تحليلات

السعودية ترفض تسهيل إخراجه من صنعاء..

تقرير: حسن ايرلو.. مندوب إيران لدى الحوثيين وإمكانية تهريبه مجدداً

ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو المعين كسفير لطهران لدى صنعاء (وسط) - أرشيف

قالت تقارير صحافية أمريكية إن ميليشيات الحوثي (الاذرع الإيرانية في اليمن)، تقدمت بطلب إلى المملكة العربية السعودية لتسهيل اخراج مندوب طهران لدى صنعاء، بدعوى انه مصاب بفيروس كورونا، فيما تحدثت الصحافة السعودية عن وجود خلافات عاصفة بين الأذرع اليمنية والراعية الإقليمية، واعتبرت أخرى ان طلب الحوثيين يمثل بادرة حسن نية على ان الجماعة تنوي ابرام صفقة سلام مع قائدة التحالف العربي.

وأفادت صحيفة "الوول ستريت جورنال" الأميركية أنّ الحوثيين طالبوا السفير الإيراني لدى الحوثيين حسن إيرلو بمغادرة صنعاء، في إشارة للتوتر مع طهران.

وقالت الصحيفة إنّ السفير الإيراني لدى الحوثيين عنصر من الحرس الثوري وتم تهريبه إلى اليمن العام الماضي، وعين سفيراً للمناطق التي تسيطر عليها الجماعة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين شرق أوسطيين وغربيين قولهم إن الحوثيين يريدون أن يعود إيرلو إلى طهران، وقد طلبوا من التحالف العربي السماح له بالمغادرة عبر أجواء اليمن، فرد بأنه لن يجيز لطهران بإرسال طائرة لإجلاء "سفيرها" لديهم، وأنه سيسمح بمغادرته فقط عبر عُمان أو العراق. كذلك، اشترط التحالف العربي إطلاق سراح "رهائن سعوديين" مقابل مغادرة "سفير إيران".

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن الحوثيين وعدوا السعودية بأنهم لن يستبدلوا السفير بآخر لتمثيل إيران في صنعاء.

والسفير الإيراني لدى الحوثيين حسن ايرلو ساعدهم في التخطيط للمعارك، لكن نفوذه في اليمن عزز التصور السلبي في البلاد بأن الجماعة تستجيب لطهران وعزز تبعيتهم لها، بحسب مسؤولين إقليميين.

قالت الصحيفة إن قادة الحوثيين أبلغوا الرياض أن السيد إيرلو بحاجة إلى المغادرة للحصول على علاج طبي أفضل بعد إصابته بـ Covid-19. لكن المسؤولين الإقليميين قالوا إن السيد إيرلو لا يزال يعقد اجتماعات في اليمن وقالوا إنه لا توجد علامات على إصابته بـ Covid-19.

وقالت صحيفة العين الإماراتية إن خلافا حادا يضرب الانقلاب هذه المرة بين ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو وزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي في صراع يتمحور حول النفوذ.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية يمنية لم تسمها "إن "ضابط الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسن إيرلو الذي قدمته طهران كسفير لها لدى حكومة الانقلاب الحوثي بدأ يشكل خطورة على تراتبية نفوذ قيادات المليشيات المنتمية لمحافظة صعدة او ما يسمى بجناح صعدة المتطرف".

هذه التراتبية، وفقا للمصادر، هي تلك التي يرسمها "عبد الملك الحوثي" وشقيقه "عبد الخالق الحوثي" ومعهم المدعو "أبو محفوظ أحمد حامد" ومجموعة من القيادات العسكرية النافذة المنحدرة من صعدة.

وبحسب المصادر فقد تجرأ إيرلو على الاقتراب من التراتبية المحصنة للمليشيات الانقلابية وإعادة تشكيل مراكز نفوذ موازية وهو أمر لم يقبله زعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي كونه يشكل خطرا على مكانته كمرجعية جامعة للجماعة الإرهابية.

وأفادت معلومات أن مندوب إيران بصنعاء حسن إيرلو اقترح على قيادات مليشيات الحوثي إزاحة ما يسمى رئيس المجلس السياسي الأعلى (مجلس الحكم) المدعو مهدي المشاط وتعيين القيادي "سلطان السامعي" بدلا عنه.

كما قدم "إيرلو" اقتراحات بتعيين قيادات حزبية في مناصب مهمة بدلا عن تعيين قيادات من محافظة صعدة، وهو ما اعتبره جناح صعدة المتطرف تهديدا حقيقا على نفوذه.

منذ الظهور العلني لضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو في أكتوبر / تشرين الأول 2020، عمد الرجل إلى إهانة قيادة الانقلاب باعتبارهم مجرد أدوات لطهران وذلك عبر الظهور في الفعاليات الطائفية أو تبني مواقف سياسية تحشر المليشيات في زاوية ضيقة من المناورة المراوغة التي لطالما تمرست عليها.

وبحسب قيادي رفيع في حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء فإن تحركات "إيرلو" تأتي باعتباره الحاكم الأول لصنعاء ووصل به الحال إلى عقد اجتماعات أسبوعية مع رموز قبلية وشخصيات سياسية ورجال دين ورجال أعمال وكذلك قيادات مدنية ونشطاء حقوقيون إلى جانب لقاءاته بقادة عسكريين سابقين في الجيش اليمني.

وقال القيادي اليمني المقيم بصنعاء، وفضل عدم ذكر اسمه "، إن منافسة إيرلو لعبد الملك الحوثي وقيادات حوثية كبيرة على القرار والنفوذ كونه ضابطا عسكريا خلق توجه داخل المليشيات بضرورة استبداله بمسؤول إيراني مدني وسياسي.

كما أن الشارع في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية غير متقبل لتحرك الجنرال "إيرلو" لأن ذلك يكشف ويثبت تبعية المليشيات المطلقة للنظام في طهران، وفق المصدر.

والعام الماضي، ظهر مندوب إيران في صنعاء، خلال زيارة مستشفى للنساء والولادة، متجاوزا مهامه كسفير معلن من قبل طهران التي اعترفت بالحوثيين كسطلة شرعية، كدولة وحيدة تعترف باذرعها في اليمن.

وقالت مصادر يمنية لصحيفة اليوم الثامن "ان ايرلو طلب اشراك قيادات تنتمي الى محافظة تعز وإب ومأرب في مناصب قيادية رفيعة لكسب المزيد من التأييد، الا ان مقترحه قوبل بالرفض، الأمر الذي دفع الحوثيين الى مخاطبة التحالف العربي بضرورة إخراجه".

ولفت المصادر الى ان الحوثيين يمكن لهم ان يقدموا على مغامرة بإخراج حسن ايرلو من صنعاء عن طريق مأرب ومنها الى وادي حضرموت والمهرة وصولا إلى سلطنة عمان، بعد التنسيق مع مسقط".

وأكدت المصادر "ان الحوثيين يمكن ان يستعرضوا من خلال تهريب السفير الإيرانية، قدرتهم على اختراق حلفاء السعودية المحليين في اليمن.

فضابط الحرس الثوري الإيراني في صنعاء، دخل اليمن بطريقة احتيالية عن طريق طائرة للأمم المتحدة، ولا تستبعد المصادر ان يكون قد هرب بالفعل خلال الأيام الماضية أو انه يجري التخطيط لتهريبه عبر البر الى سلطنة عمان التي تربطها علاقات مع إيران.

ونقلت صحيفة العين الإماراتية عن مصادر يمنية قولها إن الذراع السياسي للحوثيين "سلطان السامعي" الذي ينتمي الى مدينة تعز اليمنية، تعرض لمحاولة اغتيال في صنعاء، مشيرة الى ان محاولة الاغتيال تلك كانت أحدث رسالة صريحة لـ"حسن إيرلو" من قبل جناح صعدة المتطرف في الجماعة الإرهابية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حسن إيرلو كان هو الداعم القوي للقيادي الحوثي السامعي وسبق أن وقف إلى جانبه بقوة إبان صراعه مع قيادات حوثية كبيرة وصل بها الحال حد المطالبة بحبس "السامعي" رغم أنه من كبار القيادات التي عملت لصالح طهران في اليمن قبل الانقلاب .

ولفتت إلى أن مغادرة حسن ايرلو يبدو أنها أصبحت ضرورة حوثية وخصوصا لعائلة "بدر الدين الحوثي" وحلفائهم في جناح صعدة القوي داخل المليشيات.

كما أن تنامي نفوذ القيادي في المليشيات محمد علي الحوثي بدعم "إيرلو" بات يمثل تهديدا حقيقيا لمكانه زعيم المليشيات ومدى سيطرته على قرار المليشيات الأول، وفقا للمصدر ذاته.

في الصدد، يعتقد رئيس مركز جهود للدراسات باليمن عبدالستار الشميري أن أي خلافات حوثية مع إيران هي خلافات شكلية لا ترقى للخلافات العميقة لأن طهران هي الراعي الرسمي عسكريا وتسليحا وتمويلا وإشرافا ومستشارين وحتى على المستوى الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية للمليشيات الانقلابية.

ويرى الشميري في تصريحات صحافية أن أي تصريحات بشأن الخلافات بين مليشيات الحوثي وطهران قد تستهدف جر الأنظار بعيدا إلى مربعات أخرى.

وأوضح أن "العلاقة بين مليشيات الحوثي ونظام إيران هي علاقة استراتيجية وليست علاقة هامشية ومهما وصل الأمر وتبديل سفير مكان سفير لا يعني ذلك شيئا".

وكان أحد قيادات مليشيات الحوثي خرجت قبل أسابيع تطالب محور المقاومة التي تتزعمه طهران للمشاركة مع الانقلابيين في حربهم باليمن، في محاولة للتغطية على الدعم الإيراني للجماعة.

وهو ما أكده الشميري، وقال إن أي تسريبات بشأن الخلافات بين مليشيا الحوثي وإيران قد تحمل أبعاد مختلفة ربما تتكشف في قادم الأيام لكن بشأن العلاقات بين الحوثي وطهران فهي "ليست علاقة عادية أو يمكن اختزالها بتصريح لأحد قيادات الحوثي مهما كان الأمر".

مارين لوبان: غياب الشرعية سيؤدي إلى تغيير قريب في المشهد السياسي


اليمن في اختبار صعب أمام الأخضر السعودي ضمن خليجي 26


اغتيالات أم ضربات عسكرية؟ خيارات إسرائيلية للتعامل مع تهديد الحوثيين


تقييم الحوادث يدحض الادعاءات بشأن عمليات التحالف العربي في اليمن