اعتبر وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب الأحد ان حزب الله لا يهيمن على الحكم في لبنان، وذلك ردا على تصريحات لنظيره السعودي الامير فيصل بن فرحان حول الأزمة الحالية بين البلدين التي قال ان سببها سيطرة "وكلاء ايران" على البلد.
ويتمتع حزب الله المدجج بالسلاح بنفوذ سياسي كبير في الحكومة ورئاسة الجمهورية بسبب تأثيره مع حلفائه على البرلمان. وطال ما كان الحزب الموالي لايران سببا في عرقلة تشكيل الحكومات. كما كان دعم الحزب ضروريا لوصول حليفه ميشال عون الى الرئاسة.
وخلال اليومين الماضيين أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت احتجاجا على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورح قرداحي حول الحرب في اليمن.
وصرح بوحبيب لتلفزيون الجديد مساء الاحد "أقول لوزير خارجية السعودية ان حزب الله مكوّن أساسي في لبنان لكنه ليس كل لبنان ولا يهيمن على لبنان".
أخاف على جورج قرداحي أنو يطلع كبش المحرقة
وكان الامير فيصل أكد السبت إن "التعامل مع بيروت غير ذي جدوى في ظل هيمنة حزب الله على النظام السياسي اللبناني. ليست هناك أزمة مع لبنان بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران".
وقال بوحبيب الاحد ان خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة "انتهى أمرها نتيجة فشلها ونحن الآن على اتصال مع الرئيس نجيب ميقاتي، الخلية فشلت لأن الأزمة أصبحت أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضاً".
وأَضاف "هناك قساوة سعودية لا نتفهمها فالمشاكل بين أي دولتين يتم حلها عبر الحوار وما عملنا حوار. أخاف على جورج قرداحي أنو يطلع كبش المحرقة والاحتمال لا يزال موجوداً، مؤكداً أن "الحكومة باقية وبحسب ما علمت من الرئيسين عون وميقاتي أن هناك تطمينات دولية لدعمها".
وتابع بوحبيب "قبل اجتماعنا تواصلنا مع مسؤولين أميركيين واللقاء مع القائم بالأعمال كان تتمة لهذه الإتصالات التي كانت مع دول مؤثرة في المنطقة ليتم حل الأزمة بشكل مستدام".
وقال الوزير اللبناني ايضا "هذه الحكومة تواجه المشاكل منذ تأليفها لذلك هي غير قادرة على الإجتماع لإتخاذ قرار موحد بما يخص الوزير قرداحي".
وكان قرداحي ذكر في مقابلة متلفزة سُجلت في أغسطس/ آب الماضي قبل تعيينه وزيرا وبُثت فالاسبوع الماضي إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
وأكدت الحكومة اللبنانية أكثر من مرة أن تصريحات قرداحي لا تعكس موقفها الرسمي، فيما دعا سياسيون لبنانيون بينهم نواب، قرداحي إلى الاستقالة. والأحد أعلن قرداحي أن استقالته من الحكومة "غير واردة".
وتاريخيا كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت إلا أنها توترت عام 2017 إذ اتهمت السعودية حزب الله بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان.
وفي مايو/ أيار الماضي طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك شربل وهبة إعفاءه من مهامه إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.