تقارير وتحليلات
مصادر تكشف لـ(اليوم الثامن) تفاصيل لقاء تعز..
تقرير: الإخوان والمؤتمر.. تحالف الخطيئة قد يطيح بالعميد طارق صالح
على النقيض من كل الإشاعات والأكاذيب تغير الخطاب الاعلامي للتجمع اليمني للإصلاح ذراع الاخوان المسلمين في اليمن نحو القوات المشتركة التي يقودها العميد طارق صالح، الخصم السابق والحليف الحالي، الرجل الذي ظل اعلام الإخوان يردد ان نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لا يعترف بالحكومة اليمنية بالمنفى، وظل منذ أواخر العام 2017م، في فوهة مدفعية الاخوان الإعلامية.
وجاء تغير الخطاب الإعلامي بعد ان شهدت مدينة تعز الأحد لقاء رفيع المستوى حضره من جانب الاخوان قائد المحور خالد فاضل وزعيم ميليشيا الاخوان بتعز عبده فرحان (سالم) مع وفد من القوات المشتركة التي يقودها طارق صالح مكون من مجموعة ضباط يرأسهم العميد عبدالرحمن نعمان السامعي رئيس عمليات القوات المشتركة ورئيس مركز القيادة والسيطرة وأحد قادة الألوية العسكرية وضابطين آخرين حسب مصادر مطلعة.
وقالت مصادر لمراسل صحيفة اليوم الثامن إن اللقاء جرى لمناقشة وإعداد خطة مشتركة لتنفيذ عمليات عسكرية على جبهات المناطق الغربية وتوحيد الخطاب والجهد العسكري في الوقت الذي تتطلع قيادة الاخوان الى الحصول على دعم غير مباشر من الامارات لميليشياتها بواسطة طارق صالح.
واشارت إلى أن قيادة محور تعز اشترطت خلال اللقاء عدم إشراك جماعة "القيادي السلمي أبو العباس" التي اندمجت مع قوات طارق، أو مجموعة الضباط الذين انضموا إلى قوات طارق من بين قوات اللواء 35 مدرع قبل اغتيال اللواء عدنان الحمادي في العمليات المزمع التنسيق لها .
وقالت المصادر إن رئيس عمليات قوات طارق، رد: "شروط مثل هذه يصعب الاتفاق عليها، وقد تعيق جهود تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة"، مضيفا : "سنعمل على ترميم الخلافات وتقريب وجهة النظر" مؤكدة أن اللقاء جاء كثمرة لجولات مكوكية بين الطرفين قادها عدنان زريق القيادي السلفي وأركان عمليات المحور .
الخطوة الاخوانية أتت في ظل توغل ميليشيا الحوثي في مأرب وبعد أنهيار اللقاء المشترك وترك الاحزاب للاخوان الذين وجدوا أنفسهم وحيدين بسبب سياستهم الاقصائية والاستحواذية الهوجاء وبعد احتراق كل اوراقهم وفقدانهم لثقة التحالف والحكومة وسعيهم الدؤوب الى نهب ايرادات الدولة وفرض الجبابات على المواطنين للتعويض عن ذلك.
ونشطت عناصر تنظيم القاعدة في مدينة تعز خلال الأيام الماضية بشكل ملحوظ مع قدوم عناصر متطرفة جديدة والسيطرة على الايرادات وفرض الجبايات واستحداث نقاط جباية جديدة.
وارجعت المصادر علاقة التنسيق مع طارق صالح وتحريك عناصر تنظيم القاعدة غرب مدينة تعز وتمويل العناصر الارهابية من الايرادات المنهوبة والجبايات المفروضة بقوة السلاح الى رغبة الاخوان في استخدام القاعدة ورقة لتحقيق اهدافهم وتصفية حساباتهم والتخلص من قيادات حزبية في الداخل ومنها قيادات محسوبة على طارق.
وذكرت أنه بعد خروج ابو العباس من المدينة اتفق الاصلاح مع عدنان رزيق على سحب عناصر القاعدة الى اللواء الخامس والتوقف عن اي تحرك كما تكفلوا بمصاريفهم ومن ضمنهم حارث العزي الذي اختفى بين يوم وليلة.
ونصبت عناصر من تنظيم القاعدة اول نقطة في تعز الاسبوع الماضي بعد نقطة الهنجر لتحصيل الجبايات، يشرف عليها عمار الصراري ويقودها شخص يدعى ابو دجانة ويفرضون على كل السيارات والدينات المحملة مبالغ تصل يوميا الى أكثر من 2 مليون ريال.
مصادر متعددة تحدثت لمراسلنا عن وصول ثلاثة من اخطر عناصر تنظيم القاعدة الى تعز احدهم مهندس متفجرات وعبوات ناسفة قادمين من البيضاء مشيرة الى أن هناك اكثر من ٢٠٠ عنصر قاعدة يحتمون بحماية اللواء الخامس الذي يقوده عدنان رزيق ويتمركز غرب تعز..
وقالت المصادر إن عناصر القاعدة تتركز في كلية الطب والمنشأت ومدرات ولديهم شقق سكنية في عقاقة مشيرة الى أن قيادة محور تعز أفرجت قبل شهرين عن عنصر خطير من عناصر القاعدة خبير تصنيع مفخخات بضغط من قيادات عسكرية.
مصادر اخرى تحدثت عن وجود مؤامرة تخطط لها قيادات الاخوان في تعز للسيطرة على الساحل الغربي وكل ما فيه من أسلحة ومعدات ثقيلة مذكرة بخطاب الاخوان سابقا وما ارتكبته الميليشيا من جرائم تحريض اعلامي ضد العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع واغتياله والسيطرة على اللواء ومناطق الحجرية اضافة الى طرد قوات أبو العباس من مدينة تعز .
وتطرقت المصادر الى ما شهدته تعز من طرد وتصفيات منظمة لكل رفقاء السلاح في الحجرية والاقروض والمدينة وحملات اتهامات وتلفيقات وأكاذيب إلى الحد الذي خرج فيه السكرتير الصحفي لقائد محور تعز الاخواني ليقول بأن " أطقم طارق عفاش تسرح وتمرح داخل مدينة التربة" كمبرر لاجتياح الحجرية
ولم تنس المصادر التذكير بجرائم الاخوان ضد شباب في ثورة 11 فبراير واتهامهم بالعملاء والمندسين والخونة واعتقالهم وما تبع ذلك من اقصاء لكل كوادر المشترك واستئثار الاصلاح بمعظم المناصب والمنح والوظائف والمال العام مما مهد الطريق لانتشار ميليشيات الحوثي وسيطرتها على العاصمة صنعاء والعديد من المدن اليمنية
مواقع السوشال ميديا هي الأخرى شهدت ردود افعال متباينة وساخرة حول اللقاء الذي سرعان ما رحب به نشطاء حزب الاصلاح معتبرين إن التحالف اشترط تقديم الدعم المالي للجيش بتعز عبر طارق صالح كما فعل سابقا عبر أشخاص بعينه كما ذكر احمد الشلفي.
الصحفي محمد سعيد الشرعبي ذكر بممارسات وانتهاكات الاخوان قائلا : نفذ الإخوان عملية تصفية اللواء عدنان الحمادي بعد حملة واسعة نادت بتوحيد صف وجهد المحور واللواء 35 مدرع.
وتساءل : هل سيتكرر نفس السيناريو، ويقرح رأس (طارق صالح) بعد ضجيج حملاتهم لتوحيد الصف (الكمهوري) من البعرارة إلى الساحل الغربي؟؟
وتابع : ارتكبت مليشيا الإخوان مئات جرائم القتل والنهب والخطف بحق الابرياء بتهمة العمل مع طارق وخلية القاهرة، ومازالت سجونهم مليئة بالمختطفين ، فمن ينصف الضحايا يا شلة توحيد الصف؟؟
بينما تسائل القيادي المؤتمري يوسف الحياني بحسرة (وهو أحد المضطهدين والمشردين من ميليشيات الاخوان ) :- بمناسبة الصلح العظيم بين قوات طارق عفاش وقوات حزب الاصلاح بتعز ممثلة بالمحور هل المؤتمريون الذين تم تهجيرهم من منازلهم ظلما وعدونا يستطيعون العودة الى منازلهم داخل المدينة وهل يستطيع الموظفين المؤتمرين العودة الى اعمالهم الذي تم تجريفهم من الوظيفة؟".
وتابع : الجواب لا وسيبقى المؤتمرون مشردين من منازلهم ومجردين من وظائفهم وهذا هو سبب ضعف المؤتمر الشعبي العام الذي يسعى من اجل مصلحة اشخاص قيادية متجاوزة مصلحة القواعد المؤتمرية، خلال مراحل تاريخها عرفت جماعة الاخوان باستخدام حلفائها كوسائل تمكنها من الوصول الى السلطة ومن ثم السيطرة والهيمنة والاستحواذ وخيانة الحلفاء واقصائهم والتنكيل بهم وتوزيع تهم العمالة والخيانة والارتزاق على كل منتسبيهم وليس التاريخ ببعيد.