تقارير وتحليلات

التنظيم ينفى علاقته بتفجيرات مطار عدن..

تقرير: القاعدة بعد ازمة القيادة.. هل أصبح مخترقاً من الحوثيين؟

مركبة خاصة بمحافظ عدن السيد أحمد حامد لملس عقب استهدافها في العاشرة من الشهر المنصرم - أرشيف

نفى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، علاقته بتفجيرات إرهابية استهدفت محيط مطار عدن الدولي، وخلفت عشرات الشهداء والجرحى، معربا عن استنكاره لتلك العملية التي اتهم أطراف مشبوهة بالوقوف ورائها، دون ان يسمي من هي تلك الأطراف التي لفت الى انها تقوم بتصفية حسابات فيما بينها.

وقال تنظيم القاعدة في بيان – نشرته منصة ملاحم التابعة للتنظيم "شاهدنا بكل ألم كما شاهد غيرنا عملية التفجير التي وقعت عند مطار عدن في يوم السبت بتاريخ ١٤٤٣/٣/٢٤هـ الموافق ٢٠۲۱/۱۰/۳۰م والتي نتج عنها عشرات الضحايا من عامة المسلمين رجالا ونساء وأطفالاً".

وقال "إننا في (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) نرى حرمة وجرم مثل هذه الأعمال - التي تقف خلفها جهات مشبوهة في إطار تصفية الحسابات بينها – ونستنكرها فضلاً على أن يكون لنا علاقة بهذه الجرائم من عمليات التفجير التي تطال النساء والأطفال وعامة المسلمين في عدن وكذا من عمليات الاغتيال التي تستهدف المسلمين والدعاة والأئمة والخطباء سواء فيما مضى وسبق أو فيما حضر ولحق، فليس من ديننا ولا نهجنا تقحم تلك الحرمات العظيمة التي قال الله تعالى محذراً عباده منها (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) - ونسأل الله تعالى أن ينتقم من فاعلها".. مهيبا بالأخذ بهذا الموقف والرجوع إليه دون البناء على الأوهام والتخرصات التي لا تغني من الحق شيئا".

ولم ينف التنظيم الهجوم الإرهابي الذي استهدف محافظ العاصمة أحمد حامد لملس، ووزير الزراعة سالم السقطري في العاشرة من الشهر المنصرم، كذلك البيان الذي نشره التنظيم في اليوم التالي لعملية إرهابية استهدفت الصحافي محمود العتمي وزوجته الصحافية رشا عبدالله، واودت بحياة الأخيرة وجنينها، لم يشر إليها التنظيم على الرغم من انها اثارت سخطا شعبيا كبيراً بعد ان وثق ناشطون صور الحنين وقد تسبب الانفجار بإخراجه من حشاء أمه".

ويشير التنظيم الى ان المسؤول في تفجيرات المطار "هي جهات مشبوهة في إطار تصفية الحسابات بينها"؛ الأمر الذي فتح باب التأويل والتحليل حول من هي تلك الأطراف التي اتهمها تنظيم القاعدة، حيث اشارت بعض الآراء، إلى ان تنظيم القاعدة يشير الى التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وان الاتهام يستبعد الحوثيين.

واعتبرت مصادر سياسية جنوبية بيان تنظيم القاعدة، بانها محاولة للوقيعة بين اقطاب التحالف العربي، وتبرئة للحوثيين، لكن البيان لم يشر الى محاولة اغتيال محافظ عدن، وهو ما يؤكد عليه المحلل السياسي منصور صالح بأن تجاهل بيان تنظيم القاعدة لمحاولة اغتيال محافظ العاصمة".

وقال المحلل السياسي منصور صالح "إن تنظيم القاعدة اعتاد تبني العمليات التي ينفذها، لكن هذا البيان المنسوب الى تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، هو دليل على ان واقعة التفجير ليس هناك طرف يمكن ان يتبنى التفجير الإرهابي، لأن الضحايا هم مدنيون   (اطفال ونساء)".

وأوضح منصور في تعليق لصحيفة اليوم الثامن " معروف عن القاعدة انها تتفاخر بكل العمليات التي تنفذها لتسجل حضورا في المشهد، لكن يمكن النظر الى هذا البيان من اتجاهين اما انها لم تكن خلف هذا الفعل الشنيع وهذا امر ممكن جدا خاصة مع وجود قوى تقوم بنفس ما تقوم به القاعدة كالإخوان واما ان التنظيم استشعر الخجل من عملية لم تحقق اي هدف سوى انها اودت بحياة اطفال واصابت نساء ".

وأضاف منصور " الغريب في بيان التنظيم هو عدم الاشارة الى حادثتي استهداف محافظ العاصمة عدن والصحافيين محمود العتمى وزوجته الصحافية رشا عبدالله، وكأننا أمام تبني ضمني للعمليتين".

وقال الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين بن لقور "إن التخادم الإرهابي بين القاعدة والحوثيين والاخوان، لم يعد ينطلي على أحد".

وأوضح بن لقور في حديث خاص لصحيفة اليوم الثامن "أن محاولات التنصل من عملية مطار عدن بخور مكسر، ليس الا ذر الرماد على العيون، دماء الابرياء التي سفكتها القاعدة المدعومة سياسيا ولوجستيا من الاخوان المسلمين وكذلك من الحوثيين لا يمكن ان يخفيها بيان مخابراتي مهما حاول الفاعلون، الذين حولوا الجنوب إلى ساحة لإرهابهم منذ الوحدة المشؤومة".

وخلال الأشهر الماضية، تبنى تنظيم القاعدة الذي يعاني من ازمة القيادة، هجمات إرهابية استهدفت قوات الحزام الأمني في أبين، وقوات النخبة في قاعدة العلم العسكرية بشبوة، لكن تقارير صحافية مهتمة بشؤون التنظيمات المتطرفة، لفتت الى ان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يعاني كثيرا بفعل ازمة القيادة، ورفض قيادات بارزة في التنظيم تولي خالد باطرفي امارة التنظيم خلفا لقاسم الريمي الذي قتل في غارة أمريكية بمأرب قبل نحو عامين.

وذكرت صحيفة عكاظ السعودية "ان ميليشيات الحوثيين عقدت تحالفات مع تنظيمي القاعدة وداعش، لتنفيذ عمليات إرهابية في عدن ومدن الجنوب الأخرى".

وأشارت الصحيفة الى ان "تنظيم القاعدة قد أصبح مخترقا من الحوثيين الموالين لإيران"؛ الأمر الذي يوحي بان بيان التنظيم هدفه أيضا التأكيد بان حربه ضد الحوثيين مستمرة، على اعتبار انهم (الحوثيون)، شيعة وروافض، وفق لخطاب تنظيم القاعدة الذي تحالف بالقتال مع حلفاء الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي.

---------------------------------
- صحافي وكاتب مقيم في الخارج 

معركة في الدوري الإنجليزي: غوارديولا أمام اختبار البقاء وتوتنهام لرد الاعتبار


دراسة أمريكية تسلط الضوء على العلاقة بين الأمراض النسائية والموت المبكر


هل يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية إلى تغيير في السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل؟


بعد أبراهيم رئيسي: كيف ستؤثر صحة خامنئي على المشهد السياسي الإيراني؟