الأدب والفن

شعر..

لَم تَخْدَعْنِي الْبَصيرَة.. وَلَكِنْ خَدَعَنِي الْبَصَر

وهيب نديم وهبة

أَضَاعَتْنِي الطيّبَةُ،

قَتَلْتِنِي رِقَّةُ الْقَلْبِ،

قَتَلَنِي هَذَا الشَّوْقُ الْجَارِفُ!

فَمَا أَبَصَرْتُ...

وَهَذَا الْحُبُّ الْوَارِفُ!

فَمَا أَيَقْنتُ...

أَنَّ التَّمْثيلَ يمتدُ،

إِلى هَا هُنَا إِلى هَا هُنَا يمتدُ

وَمَا كُنْتُ بَطَلًا...

كَانُوا كَأسْرَابِ الْغِرْبَانِ فِي وَطَنِي

فمثَّلوا أَنَّهُمْ حَمَائِمَ

لِمَنْ أَسْنُدُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ رَأْسَي؟

وَعَلَى كِتفِ مَنْ أستريح؟

فِي الْعتمةِ، فِي قلْبِ الْعتمةِ

يَبِيعُكَ الْغَرِيبُ وَالْقَرِيبُ وَالصَّدِيق...

حَتَّى الْحَجَرِ...

حَتَّى الْحَجَرِ

لَمْ يَبْقَ حَجَر فَوْقَ حَجَر

يا رازِقَ الدُّودِ فِي الْحَجَرِ

"يا رازِقَ الْكلابِ تَنْهَشُ لَحَمَ البَشَر"

يا رازِقَ البَشَر...

لَمْ يَبْقَ بشر... هَا... هُنَا

تَأْكُلُ إلا البَشَر

مَاذَا أبْقِيتُم...

الصدقَ الْمَصْلُوب كَالْمَسِيحِ

عَلَى عِيدَانِ التَّزْوِيرِ

الْخِيَانَةَ الْمَفْرُوشَةَ كَالْعَبَاءةِ

الصَّالِح الْعَام...

وَبِيعَ الْمَقَامِ وَبِيعَ الْكَلاَمِ

وَأَنْتَ رَقيقُ الْقلْبِ وَطِيبْ

وَبَسيطُ الاِنْفِعالِ وَعَادِلْ

وَنَحْنُ أُمَّةٌ، طَائِفَةٌ، قَبِيلَةٌ

مَثَّلنا عَلَى السُّلْطَةِ، فَمَا صدَّقُونا

مَثَّلنا عَلَى الْعرَب أَنَّنَا أَصْلُ الْعرَبِ

وَخَرَجْنَا مَنِ الْجَزِيرَةِ...

فَمَا صَدَّقوُناَ...

مَثَّلنا عَلَى أَنْفُسِنَا !

فَمَا أَكَلْنَا عَلَى مَائِدَةِ السُّلْطَانِ

وَلَمْ نَسْهَرْ فِي الشام

وَلَمْ يَأْتِنَا الْعَشَاءُ مَنْ صَنْعاءَ

أَكَلنا وَشرِبْنَا مَنْ خَمرِةِ مَوْتَانَا

نَهَشَ بَعْضُنا بَعْضًا وَاِقْتَنَعْنَا...

الطّيِّبَةُ ضَعْفٌ وَالْمَيْتُ حَيٌّ...

وَالْمَوْتُ الْحَقُّ...

وَالْحَيَاةُ قَضَاءٌ وَقَدَرٌ

وَاِتَّكَلْنَا...

لَنَا الْجَنَّةُ...

لَيْسَ هَا هُنَا" سِوَى"...

فَمَا أَبْصَرْتَ عتمةً

وَمَا اِقْتَنَعْتَ...

رِقَّةُ الْقلبِ هُنَا" تُدْعَى جبنًا"!

وَالطيّبَةُ ضَعْف...

وَأَنْتَ رَقيقُ الْقلبِ وَطِيبْ

وَأَرَاكَ

تَغْرَقُ...

تَسْكُن قلْبَ الْعتمةِ

وَتَصْمُتُ...

وَأَرَى وَرَاءَكَ جِيلً مَنِ الصّغارِ

تَرْفُضُ أَنْ تَدِفْنَ رَأْسًا فِي الرِّمالِ

تَرْفُضُ هَذَا الدَّمْعَ الْمُنْسَكِبَ مِنْكَ

كَنْ قويًا

كُنْ وَاثِقًا

سَيَأْتِي الْجِيل الْواعِد...

(القصيدة من المجموعة الشعرية – الجسر 2016)

خلف الأبواب المغلقة: كيف رفضت واشنطن "حياد أوكرانيا" وفضلت مسار الحرب؟


انفجار تعز وفضّ الاعتصام: كيف استُخدم الأمن لإسكات مطالب العدالة؟


اليمن.. تفجير إرهابي وسط تعز يوقع ثمانية ضحايا مدنيين بينهم طفل


أرشيف سويسري سري: واشنطن سعت لصناعة «قوة ثالثة» في الجزائر قبيل الاستقلال