تحليلات
"التنبؤ بمصير الحرب الروسية الأوكرانية مجهولًا"..
تقرير: الردع النووي الروسي وحالة تأهب قصوى.. ماذا يعني وما خطورته؟
قوات “الردع النووي” هي مجموعة من الوحدات داخل الجيش الروسي هدفها صد أي هجوم محتمل على البلا
أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوامره للقيادة العسكرية بوضع قوات "الردع النووي" في حالة تأهب قصوى، حيث وجّه بوضع قوات الردع النووي في الجيش الروسي، في حالة تأهب قصوى، رهن إشارة إلى الوحدات التي تضم أسلحة نووية داخل القوات الروسية في أي لحظة.
وبحسب صحف فقط أمر بوتين بذلك التصعيد خلال اجتماعه بوزير الدفاع سيرجي شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي الأحد 27 فبراير 2022 الحالي، عقب “التصريحات العدوانية من دول حلف شمال الأطلسي” على حد قوله. ما يجعل التنبوء بمصير الحرب الروسية الأوكرانية مجهولًا، فلا أحد يتوقع متى ستنتهي؟ ولا كيف تنتهي؟
ما قوات “الردع النووي” الروسية؟
بحسب موقع وزارة الدفاع الروسية فإن قوات “الردع النووي” هي مجموعة من الوحدات داخل الجيش الروسي هدفها صد أي هجوم محتمل على البلاد بما في ذلك احتمال نشوب حرب تتضمن استخدام أسلحة نووية، وتكون تلك القوات مجهزة بصواريخ وقاذفات وغواصات وسفن. وعلى الصعيد الدفاعي تتضمن درعًا مضادة للصواريخ وأنظمة مراقبة جوية ودفاعات مضادة للطائرات وللأقمار الصناعية وخلافه.
ومع بدء الحرب الروسية الأوكرانية فجر الخميس الماضي 24 فبراير 2022 صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “كلّ من يحاول إعاقة عملنا، ناهيك بخلق تهديدات لبلادنا وشعبنا، يجب أن يعرف أن الرد الروسي سيكون فوريًّا ويؤدي إلى عواقب لم يشهدها في التاريخ“، مضيفًا أن دولة روسيا هي واحدة من أقوى القوى النووية ولديها أيضًا مجموعة من أحدث الأسلحة القتالية داخل الجيش الروسي.
نووي “بري وبحري وجوي”
في بداية عام 2022 الحالي كان لدى روسيا نحو 4 آلاف و447 رأسًا حربيًّا، نشرت موسكو 1588 منها على صواريخ باليستية وقواعد قاذفات ثقيلة مع ما يقرب من 977 رأسًا حربيًّا استراتيجيًّا آخر و1912 رأسًا حربيًّا غير استراتيجي في الاحتياط. وتمثل القوات النووية البرية في الجيش الروسي أساس قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية وتضمّ منصات برية ثابتة وذاتية الحركة للصواريخ الاستراتيجية العابرة للقارات.
ومن بين تلك المنصات النوووية منصات ثابتة تحت الأرض لصواريخ “فويفودا” (الشيطان بحسب تصنيف الناتو) القديمة السوفيتية، ومنصات ثابتة لصواريخ “يارس” الحديثة و”سارمات” الحديثة الخارقة، التي تعمل بالوقود السائل. كما تمتلك موسكو منصات ذاتية الحركة لصواريخ “توبول” و”توبول-إم” التي تدور بالوقود الصلب ويفوق مدى عملها 8 آلاف كيلو متر. أمَّا صواريخ “سارمات” فإن بوسعها أن تبلغ أي نقطة على سطح الكرة الأرضية التي يمكنها الدوران حولها مرات عدة.
سفن وغواصات نووية وصواريخ وطائرات مقاتلة
من أهم القطع داخل القوات النووية البحرية الروسية غواصات مشروع “بوريه” مثل “يوري دولجوروكي” و”الأمير فلاديمير مونوماخ” وغيرهما، بالإضافة إلى الغواصات النووية المتعددة المهام مثل “قازان “و”سيفيرودفينسك” وغيرهما من مشروع “ياسين” و”ياسين-إم”. وتتسلح الغواصات الروسية بصواريخ “بولافا” التي تعمل بالوقود الصلب ويبلغ مدى عملها 8 آلاف كيلو متر. ومن أحدث الأسلحة النووية البحرية داخل الجيش الروسي غواصة “بوسيدون” المسيرة والتي تختتم صناعة السفن الروسية بناءها حاليًّا.
أما القوات النووية الجوية الروسية فتضم الصواريخ النووية والطائرات الاستراتيجية التي تحملها، ومن أحدثها صاروخ “كينجال” الذي تفوق سرعته 10 أضعاف سرعة الصوت وتحمله حاليًّا مقاتلة “ميج-31” وتطلقه إلى مدى 3 آلاف كيلو متر. كما يوجد صاروخ “كاليبر” الباليستي أو المجنح الذي يمكنه التزود برؤوس كلاسيكية ونووية على حد سواء. وبالنسبة للطائرات الحاملة لتلك الصواريخ فهي قاذفات استراتيجية من طراز “تو-160″ البجعة البيضاء و”تو-95″ الدب المطورة و”تو-22”.
كيف استقبل الغرب قرار بوتين؟
يرى البيت الأبيض الأمريكي أن طلب بوتين بوضع القوات النووية في حالة استنفار جاء من أجل تبرير أي هجوم، مشيرًا إلى أن “الرئيس الروسي يفبرك تهديدات لوضع قوة الردع النووية في حالة تأهب وتبرير اعتداءاته”. على حد قولهم داخل الإدارة الأمريكية. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” البريطانية إن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع قوات الردع الروسية التي تشمل أسلحة نووية في حالة تأهب قصوى يعد “تصعيدًا غير مقبول على الإطلاق”.
وأضافت السفيرة الأمريكية “علينا أن نواصل وقف أفعال الرئيس بوتين بأقوى طريقة ممكنة”. وفي السياق ذاته وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، خطوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”الخطيرة وغير المسؤولة”. وأعلن مفوّض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن منظومة الردع النووي الأطلسية التي تضمها قوات الاتحاد في حالة تأهب قصوى هي الأخرى وعلى استعداد تام لأي تصعيد روسي.
-----------------
المصدر| صحيفة الرؤية