الأدب والفن

"نضج فني"..

قراءة تحليلية: سينما يمنية معاصرة.. أحلام واعدة في الانتظار

مؤتمر صحفي لفيلم عشرة ايام قبل الزفة المعروض قبل ثلاثة اعوام - أرشيف

لم تغب السينما اليمنية عن المهرجانات السينمائية طيلة سنوات ما يمكن أن نطلق عليه النضج الفني، ففي عام 2005أحتفي مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال29 بأحد أهم الأفلام العربية وهو "يوم جديد في صنعاء"، وحصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم عربي آنذاك، تأليف وإخراج بدر بن حرسي، شارك في بطولته نبيل صابر، دانيا حمود، باولو رومانو، صخر الصباحي، نجلاء عاطف، وأحداثه حول الشاب طارق الباحث عن الزواج من ابنة القاضي الثري، بلقيس، يجد نفسه في حيرة عندما يقع في حب فنانة، حيث عليه أن يقرر ما إذا كان سيتبع قلبه أو يلتزم بتقاليد العائلة.


توقفت المشاركات لسنوات ثم عادت بقوة في مهرجانات عربية ومصرية منها مهرجان "أجيال السينمائي" الذي يقام بالدورحة، ثم مهرجان أسوان لأفلام المرأة، وحدث أن شاركت اليمن رسميا بالقاهرة السينمائي بالدورة الخامسة والثلاثين عام 2012.


عندما تم اختيار المخرج اليمنى مراد رفيق ضمن لجان التحكيم، وتقدمت اليمن رَسْمِيًّا بثلاثة أفلام وهي (عنبر كيس، قبل الانفجار، الرهان الخاسر) للمشاركة في مسابقات المهرجان، وكانت المشاركات اليمنية حديث الجمهور.

هذا الكلام يؤكد بأن السينما اليمنية قادرة على أن تعود إلى المهرجانات العربية، وأن تصنع حراكا مهما في السوق السينمائي، فالمعوقات موجودة في كل الدول العربية، ولكن المحاولات تتم من خلال شباب واعد ليده أفكار يمكن طرحها على منصات الدعم بالمهرجانات مثل "الجونة السينمائي" و "البحر الأحمر" بجدة، ومنصة مهرجان "أجيال" و "القاهرة السينمائي".


فالتاريخ يؤكد بأن اليمن كانت موقعا مهما للمخرجين العالميين، فإن عدنا إلى العشرينيات والثلاينيات، سنكتشف بأن مخرجا مهما مثل فلاديمير شنايدروف، أحد أهم صناع السينما الروس، صور فيلما له باليمن، وقام بزيارة سجلت في كتاب "اليمن 1929"، حكى فيه عن مشاهداته في بلد الحضارة، ووصف حال البلاد في كتابه المترجم من الروسية.


السينما هي أول ما يتأثر بالحروب والثورات، تأثرت في كل الدول العربية التي شهدت أحداثا منذ عام 2010، ولا زالت في دول مثل العراق تأن فيها السينما، وبالطبع تأثرت في اليمن مع أنها كانت قبل الأحداث التي مرت بها قبل الحرب قد بدأت في السعي للمنافسة بقوة.


مخرجون لمعوا باسماءهم وأعمالهم منهم فضل العلفي مخرج فيلم "الرهان الخاسر" وهو فيلم دعائي من إنتاج وزارة الداخلية للتحذير من خطر الجماعات الدينية المسلحة. وأفلام شارك بها شباب أتمنى عودتهم إلى الساحة بنفس حماسهم عندما قدموا تجاربهم الأولى في مهرجان دبي السينمائي قبل أن يغلق أبوابه وبأفلام قصيرة مثل "أسوار خفية" الذي يصور معاناة الأخدام وفيلم "أبوي نائم".


أسماء يمنية لها ثقلها حتى على مستوى المرأة إيعرف الكثيرون المخرجة اليمنية خديجة السلامي حيث تعد "السلامي"، أول مخرجة يمنية صانعة للسينما الوثائقية.
ما حدث للسينما في اليمن تقريبا يتشابه حتى مع مصر في تقلص عدد دور العرض، مصر كان بها أكثر من 350 دار عرض سينمائي، تراجع العدد بشكل مخيف، وبخاصة بعد التحول من دار العرض البناء الواحد إلى المولاة، وتقسيم الدار إلى عدد من الصالات الصغيرة.

كما علمت أن أكثر من 50 دار عرض كانت تحتضنها مدن اليمن، اختفت لنفس الأسباب الموجودة في الدول العربية، هدم المباني، وتحويلها إلى ثكنات، أو طالها الإهمال
شباب اليمن من عشاق السينما قادرون على العودة بقوة بتلك الصناعة، والمنافسة بأعمالهم في المهرجانات، ولتكن البداية بطرح أفكارهم ومشاريعهم على المنصات، وصناديق الدعم بالمهرجانات الكبرى.

--------------------------------
مراسل اليوم الثامن - القاهرة

باكستان تكسب ود دونالد ترامب والهند تدفع ثمن الجفاء الأمريكي


قمة ألاسكا 2025: التوازنات الجيوسياسية ومستقبل الحرب الأوكرانية


طارق وهيثم رافي… ثنائي فني يجمع التراث العُماني بروح العالم


"اليوم الثامن" تطلق استبيانًا لرصد تأثير الهواتف المحمولة على حياة المراهقين