تحليلات
الحوثيون يتراجعون عن الإشادة بهجماتها الإرهابية..
تقرير: ألوية الوعد الحق.. ماذا تعرف عن الأذرع الإيرانية في العراق؟
مسلحو ميليشيات شيعية في العراق مدعومة من إيران - أرشيف
تراجعت ميليشيات الحوثي الإرهابية اليمنية الموالية لإيران، عن الإشادة بهجمات إرهابية تبنتها ميليشيات عراقية مدعومة من إيران واستهدفت دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الفاعل في التحالف العربي لمحاربة التمدد الإيراني في المنطقة، الأمر الذي يؤكد تصاعد المخاوف لدى الجماعة اليمنية من وضعها على قوائم الإرهاب الإقليمية والدولية.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تقرير: "الوعد الحق".. محاولة إيرانية لعرقلة تصنيف الحوثيين كإرهابيين |
ومنذ الفاتح من فبراير (شباط)، لم يعلن الحوثيون عن أي عمليات إرهابية ضد الإمارات أو السعودية، غير أن القيادي في الميليشيات محمد علي الحوثي كتب على تويتر عقب محاولة الاستهداف الأخيرة "شكرا للعراق الحر وفصائله المجاهدة المساندة ليمن الصمود"، قبل أن يحذف التغريدة في وقت لاحق.
واعتبرت تقارير إخبارية حذفت الحوثي للتغريدة، تأكيد على ان هناك مخاوف لدى الاذرع الإيرانية في اليمن من ان يتم وضعها على قوائم الإرهاب خاصة في ظل استمرار هجماتها الإرهابية.
وقالت قناة الحرة الأمريكية إن جماعة مغمورة تطلق على نفسها اسم (ألوية الوعد الحق) أعلنت المسؤولية عن إطلاق الطائرات المسيرة يوم الأربعاء ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل ان تعلن الأخيرة ان وزارة الدفاع تمكنت من تدمير للطائرات المسيرة في مناطق خارج المدن المأهولة.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تقرير: لماذا ترفض حكومة هادي تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية |
وسبق أن تبنت الجماعة هجوما واحدا آخر وذلك في يناير 2021 عندما قالت إنها أطلقت طائرة مسيرة نحو السعودية المنخرطة في عدة صراعات بالوكالة مع إيران منها الحرب الدائرة في اليمن.
والخميس، طالب رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، الحكومة العراقية بمحاسبة منفذي الهجمات على دول الخليج، وحذر من أن هذه الجهات تريد "الزج بالعراق في حرب إقليمية". في إشارة إلى تورط جماعات عراقية في الهجوم.
وعقب الهجوم بات السؤال الأكثر طرحا من هي هذه الميليشيات الإيرانية التي أعلنت عن تنفيذها هجوم إرهابي جديد ضد الإمارات.
وفي تحليل نشر في أبريل (نيسان) الماضي، أكد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن هذه الميليشيا "تتمتع بعلاقات فريدة مع كتائب حزب الله وتقع تحت السيطرة المباشرة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، للادعاء بشن هجمات ضد السعودية والإمارات أو التهديد بشنها".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تقرير: ما مستقبل العلاقة العمانية بالأذرع الإيرانية الحوثية في اليمن |
ووصف التحليل "ألوية الوعد الحق" بأنها "جماعة واجهة، تنفذ عمليات عسكرية حركية، وعمليات خارجية ضد السعودية أو الإمارات".
يقول المعهد إنه "وفقا للبيانات والصور التي تنشرها، تركز ألوية الوعد الحق على الحملة الدعائية والهجمات التي تستهدف السعودية والإمارات، ولم تتبن أي هجمات داخل الأراضي العراقية".
وكانت الجماعة التي وصفتها كتائب حزب الله العراقية بأنها "غير معروفة"، قد أعلنت في السابق عن هجوم على السعودية في يناير 2021، وفقا لفرانس برس. ونفى الحوثيون مسؤوليتهم عن ذلك الهجوم.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تقرير: الحوثيون.. الأذرع الإيرانية.. تعيش لحظات ما قبل الانهيار الكامل |
في 23 يناير 2021، تبنى حساب "ألوية الوعد الحق" المُنشأ حديثا على قناة "تلغرام" اعتداء بطائرة بدون طيار على الرياض في السعودية.
وبعدها بأربعة أيام نشرت الجماعة صورة افتراضية لطائرة قتالية جوية بدون طيار وهي تستهدف برج خليفة في دبي.
في فبراير الماضي، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول في الميليشيا تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث علنا عن هجوم السعودية، القول إن "الطائرات بدون طيار جاءت في أجزاء من إيران وتم تجميعها في العراق، وتم إطلاقها من العراق".
ولم يكشف المسؤول عن مكان إطلاق الطائرات المسيرة على طول الحدود، لكن الوكالة قالت إن تصريحاته تمثل أول اعتراف من قبل جماعة مدعومة من إيران بأن العراق كان مصدر الهجوم.
يبين معهد واشنطن أن بعض القنوات الإعلامية التابعة للميليشيات الموالية لإيران أشارت إلى "ألوية الوعد الحق" بعبارة ألوية الوعد الصادق، بما يحمل المعنى نفسه. ويشير ذلك إلى أن تسمية الجماعة ربما لم تكن في الأصل باللغة العربية".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تحليل: خفايا صراع الرئيس ونائبه.. لماذا يصور هادي الصراع بالطائفي |
ويضيف أن "وسائل الإعلام الإخبارية التابعة لكتائب حزب الله وموسيقاها وصورها تقوم بالإشارة بانتظام إلى ألوية الوعد الحق والإشادة بها".
يشار إلى أن "كتائب حزب الله" هي ميليشيا عراقية مدعومة من إيران تصنفها الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية.
وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت كتائب حزب الله حملة لجمع التبرعات على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف "تشجيع الشباب العراقي على مساعدة المتمردين الحوثيين في الحصول على طائرات بدون طيار يمكن استخدامها لمهاجمة الإمارات".
وليس من الواضح إن كانت الجماعة، غير المعروفة بالنسبة للمخابرات أو مسؤولي الأمن في العراق، نشطة بالفعل أو قادرة على شن مثل هذه الهجمات أو ما إذا كانت غطاء لجماعات مسلحة متحالفة مع إيران.
لكن الخبير الأمني العراقي ماجد القيسي يشكك في صحة ادعاء جماعة "ألوية الوعد الحق" باستهداف الإمارات ويؤكد أنها محاولة من الجماعات المرتبطة بطهران لـ"خلط الأوراق".
يقول القيسي، وهو ضابط في الجيش العراقي السابق، إن "من الصعوبة جدا أن تنطلق طائرة ميسرة تتحكم بها جماعات، وتقطع مسافة 1400 كيلومتر باتجاه هدف معين في الإمارات".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تحليل: "إخوان اليمن".. ومستقبل تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية |
ويضيف القيسي، في حديث لموقع "الحرة"، أن هذه المسافات "تحتاج لمراكز تحكم وسيطرة وقيادة، وهذا لا يتوفر لدى الجماعات، بل تمتلكه دول معينة".
ويتابع القيسي "لو فرضنا جدلا أنها انطلقت فعلا من العراق، فهناك الكثير من المحددات، حيث ستعترضها القوات الأميركية الموجودة في القيادة المركزية الأميركية في قطر، والأسطول الخامس الأميركي في الخليج".
"وحتى في الكويت توجد أيضا قوات أميركية يمكنها اكتشاف الطائرات بسهولة، وكذلك هناك رادارات سعودية، فيما لو حاولت الطائرات العبور للإمارات"، وفقا للقيسي.
يبين الخبير الأمني أنه "لكي تقطع الطائرات هذه المسافة فهي بحاجة للتحليق بارتفاعات عالية، وهذا الأمر يعرضها بالتالي للاستهداف"، مشيرا إلى أنه "من الناحية العملية لا يمكن أن يكون انطلاقها من العراق باتجاه أبو ظبي".
يؤكد القيسي أن "الحوثيين بالتأكيد هم الجهة المتهمة الأقرب لتنفيذ الهجوم، خاصة وأنهم استهدفوا المنطقة قبل ذلك مرتين ولا يمنع أن يقوموا بذلك مرة ثالثة ورابعة".
اقرأ المزيد من اليوم الثامن: تحليل: القبيلة اليمنية في مأرب.. خفايا التحالفات الإخوانية الحوثين |
ويشير القيسي إلى أن الحوثيين "يحاولون إيهام خصومهم بفتح جبهات عديدة، وهي خدعة من أجل إرباك الإمارات، وأيضا تخادم فيما بين الحوثيين والمسلحين العراقيين".
يقول القيسي إن الفصائل العراقية المدعومة من إيران "تريد إرسال رسائل للإمارات، المتهمة من قبل هذه الجماعات بالتدخل في الشأن العراقي".
يؤكد القيسي أن هذا "الفصيل غير معروف، وهو بما لا يقبل الشك تابع لإحدى الميليشيات العراقية المعروفة التي تحاول النأي بنفسها عن مثل هكذا هجمات".