تحليلات

"إخوان اليمن وموانئ التهريب في شبوة والمهرة"..

تقرير: بين بيرقراد وفطرس.. من يمول الحوثيين بالطائرات المسيرة؟

تهريب الاسلحة والطائرات المسيرة لليمن تصل للحوثيين والإخوان الذين تتقاطع مصالحهم في الجنوب - أرشيف

في مطلع مارس (اذار) الماضي، 2021م، احتفت الحكومة اليمنية التي يهيمن عليها تنظيم الإخوان المسلمين الموالي لقطر وتركيا، بدخول طائرات مسيرة نوع بير قراد، تركية الصنع في الحرب ضد الحوثيين الموالين لإيران، وذلك في اعقاب مزاعم عن وجود اتفاق بين الرياض وانقرة، وهو الأمر الذي فتح المجال امام مسؤولين إخوان الى المطالبة، بشرعنة تدخل تركي في اليمن الى جانب السعودية لهزيمة الحوثيين، وهو ما فهمته الرياض على الأرجح، بان كل هذه المزاعم هدفها شرعنة تدخل عسكري تركي في اليمن، لن يكون ضد الحوثيين في كل الأحوال ولكنه قد يساهم في اسقاط مدن الجنوب لمصلحة نفوذ التحالف الثلاثي الذي يضم الى جانب انقرة "الدوحة وطهران".

ولم يقتصر الأمر على اخوان اليمن، فقيادات إخوانية سعودية أبرزها سليمان العقيلي، تحدث صراحة عن ضرورة اشراك تركيا في اليمن الى جانب السعودية، والاستغناء عن الشريك الاماراتي الفاعل في التحالف العربي.

ولم يكن موقف اخوان السعودية هذا هو الأول، فهم خلال الثلاثة الأعوام الماضية وتحديدا منذ العام 2017م، مع اشتداد الازمة السعودية القطرية، فقد برز في السعودية أسماء  "علي التواتي" و "سليمان العقيلي" وخالد المطرفي، الذين ظلوا يمتدحون الدور التركي، رغم وجود ازمة بين انقرة والرياض من ابرز فصولها قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في سفارة بلاده بإسطنبول.

ووصفت قيادات إخوانية في العام 2020م، "أردوغان" برجل ذكي جدا لا يهمه في السياسة الديني , رجل يهمه بناء تركيا العظيمة التي ستكون الامر الناهي في الشرق الأوسط".

وخلال العامين الماضيين، تكرر كثيرا ميناء قنأ الذي انشأه الإخوان للتهريب في محافظة شبوة على شريط بحر العرب، الأمر الذي تقول تقارير صحفية انه اصبح احد موانئ تهريب الأسلحة والطائرات المسيرة للحوثيين والتنظيمات الإرهابية.

وبالتزامن مع افتتاح الميناء، كان وزير النقل المعزول صالح الجبواني المقرب من المعسكر القطري التركي، في زيارة الى انقرة لبحث إمكانية تنظيم رحلات بين الجنوب المحرر من الحوثين وتركيا.

هذه الزيارة اثارت غضب السعودية التي رأت ان هناك صقور في حكومة هادي باتوا يطرحون مشاريع بديلة لمشروع التحالف الذي تقوده الرياض، وهو ما ضاعف المخاوف من ان التدخل التركي، خاصة بعد تزايد توافد ضباط المخابرات التركية على شبوة، وان كان باسم منظمات اغاثية إنسانية.

وتمثل موانئ المهرة البرية والبحرية والخاضعة لسيطرة تشكيلات عسكرية وميليشاوية تدين بالولاء لسلطنة عمان وقطر، أهم مصادر تمويل الميليشيات الحوثية الإرهابية بالأسلحة والطائرات المسيرة وقطع الصواريخ، وهو ما أكد عليه تقرير فريق مراقبين الأمم المتحدة، بان سلطنة عمان المجاورة تسهل عملية تهريب الأسلحة للحوثيين في اليمن.

لكن مصادر أمنية أفادت صحيفة اليوم الثامن "بأن تهريب الأسلحة لا يقتصر على الحوثيين وحدهم، بل ان سلطة الاخوان السابقة في شبوة قامت بعمليات تهريب للأسلحة والطائرات المسيرة عبر موانئ عدة من بينها ميناء قنأ وموانئ محافظة المهرة البرية والبحرية.

وكانت تقارير إخبارية قد قالت ان تنظيم الاخوان الذي كان يشن حربا للوصول الى عدن، استخدم طائرات مسيرة، تركية الصنع ضد القوات الجنوبية، لكن الأخيرة تمكنت من توجيه ضربات دقيقة ضد قوات الإخوان في ميناء شقرة شمال شرق زنجبار العاصمة الإقليمية، وهو ما أدى الى مقتل قيادات عسكرية بارزة، أبرزهم اللواء محمد صالح العقيلي، وقائد الحملة العسكرية الإخوانية على عدن العميد سيف الشدادي الذي أصيب بجراح بليغة قبل ان يعلن الاخوان عن وفاته بعد أشهر من القتال.

ولم يستخدم الاخوان أي من الطائرات المسيرة التي تحدث عنها الاعلام اليمني بشكل كبير، وقال ان تركيا قدمت طائرات مسيرة من نوع بير قراد، لقتال الحوثيين في اليمن، والذين قالوا انهم أسقطوا طائرة استطلاع تركية الصنع في شمال صنعاء العام الماضي.

وتظل إيران الداعم الأبرز للحوثيين، من خلال تزويدهم بطائرات مسيرة من نوع حديث أبرزها فطرس، النسخة المطورة من طائرات شاهد الإيرانية الحديثة.

ويتفق محللون سياسيون على أن أي جهة تدعم ميليشيا الحوثي الانقلابية، سراً أو علانية، تعتبر شريكة لها في جرائمها ضد الإنسانية التي ترتكبها بحق المدنيين في اليمن ودول الجوار.

وتدرس الإدارة الأمريكية الحالية إعادة ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، إلى قائمة الإرهاب بعد عام من إزالتها، في خطوة يعترف الجميع أنها كانت غير مدروسة.

 

وقال موقع نيوز يمن إن النظام الإيراني وميليشياته في العراق ولبنان تعتبر من أبرز الداعمين للميليشيات الحوثية سواءً بالسلاح أو المقاتلين والخبراء العسكريين أو حتى قطع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وجميعها أثبتت عمليات الفحص أنها إيرانية الصنع.

لكن الميليشيات تحظى أيضاً بداعمين غير ظاهرين للعيان يسندونها إعلامياً وسياسياً في المحافل الدولية للحد دون تصنيفه إرهابياً في أوروبا.

ومؤخراً شهدت مدينة إسطنبول التركية، تظاهرة حاشدة دعماً للميليشيات الحوثية، رفعت خلالها صور زعيم الجماعة المتمردة عبدالملك الحوثي، والشعارات المتضامنة مع الميليشيات الإرهابية، على الرغم من الجرائم التي ترتكبها بشكل مستمر بحق المدنيين.

وبهذا الصدد أشارت مصادر إعلامية، إلى أن الفعالية أقيمت في (حديقة فاتح التذكارية)، وهي عبارة عن متنزه طبيعي يقع في منطقة الفاتح وبمقابله يقع مبنى بلدية اسطنبول الكبرى، مشيرة إلى أن هذا المكان لا تغيب فيه دوريات الشرطة على الإطلاق، وأي فعالية أو وقفة أو تجمع لا يتم إلا بموافقة السلطات.

ونقل الموقع اليمني عن عدنان الراجحي، وهو مدون يمني قوله "إن من رفع صور المجرم عبدالملك الحوثي، سُمح لهم بذلك، أصبحوا جميعا في سلة واحدة، واصبحت تركيا ملاذا آمنا للاستثمارات الحوثية ومصالحه السياسية".

ويشير الراجحي إلى أن المزايدين الذين يمنحون الآخرين صكوك الوطنية والغفران، ويوزعون الاتهامات بالعمالة والارتزاق من داخل تركيا على كل من يختلف معهم، لن يعترضوا على ذلك، لأنهم يدركون أن اردوغان -الرئيس التركي- أصبح حليفا للحوثي وبمباركة ولي النعمة الذي يأمرهم بالتنفيذ دون اعتراض، لافتاً إلى أن التخادم موجود منذ بداية الأزمة الخليجية، ومكتب التنسيق والتواصل الحوثي مع الأتراك يسير على قدم وساق.

وأضاف "البعض سيقول هذا بلد ديمقراطي وشيء طبيعي، وهذه كذبة كبرى، بل هو بلد القمع والاستبداد، وأعرف هناك يمنيين في تركيا مستاؤون من دور قطر في دعم الحوثي، لكنهم يخشون ردة فعل السلطات التركية، وهي في الأساس لن تسمح لهم بإقامة أي وقفة احتجاجية أو مظاهرة ضد ما تقوم به قطر".

مارين لوبان: غياب الشرعية سيؤدي إلى تغيير قريب في المشهد السياسي


اليمن في اختبار صعب أمام الأخضر السعودي ضمن خليجي 26


اغتيالات أم ضربات عسكرية؟ خيارات إسرائيلية للتعامل مع تهديد الحوثيين


تقييم الحوادث يدحض الادعاءات بشأن عمليات التحالف العربي في اليمن