تقارير وتحليلات
التنظيم يعاود الظهور مجدداً في عدن وأبين..
تقرير: علي الأحمر.. بابا القاعدة هل تجبره المتغيرات على التقاعد؟
أعلن رسميا في العاصمة السعودية الرياض التي تستضيف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إعفاء نائب الرئيس علي محسن الأحمر، الذي يصف بـ"بابا تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية"، نظير ارتباطه الوثيق بأشد فروع التنظيم تطرفا منذ مطلع تسعينات القرن الماضي حين جند الجنرال العسكري العناصر الجهادية للقتال في أفغانستان، ليعودوا لاحقا لتشكيل تحالف سياسي أطلق عليه حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو النسخة المحلية لتنظيم الإخوان الدولي.
في الـ7 من أبريل نيسان، شهدت السعودية تحولات استراتيجية في ملف الصراع اليمني، حيث أصدر الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، قرارا بإعفاء نائبه علي محسن الأحمر، اعقبه اصدار قرار بنقل هادي، صلاحياته الى مجلس رئاسي بقيادة رشاد العليمي.
إزاحة الأحمر قوبل بترحيب يمني وجنوبي واسع، نظير لما عرف عن الرجل الذي يصف بأنه من أبرز رجالات نظام الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وأكثرهم دموية على مدى أكثر من أربعة عقود.
وربطت مصادر سياسية – تحدثت إلى صحيفة اليوم الثامن – بين قرار إعفاء الأحمر وعودة نشاط تنظيم القاعدة في محافظات الجنوب، وقيام التنظيم بعمليات خطف لموظفين أجانب يعملون لدى الأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود، والذين لا يزال عملية اختطافهم مجهولة ويكتنفها الغموض بعد ان مضى على تلك العمليات المنفصلة نحو شهرين.
وبعيدا عن عمليات الخطف تلك، قالت مصادر قبلية في بلدة المحفد بمحافظة أبين، ان عناصر متطرفة من تنظيم القاعدة عاودت نشاطها في البلدة الجبلية، بعد سنوات من طردها من قبل قوات الحزام الأمني المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقالت تقارير أمنية "ان تنظيم القاعدة في الجنوب نفذ عمليات إرهابية بالتنسيق مع جماعة الحوثيين في صنعاء، وقد بينت تحقيقات أمنية حول تفجيرات ضربت عدن في أواخر العام الماضي، ارتباط قيادات عسكرية في حكومة هادي مع الحوثيين وتوجيه ضربات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.
وقالت قوات الحزام الأمني بالعاصمة عدن إنها تمكنت من ضبط عناصر مرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران وذلك في عملية نوعية استخباراتية.
وقال مصدر عملياتي بالعمليات المركزية لقوات الحزام الأمني بالعاصمة عدن لـ”درع الجنوب” : وفقاً لمعلومات استخباراتية عن وجود تنسيق خلية إرهابية تابعة لمليشيا الحوثي مع عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي للقيام بأعمال عدائية وإرهابية من اغتيالات وتفجيرات بالعاصمة عدن بزعامة الإرهابيين (أ.ف) و (ح.س).
وأضاف "تلقت قطاعات الحزام الأمني بلاغاً بصور وأسماء الإرهابيين ليتمكن القطاع الشرقي بعد ذلك من إلقاء القبض على الإرهابي المذكور (ح.س) على متن مركبة مدنية في منطقة الكراع بمديرية دار سعد وبرفقته أربعة مشتبهين وهم (و.م.ع) و (ح.م.ش) و (م.ن.س) و(ع.س.س)".
وجرى بعد ذلك تحويلهم الى مقر قيادة حزام عدن للتحقيق معهم ومن ثم تم تسليمهم إلى الجهات المختصة بالعاصمة عدن.
وذكر المصدر أن قوات الحزام الأمني بالعاصمة عدن حققت إنجازات نوعية من خلال ضبط العديد من المطلوبين والعناصر الإرهابية والاجرامية.
وقال مصدر أمني لصحيفة اليوم الثامن "انهم يتوقعون حدوث هجمات إرهابية في قادم الأيام".. مشيرا الى ان الكثير من الأطراف السياسية المتضررة من المتغيرات التي طرأت على أعلى هرم السلطة في اليمن ستسعى لإحداث فوضى في مدن الجنوب المحررة".
ويحضر دائماً اسم الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، عند الحديث عن تنظيم القاعدة في اليمن، فهو كما تصفه تقارير أمريكية بـ"بابا القاعدة"، وعودة نشاط القاعدة، يفسر على انه اجراء انتقامي من الأحمر على قرار عزله الذي يعتقد ان السعودية والإمارات – أقطاب التحالف العربي- من يقف خلفه نظرا لارتباطه الوثيق بالجماعات المسلحة.
واقر عضوان في مجلس القيادة الرئاسي هما عيدروس الزبيدي وعثمان مجلي، على ارتباط الأحمر بتنظيم القاعدة، بل ان الرجل وصف بالمصمم الرئيس للقاعدة وجعلها في الجنوب، لصرف أي دعم إقليمي او دولي للقضية الجنوبية.
وتنشط القاعدة منذ سنوات في مناطق خاضعة لسيطرة قيادات عسكرية موالية ابرزهم وزير الدفاع محمد علي المقدشي وقائد المنطقة العسكرية الأول في وادي حضرموت يحيى ابوعوجاء، ويتهم الأخير برعاية تنظيم القاعدة الذي ارتكب مئات من عمليات القتل في سيئون وحدها.
ويمكن ان يفسر عودة القاعدة لأنشطته الإرهابية بانها رسالة من الأحمر بانه لا يرغب في ترك السلطة او التقاعد كما هو مطروح خاصة بانه قد أصبح كهلا ولا يقدر على العمل.