الأدب والفن

قصة قصيرة..

طموح عبير

طموح عبير

في طريقها لأستلام شهادة الثانوية العامة ، كانت عبير المتفوقة في دراستها ، الفاتنة الجمال تتحدث مع زميلة لها اسمها مريم عن ايام العام الدراسي الماضي و عن توقعاتها في دراستها الجامعية القادمة  ، و أما عن الزواج فقد كانت عبير تصف لزميلتها فارس أحلامها و انها لن تقبل الزواج ما لم يكن فارس احلامها يتمتع بتلك الصفات و أخذت عبير تصف لمريم شعر فارس احلامها و عيناه و شفتاه و اخلاقه و حالته المادية و منصبه و ماشبه ذلك  من امور و لكن مريم قاطعتها قائلة : لا يا عبير لقد غرقتي في بحر من الاحلام المستحيلة ، صدقيني يا عبير لا يمكن للصفات الحميدة ان تجتمع في شخص واحد هكذا خلق الله الانسان لحكمة هو يعلمها ، لكني أتمنى ان يرزقنا الله بازواج على خلق .

مرت الايام و دخلت عبير الجامعة و تقدم لخطبتها بعض الاشخاص لكنها كانت ترفض مصرة بذلك على إكمال دراستها الجامعية أولاً ، و لم تكن تفكر حتى بمجرد الخطوبة ، و كعادتها تفوقت عبير في دراستها الجامعية و تخرجت عبير من الجامعة بنجاح كبير ، لكنها اصطدمت بأول حاجز و هو البحث عن وظيفة ، حيث راحت عبير تبحث لنفسها عن وظيفة في عدة شركات ، لكن كل جهودها فشلت في الحصول على وظيفة ووجدت عبير نفسها تنتظر في طابور العاطلين عن العمل إنتظار دام قرابة العامين ، كادت عبير خلال هذين العامين ان تجن بسبب الفراغ التي وجدت نفسها فيه .

و أخيراً اتصلت بها إحدى الشركات المصرفية التي كانت عبير قد تقدمت بطلب وظيفة فيها ، وتوظفت عبير أخيرا بوظيفة محاسبة في إحدى المصارف الكبرى و منذ مباشرتها لعملها و الجميع يحترم عبير التي كانت تزداد جمالاً ، زملائها في العمل او حتى عملاء المصرف التي تعمل فيه ، و ذات يوم أخبرها أحد عملاء المصرف و كان يتردد عليها في المصرف لإجراء المعاملات المصرفية أخبرها بأنه يحبها و يريد الزواج منها و أعطاها رقم هاتفه للتواصل معه و الحديث في هذا الموضوع احتفظت عبير برقم هاتفه و قالت له بانها ستفكر بالموضوع ، و بعد أيام من التفكير و التردد قررت عبير عدم الارتباط بهذا الرجل ، فهو صاحب معرض اثاث و يمتلك عمارة مكونة من ستة أدوار و لديه رصيد في المصرف التي تعمل فيه عبير ، لكنه لم يكن وسيماً و لم يهتم بمظهره ، كما انه و هذا الاهم فهو غير متعلم .

كانت السنوات تجري بسرعة و كانت عبير تعتلي المناصب منصباً تلو الاخر و في يوم اخبرها زميلاً لها في المصرف أسمه منير و كان على قدراً من الوسامة و الخلق ويهتم بمظهره أخبرها بأنه احبها و يريد الزواج منها ، لكن عبير و دون تردد رفضت الفكرة بحجة أن منير اقل منها بالدرجة الوظيفية ، فهي رئيسة لمجموعة أقسام في المصرف بينما هو موظف صغير يعمل تحت إمرتها و هكذا كانت عبير ترفض كل من يتقدم لها للزواج بحجة عدم إكتمال شروطها ، و لعل ذلك ما حال بينها و بين الزواج .

قطار العمر لم و لن يتوقف ، و هذا ما لم تدركه عبير التي وصلت الى منصب نائبة مدير عام المصرف ، منصباً دون شك صعب المنال فهو لم يأتي في ليلة و ضحاها و بالتأكيد لم يأتي من فراغ بل كان له ثمنه كما كل شيء في الحياة له ثمن ، فقد دفعت عبير مقابل ذلك أغلى ما ما يملكه الانسان و هو العمر : نعم العمر التي لم تدرك عبير بأنها اضاعت الجزء الاغلى من حياتها و هو شبابها ، فالبرغم من نجاحها الكبير في عملها إلا انها أخطاءت في عدم إعطاء نفسها الحق الطبيعي كأمرأه فبالغت بشروطها لتأسيس الحياة الزوجية  ، ثم بدأت تعيد حساباتها عندما ادركت انها اقتربت من سن الاربعين و هي دون زواج ، فبدأت تفكر بالاستغناء عن كل شروطها في الزواج و انها ستقبل بأول رجل يطلب يدها للزواج بعد الان ، و بينما هي في مكتبها شاردة الافكار إذ بباب مكتبها يطرق فاذا هو زميلها منير الذي كان قد طلبها من قبل للزواج فرفضته إذ هو يطلب منها أجازة لمدة ثلاثة ايام كون زوجته و هي زميلة لهم في المصرف في حالة ولادة ، فأذنت له عبير بثلاثة أيام اجازة حيث كان منير قد تزوج من زميلة لهم في المصرف بعد فترة قصيرة من رفض عبير له ، و بعد خروجه من المكتب حزنت عبير بعض الشيء وقالت في نفسها : كان من الممكن أن اكون انا من يلد الأن .

بعد حوالي يومين دخل عليها في مكتبها صاحب معرض الاثاث الذي كان قد تقدم لطلبها للزواج و رفضته ، و كانت قد احالته اليها موظفة في قسم الحسابات لوجود مشكلة مصرفية فرحبت به عبير و سألته عن أخباره فحكى لها بأنه اشترى عمارة أخرى و انه متزوج و لديه طفلة و انه يفكر بالزواج من امرأة ثانية و انه مستعد للزواج منها اذا قبلت عبير بذلك و طلب منها ان تفكر بالموضوع و ترك لها رقم هاتفه و ذهب ، بعد اسبوع اتصلت عبير بصاحب معرض الاثاث و اخبرته بأنها موافقة على الزواج منه و تم الترتيب للزواج و تزوجت عبير و هي نائبة مدير عام احدى كبرى المصارف تزوجت من صاحب معرض اثاث لم تطىء قدمه المدرسة قط ، وفي اول ليلة لها في غرفة نومها مع زوجها أخذت عبير تضحك فسألها زوجها عن سبب ضحكها فقالت له : لقد تذكرت قول مريم التي كانت زميلة لي في الثانوية العامة حيث قالت : صدقيني يا عبير لا يمكن للصفات الحميدة أن تجتمع كلها في شخص واحد ، و أخذت عبير تضحك و تضحك حتى ضحك معها زوجها .

كاتب القصة يمني الجنسية مقيم في القاهرة – مصر

وثائق مسرّبة تفضح هيكل العمليات السرية للنظام الإيراني في أوروبا وأمريكا


تحذيرات من الجيش الإسرائيلي: خطة الحكومة تعرض حياة المحتجزين للخطر


قمة ترمب وبوتين: بين استعادة النفوذ الروسي وطموح نوبل للسلام


د. زينب البدول لـ(اليوم الثامن): المرأة الإيرانية في طليعة معركة الحرية… والنظام شوّه الإسلام وقيم المساواة