليشيات المحسوبة على الإخوان".

لكن معركة العبدية الأخيرة تؤكد على ان مشروع التقاسم بين ايران من طرف وقطر وتركيا من الطرف الأخر قد شارف على المرحلة الأخيرة، فالحوثيون قد يسيطرون على مأرب وينتقل الاخوان الى وادي حضرموت، ليصبح مشروع التقاسم واقعا، اليمن الشمالي مع ايران واذرعها والجنوب مع قطر وتركيا، عن طريق الاخوان كأذرع محلية.

معركة في الدوري الإنجليزي: غوارديولا أمام اختبار البقاء وتوتنهام لرد الاعتبار


دراسة أمريكية تسلط الضوء على العلاقة بين الأمراض النسائية والموت المبكر


هل يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى تغيير في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل؟


بعد أبراهيم رئيسي: كيف ستؤثر صحة خامنئي على المشهد السياسي الإيراني؟