في منتصف العام 2012، تمكن عضو اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر الشعبي العام، الدكتور رشاد العليمي، من السير على قدميه مجددًا، بعد رحلة شاقة لتلقي العلاج، قضاها بين المملكة العربية السعودية وألمانيا، إثر تعرضه لإصابة بالغة في حادثة انفجار مسجد ”النهدين“ الشهيرة بدار الرئاسة اليمنية، إلى جوار رفيقه حينها، الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، وسط موجة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد.
وبعد قرابة 10 أعوام من الحادثة، أصبح العليمي رئيسًا لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، المكون من 7 أعضاء، وفق قرار صادر، فجر يوم الخميس، عن رئيس الجمهورية اليمنية، عبدربه منصور هادي، تضمن إعلان نقل السلطة إلى المجلس الرئاسي، ”لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية“.
وولد اللواء العليمي، عام 1954، في عزلة ”الأعلوم“، بمديرية المواسط، في محافظة تعز، التي تلقى فيها تعليمه الأول في ”كتاتيبها“، بموازاة تعليمه الديني في القرآن الكريم والفقه، على يد والده القاضي، محمد بن علي العليمي، قبل أن ينتقل إلى العاصمة صنعاء لاستكمال تعليمه حتى تخرجه من مدرسة ”جمال عبدالناصر“ الثانوية، عام 1969.
واصل العليمي تعليمه إلى أن تخرج عام 1975 من كلية الشرطة، بدولة الكويت، ثم عاد إلى بلاده للعمل في كلية الشرطة بصنعاء، ولم يتوان عن مواصلة تحصيله العلمي حتى حصل على درجة البكالوريوس في الأدب، من كلية الآداب بجامعة صنعاء عام 1978.
وحرص العليمي على الاستمرار في مشواريه ”العلمي والعملي“ بشكل متواز، وانتقل لإدارة البحث الجنائي بصنعاء، قبل أن يقرر التوجه لمصر والحصول على درجة الماجستير في قسم علم الاجتماع، من جامعة عين شمس، ثم أتبعها بالدكتوراه من ذات الجامعة، قبل أن يعود للعمل كأستاذ مشارك في كلية الآداب بجامعة صنعاء، عام 1989، ثم في جامعة تعز.
بدأ الرجل مشواره في تقلد المناصب، بداية كمدير عام للشؤون القانونية بوزارة الداخلية اليمنية، ثم تدرج في المناصب، حتى أصبح رئيسا لدائرة الهجرة والجوازات والجنسية عام 1994.
وفي العام 2000، عين العليمي مديرًا لإدارة أمن محافظة تعز، ولم يمر عام واحد حتى أصبح وزيرًا للداخلية اليمنية، ثم تقلد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير للداخلية في 2008، قبل أن تضاف إليه مهمة شؤون الدفاع والأمن وتوكل إليه حقيبة وزارة الإدارة المحلية في العام نفسه، كما عين عضوا في اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام في 2008، وبات مستشارًا للرئيس اليمني منذ 2014.
وعقب انطلاق عملية ”عاصفة الحزم“ العسكرية التي شنتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، ضد ميليشيات الحوثيين المسيطرة على صنعاء، والمتحالفة مع قوات الرئيس الراحل، صالح، في الانقلاب على الحكومة اليمنية الشرعية 2015، ترك العليمي رفيقه السياسي صالح، وفضل مغادرة البلاد نحو السعودية.
وبعد مغادرته بأشهر إلى الرياض، اتهمه صالح بأنه من زود قوات التحالف العربي، بـ“إحداثيات المعسكرات ومقرات الدولة“ التي كانت تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية في اليمن، لتستهدفها المقاتلات الجوية.