تقارير وتحليلات
عرض الصحف العربية..
تقرير: مشاورات الرياض.. كسر الجمود السياسي في الملف اليمني
وكالات
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، أشارت مصادر إلى أن أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا قد تنعكس على مسار التهدئة اليمنية، في حين تستمر اللقاءات اليمنية ـ اليمنية لتعزيز وحدة الصف والتمهيد لبدء حقبة جديدة.
لحظة الحقيقة
في صحيفة النهار اللبنانية قال عبدالوهاب بدرخان، "أدّى اتساع التمثيل المجتمعي للمشاركين في المشاورات إلى جعل غياب الحوثيين مجرد تفصيل يتحمّلون هم مسؤوليته، ومن جهة أخرى، كانت الرسالة التي أطلقتها من أجل إنهاء الحرب وبناء السلام أقوى من مراوغات الحوثيين وتكرارهم الأسطوانة المشروخة ذاتها تهرّباً من لحظة الحقيقة".
وأضاف "أقدم جناح الشرعية في اليمن على خطوة جدّية ومدروسة جرى التعبير عنها بأنها مشروع لاستعادة الدولة، بإرادة يمنية ودعمٍ خليجي ودولي وأممي، لكن الجانب الانقلابي اعتبرها ترتيباً للصفوف استعداداً لمزيد من التصعيد، متجاهلاً أن مجلس القيادة الرئاسي دُعي لحظة ولادته إلى التفاوض مع جماعة الحوثيين، ولم يُطلب منه أن يحاربهم".
وأوضح الكاتب أن كلٌّ المتغيّرات التي طرأت على الوضعين الميداني والسياسي خلال الأعوام الستة الماضية، يمثّل حالاً من تعقيدات الوضع اليمني بمقدار ما يشير إلى تداخل بين التوجّهات الدولية وتعارضها، لكنها ساهمت في نهاية المطاف في معاودة البحث عن تغيير عملي براغماتي في الإدارة اليمنية للأزمة يمكن أن يحظى بمواكبة خليجية وأمريكية وأممية.
وأردف قائلاً "أظهرت مخرجات مشاورات الرياض أن القرار اليمني لا يزال عند القوى الشرعية، بدليل أنها شكّلت لليمنيين في الداخل والخارج بارقة أمل، وأعادت تصويب وجهة البوصلة اليمنية، ذاك أن ترتيب البيت اليمني وصوغ خريطة طريق لإحياء الدولة، ووجود مجلس التعاون الخليجي ولا سيما السعودية كضامن للتوجهات الجديدة، تُشعرهم بأن اليمن المريض والمنكوب لن يُترك للمصير البائس الذي تريده إيران وحوثيّوها".
نهاية الأزمة
ومن جهتها، ذكرت عائشة المري في صحيفة الاتحاد أن التطورات السياسية في اليمن تتوالى سعياً لتسوية النزاع المستمر هناك، إذ دخلت الهدنة المبرمة برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي حيزَ التنفيذ في 2 أبريل(نيسان) الجاري ولمدة شهرين قابلة للتمديد شرط موافقة الطرفين.
وقالت "لقيت الهدنةُ ترحيباً إقليمياً ودولياً، لكن فرص نجاحها ستبقى مرهونةً بعوامل داخلية وخارجية، لتداخل الأجندات الإقليمية والدولية على الساحة اليمنية، فهل تضع الهدنة الحالية نهايةً لمأساة الحرب الدائرة في اليمن؟".
وأضافت "لقد تبع إبرام الهدنة إعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن تشكيل مجلس رئاسي في ختام مشاورات للقوى اليمنية في الرياض، ويأتي هذا التحول في جبهة الحكومة اليمنية كأكثر التحولات تأثيراً منذ بداية الحرب، ويشير البعض إلى أن أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا قد تنعكس على مسار التهدئة اليمنية، إذ أن الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية جراءها ضد روسيا، عززتا من قيمة إمدادات البترول في المنطقة بالنسبة لأسواق الطاقة العالمية، فظهرت الحاجة الماسة لزيادة إنتاج النفط بغية تغطية النقص الحاصل في الأسواق والسيطرة على ارتفاعات الأسعار، وهو ما لا يمكن أن يتحقق في ظل الاعتداءات الحوثية المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد المواقع والمنشآت النفطية، ومن هذه الزاوية فقد ساهمت حرب أوكرانيا في التمهيد لإنهاء الحرب في اليمن".
وتابعت "تشكل الهدنة اليمنية الحالية، على الرغم من نطاقها الزمني المحدود والخطوات البسيطة التي بدأت بها، أرضيةً لتوسيع نقاط الاتفاق والتأسيس للتسوية السياسية في ضوء التوافقات الإقليمية والدولية الداعمة لإيجاد حل دائم في اليمن".
حقبة جديدة
وبدورها، كشفت صحيفة الشرق الأوسط أنه منذ انتهاء المشاورات التي استضافها مجلس دول التعاون لدول الخليج العربية وانتهت بنقل السلطة، شهدت العاصمة السعودية الرياض سلسلة لقاءات يمنية - يمنية حرص خلالها ممثلو المكونات السياسية والقبلية على لقاء عدد من قيادات مجلس القيادة الرئاسي، للتأكيد على وحدة الصف ومواجهة التحديات المشتركة.
وبدورها، كشفت صحيفة الشرق الأوسط أنه منذ انتهاء المشاورات التي استضافها مجلس دول التعاون لدول الخليج العربية وانتهت بنقل السلطة، شهدت العاصمة السعودية الرياض سلسلة لقاءات يمنية - يمنية حرص خلالها ممثلو المكونات السياسية والقبلية على لقاء عدد من قيادات مجلس القيادة الرئاسي، للتأكيد على وحدة الصف ومواجهة التحديات المشتركة.
ويرى سياسيون يمنيون أن هذه اللقاءات ضرورية لتعزيز مفهوم مجلس السلام والقوة الذي تحدث عنه رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي في بيانه الأول، الذي لا يتجسد بغير تلاقي المختلفين آيديولوجياً وسياسياً.
وشدد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح خلال لقائه محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر، وعدداً من أعضاء مجلسي النواب والشورى والسلطة المحلية المشاركين في المشاورات اليمنية – اليمنية، على أهمية تكاتف جهود جميع قوى الشعب من أجل مساندة جهود المجلس لتحقيق الأهداف التي تأسس من أجلها.
وذكرت مصادر رسمية للصحيفة أنه أكد على أهمية تعزيز الجاهزية القتالية والإعداد القتالي والتعبوي والمعنوي لكافة وحدات القوات المسلحة، لمواجهة الخروق الحوثية للهدنة ومنعها من تحقيق أي تقدم ميداني على الأرض.
وفي تعليق على هذه اللقاءات المستمرة بين الأطراف اليمنية، يرى الكاتب السياسي اليمني لطفي نعمان، أنه "ليس هناك ما يمنع من الذهاب إلى محطات التفاؤل بعد قضاء وقت طويل في صحراء التشاؤم وميادين القتال"، مضيفاً "كما قلنا من قبل يذوب اليمنيون في بعضهم بعضاً، ويلتقون كأن شيئاً لم يكن، ولعل أهم دافع للتلاقي بعد الفراق الطويل الحرص على تحسين مفهوم مجلس السلام والقوة الذي لا يتجسد بغير تلاقي المختلفين آيديولوجياً وسياسياً على أساس الوحدة الوطنية التي جسدها تشكيل المجلس، والسمو على خلافات الماضي لبناء المستقبل بعد تصفية الحاضر".
عزل الحوثي
وأما صحيفة عكاظ، فقد قالت "لم تمضِ سوى أيام منذ أن حزم اليمنيون أمرهم على تكوين مجلس القيادة الرئاسي؛ بعد مشاورات موسعة خلت من التدخلات، تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، حتى بدأت تتجلى منافع هذا الإجراء وفوائده".
وأضافت "اتسع نطاق التأييد في الشارع اليمني للترتيبات القيادية الجديدة؛ باعتبارها ممثلة لجميع ألوان الطيف السياسي والمجتمعي في اليمن، إلا الفئة التي ارتضت عزل نفسها، وهي ميليشيا الحوثي، ولذلك لم يكن مستغرباً أن ينكث الحوثي تعهده بالتزام بنود الهدنة الأممية، ويشرع في انتهاكها في جميع جبهات القتال، تحت دعاوى واهية، وهي انتهاكات لن توقف قطار السلام، والحل السياسي، ولن تمنع توصل اليمنيين إلى اتفاق شامل وجامع بشأن إعادة البناء، وتحديد الشكل المقبل للدولة اليمنية بعد استعادتها من الجهة التي اختطفتها بتحريض ودعم من إيران".
وأوضحت الصحيفة "على الحوثي أن يتنبه إلى أن الوفاق الذي تم التوصل إليه في اجتماعات الرياض اليمنية-اليمنية الذي جمع كل اليمنيين على صعيد واحد، وإذا قرر مواصلة إقصاء نفسه عن الإرادة اليمنية الجامعة، فسيواجه عواقب ذلك بوحدة يمنية قوية، وتأييد دولي أكثر قوة".
وأشارت "مهما كان شأن الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي، فلن تستطيع أية قوة أن تتحدى إرادة الشعب اليمني الطامحة إلى وقف الحرب، ونزع فتيل التوتر، وإقامة علاقات خارجية متوازنة تخدم مصلحة اليمن وشعبه".