تقارير وتحليلات
تفاصيل صفقة تسليم مأرب..
تقرير: إخوان اليمن يمهدون للتحالف مع الحوثيين بالهجوم على السعودية
قالت تقارير صحافية إن تنظيم إخوان اليمن المصنف على قوائم الإرهاب يمهد لصفقة تسليم محافظة مأرب الغنية بالثروات النفطية والغازية، بالهجوم على التحالف العربي الذي تقوده السعودية، الأمر الذي دفع التنظيم مؤخراً إلى توتير العلاقة بين “الشرعية” اليمنية والتحالف العربي من خلال تصريحات مسيئة للسعودية في موقف يخدم الهجوم الحوثي كما أنه يوسّع الخلاف داخل صف القوى اليمنية التي تقف ضد المتمردين".
ووصفت صحيفة العرب اللندنية بيان الإخوان والأحزاب اليمنية في مأرب، والذي حمّل الحكومة اليمنية والتحالف العربي مسؤولية الفشل في إدارة المعركة، بأنه محاولة للتنصل من تبعات التغول العسكري الحوثي واقتراب الميليشيات من مركز المحافظة الاستراتيجية الغنية بالنفط والغاز.
وقالت الصحيفة إن البيان الذي وقعت عليه فروع أحزاب التجمع اليمني للإصلاح، والمؤتمر الشعبي العام، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي، وحزب الرشاد السلفي، محاولة جديدة لخلط الأوراق في هذا التوقيت الذي تقترب فيه الميليشيات الحوثية من مركز محافظة مأرب بعد السيطرة على 12 مديرية من أصل 14 مديرية.
واعتبرت أن مشاركة حزب الإصلاح (ذراع جماعة الإخوان في اليمن) في البيان هو استمرار للنهج الإعلامي للجماعة القائم منذ وقت مبكر على تحميل التحالف العربي والحكومة اليمنية مسؤولية الفشل العسكري والسياسي في إدارة المعركة مع الحوثيين، على الرغم من سيطرة الجماعة على مفاصل الحكومة وخصوصا في الجانب العسكري، إضافة إلى إحكام الإخوان هيمنتهم على محافظة مأرب بشكل كامل، واختطافهم للقرار السياسي والعسكري في الشرعية ومحافظات مأرب وشبوة وتعز بشكل خاص.
ولم تستبعد مصادر سياسية يمنية مطلعة أن يكون هذا الموقف العلني الذي يقف خلفه حزب الإصلاح مقدمة لإظهار الخطاب الإخواني المتطرف تجاه التحالف العربي والذي كان يتم التسويق له خلال السنوات السابقة بشكل غير مباشر عن طريق ناشطي الجماعة وإعلامييها، في الوقت الذي كان فيه الحزب يلتزم الصمت ويتنصل أحيانا من تصريحات بعض قادته ومواقفهم المناوئة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
واعتبر الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى أن “بيان تنظيم الإخوان المسلمين الذي وقّع تحت مسمى الأحزاب والقوى السياسية في مأرب هو اعتراف رسمي بنجاح التنظيم في مهمة إفشال الشرعية والتحالف العربي”.
ويقول مصطفى إن البيان “أقرب إلى إعلان انتصار التنظيم الدولي للإخوان بصيغة تهديد مبطّن بالاستسلام للحوثيين وتسليمهم مدينة مأرب وحقول النفط في صافر. إلى جانب كونه تمهيدا سياسيا وإعلاميا لتحوّل التخادم الإخواني – الحوثي في اليمن إلى تحالف سياسي رسمي، عبر دخول الحوثيين مأرب بصفقة سياسية وليس باجتياح عسكري بعد أن نجح الطرفان في استنزاف قبائل مأرب في قتال الحوثيين وهو هدف انتقامي تاريخي مشترك لجماعتي الإخوان والحوثي”.
وأضاف “يمهد البيان الإخواني في مأرب إلى مفاجآت قريبة بإعلان رسمي مشترك إخواني – حوثي على مستوى مأرب لتحييد شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ووضع التحالف العربي أمام أمر واقع يهيئ لتسوية سياسية شاملة تنحصر بين الحوثيين والإخوان وتنسف ما تبقى من إمكانية لتنفيذ اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي، بهدف استبعاد الأخير من أيّ عملية تسوية سياسية شاملة نتيجة تسليم مأرب للحوثيين”.
وأشار مصطفى إلى أن “الحوثيين عملوا سياسياً وإعلامياً على التهيئة لتمرير صيغة التفاهمات المقبلة مع الإخوان في مأرب عبر ترويجهم لصيغ حلول استسلام مقابل الشراكة، في الوقت الذي يأتي البيان الإخواني ليؤكد بألفاظ غير مباشرة على قبول الصفقة الحوثية بتسليمهم مأرب، لكن الأمر الذي يصعب التكهن به هو مصير محافظ مأرب سلطان العرادة الذي كان جزءاً من الصفقة التي روّج لها الحوثيون، فالرجل أمام احتمالين قبول الصفقة وتسليم مأرب للإبقاء على حياته أو أنه سيواجه تآمراً إخوانياً – حوثياً مشتركاً حال رفضه”.
وأشار صحيفة العرب إلى أن البيان الأخير الصادر عن أحزاب مأرب والذي يحمل اتهاما صريحا للحكومة والتحالف العربي بخذلان محافظة مأرب، والفشل في إدارة المعركة ضد الحوثيين، بأنه نقطة تحول في الاصطفافات اليمنية داخل معسكر الشرعية، مع اقتراب خطاب الإخوان العلني من مواقفهم غير المعلنة منذ بداية الحرب والتي تصب في اتجاه تحميل التحالف العربي المسؤولية عن التعثر في هزيمة المشروع الإيراني في اليمن.
وفي تعليق على البيان قال الباحث السياسي السعودي علي عريشي ذهلت بحجم المغالطات الواردة في البيان والتي تعكس بالدرجة الأولى استخفافاً بالشارع اليمني الذي يدرك جيداً أن التيار الإخواني في حزب الإصلاح هو الذي يستأثر بالسلطة والقرار السياسي والعسكري اليمني ويقف في الوقت نفسه خلف عمليات تسليم المحافظات والمديريات اليمنية لميليشيات الحوثي ميدانياً، بينما يعتقد هذا التيار أن بمقدوره التهرب من مغبة تواطئه مع الميليشيات الحوثية وتحميل التحالف العربي المسؤولية عن ذلك ببيان”.
وحول دلالات توقيت البيان أضاف عريشي “إذا ما وضعنا في الحسبان طبيعة المرحلة الحرجة والتوقيت الحالي للمعركة فإن خروج هذا البيان في هذا التوقيت يوحي بنوايا مكشوفة لدى التيار الإخواني المسيطر على القرار السياسي والعسكري اليمني بتسليم ما تبقى من المواقع المحررة للميليشيات الحوثية وخصوصاً المواقع النفطية في مأرب وشبوة بما فيها مدينتا مأرب وعتق عاصمتا المحافظتين”.