تقارير وتحليلات
عبر قوارب خشبية صغيرة..
تقرير: كيف تهرب إيران منصات الصواريخ والأسلحة الآلية إلى اليمن؟
نقلت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية إلى تقرير سري للأمم المتحدة أن منصات الصواريخ والأسلحة الآلية وبنادق القنص ومعدات أخرى ضبطت في بحر العرب في الأشهر الأخيرة مصدرها على الأرجح مرفأ جاسك في إيران، في ما يشكل بعضاً من أكثر الأدلة تفصيلاً على تصدير إيران أسلحة إلى اليمن ودول أخرى.
بعدما فحصت اللجنة شحنتين صادرتهما البحرية الأمريكية عام 2021، وشحنة ثالثة صادرتها المملكة العربية السعودية عام 2020، رجح التقرير أن يكون مصدر هذه الشحنات مرفأ "جاسك"
وأفادت مسودة التقرير التي أعدتها لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، أن القوارب الخشبية الصغيرة ووسائل النقل البري استخدمت في محاولات لتهريب أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران عبر الطرق المؤدية إلى اليمن، والتي حاول الجيش الأميركي إغلاقها لسنوات. وأظهرت مقابلات مع طاقم قارب يمني وبيانات عثر عليها على متنه، أن هذه القوارب كانت تغادر من مرفأ "جاسك" المطل على بحر عمان.
ومراراً، أكد مسؤولون أمريكيون أن المرفأ استُخدم كنقطة انطلاق لـ"الحرس الثوري" الإيراني، إلا أن التقرير الجديد قدم أول دليل واضح حول شحنات أسلحة محددة.
وتدعم إيران علناً الحوثيين في صراعهم داخل اليمن وخارجها، ضد أهداف في المملكة العربية السعودية، لكنها نفت منذ فترة طويلة تزويد الجماعة بالأسلحة، وأكدت للجنة الأمم المتحدة أن أسلحتها لم يتم بيعها أو نقلها أو تصديرها إلى اليمن.
وتقدم النتائج التي توصلت إليها اللجنة نظرة تفصيلية نادرة لدعم إيران للجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تزامناً مع المفاوضات حول العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، حيث دعت إسرائيل وبعض الدول الخليجية إلى فرض المزيد من القيود على دعم إيران للميليشيات.
ومنذ سنوات، حاول الجيش الأمريكي التصدي لتدفق الأسلحة إلى الحوثيين، الذي يشكل انتهاكاً لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الجماعة منذ عام 2015.
مرفأ جاسك
وبعدما فحصت اللجنة شحنتين صادرتهما البحرية الأمريكية عام 2021، وشحنة ثالثة صادرتها المملكة العربية السعودية عام 2020، رجح التقرير أن يكون مصدر هذه الشحنات مرفأ "جاسك"، لافتاً إلى أن البحرية الأمريكية اعترضت سفينة صغيرة في بحر العرب في أيار (مايو) 2021 بعد مغادرتها المرفأ. وأوضح التقرير أن القارب كان يحتوي على 2556 بندقية هجومية و292 رشاشاً وبنادق قنص صنعت في الصين عام 2017، فضلاً عن 164 رشاشاً و194 قاذفة صواريخ تتطابق مع تلك التي صنعت في إيران.
بيلاروسيا
إلى ذلك، حملت السفينة مناظير تلسكوبية صنعت في بيلاروسيا، وأبلغت الأخيرة الأمم المتحدة أن المعدات سلمت للقوات الإيرانية بين عامي 2016 و2018. ولم ترد بعثة بيلاروسيا في الأمم المتحدة على طلب الصحيفة للتعليق.
وذكر التقرير أن تعدد الأسلحة يشير إلى نمط شائع من الإمداد، يشمل قوارب في بحر العرب تنقل الأسلحة إلى اليمن والصومال.
وأكدت اللجنة إنها لا تستطيع تحديد الجهات التي تتلقى الأسلحة، إلا أن مواقع عمليات الاستيلاء على الشحنات، والتي تشمل خليج عدن والمياه الباكستانية والصومالية، سبق للولايات المتحدة أن صنفتها على أنها طرق عبور الشحنات الإيرانية إلى الحوثيين.
وفي شباط (فبراير) 2021، صادرت الولايات المتحدة قارباً خشبياً محملاً بالأسلحة يديره طاقم يمني، كان على وشك نقل شحنته إلى سفينة صغيرة أخرى قرب الصومال. وأفاد التقرير أن هذه السفينة كان على متنها 3752 بندقية هجومية تشير مواصفاتها إلى أن مصدرها إيران، إلى جانب رشاشات وقاذفات صواريخ ومئات الأسلحة الأخرى.
والشهر الماضي، أعلنت البحرية الأمريكية أنها صادرت 8700 قطعة سلاح، ومنها 1400 بندقية هجومية من طراز "أي كيه 47" و226600 خرطوشة، من قارب صيد كان على متنه خمسة يمنيين، وأكدت أن مصدرها إيران.