تقارير وتحليلات
الأزمة اليمنية..
نزوح اليمنيين صوب الجنوب قضية (سياسية) ليست مطروحة للنقاش
توقفت العمليات العسكرية في شمال اليمن منذ ثلاثة سنوات، لكن رسميا أصبح القتال متوقفا منذ مطلع فبراير الماضي، حين توصل طرفا الصراع "الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، وجماعة الحوثي الموالية لإيران"، الى هدنة سلام بإشراف الأمم المتحدة، على الرغم من الحديث عن بعض الخروقات لتلك الهدنة، غير ان موجة النزوح لليمنيين صوب الجنوب لا يزال مستمراً، وهو ما دفع سياسيين الجنوبيين الى التساؤل حول الأسباب التي دفعتهم الى الهروب صوب الجنوب الذي يعاني من عديدة ناهيك عن ارتفاع درجة الحرارة في المدن الساحلية كالعاصمة عدن التي تعاني من ازمة كبيرة في التيار الكهربائي.
وقالت مصادر حكومية وناشطون لصحيفة اليوم الثامن "ان عشرات الأسر النازحة استوطنت في حقول ابار المياه في ضواحي العاصمة عدن، وشرعت في بناء منازل عشوائية ومجاري الأمر الذي يهدد تلك الابار بالتوقف نتيجة ما قد يتوقع اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب.
ورفض مصدر مسؤول في وزارة التخطيط والتعاون الدولي الإفصاح عن اعداد النازحين في مدن الجنوب وخاصة عدن، واكتفى بالقول ان الكثير من النازحين لم يعد يطلق عليهم صفة نازح بعد ان امتلك منزلا خاص به وبأسرته ولا يرغب في العودة الى بلاده وقد أسقط عن الكثير منهم الدعم والمعونات التي تقدم من منظمات دولية وإقليمية.
وفي معرض رده على سؤال "هل قضية النزوح قضية سياسية في الجنوب؟، قال المصدر :"عملية النزوح كل طرف يوظفها وفق مشروعه، فهناك من يرى في النازحين وسيلة لتدفق المعونات من الخارج، وهذه الأطراف مرتبطة برئيس الحكومة معين عبدالملك، وأخرين يرون النزوح ضمن مخطط سياسي هدفه عرقلة أي عملية استفتاء وتقرير مصير مستقبلا.
الزعيم القبلي الشيخ لحمر بن لسود، طرح قضية النزوح على الجمعية الوطنية الجنوبية التي تعتزم الثلاثاء تدشين الانعقاد الخامس في العاصمة.
وقال بن لسود في بيان صحفي "إن الجمعية الوطنية الجنوبية تدشن عقد دورتها الخامسة، ونحن على ثقة كبيرة بالله ثم بهم في الخروج بقرارات وتوصيات تخدم القضية الوطنية الجنوبية، وتنتصر لحقوق الشعب الذي يتعرض للحروب بشتى أنواعها وصورها "إرهابية وعسكرية وخدمية وإعلامية وسياسية"؛ بصورة لم يسبق لها مثيل "إن يتم محاربة شعب لأنه طالب بحقه في استعادة دولته"، وهو حق مشروع ومكفول".
وقال "إن الانعقاد الخامس يأتي في ظل متغيرات جمة، نرى ان ممثل الشعب الجنوبي "المجلس الانتقالي"، قد حقق العديد من الإنجازات والمكاسب ولو انه هناك بعض التنازلات، لكن نحن ندرك انها تنازلات هدفها أيضا مساعدة الاشقاء في اليمن الذين يتعرضون لحرب وتهجير من قبل جماعتي الحوثي والإخوان، وحق علينا ان نساند المدنيين اليمنيين رغم ما تعرضنا له من حروب ولا تزال أرضنا تتعرض لهجمات إرهابية انطلقت مؤخرا بعضها من مدينة تعز المجاورة لبلادنا".
وأكد الشيخ القبلي "ان الحصار والتجويع الذي يتعرض له الشعب، هي حرب مفتعلة تديرها أطراف يمنية بعضها مرتبط بالأذرع الإيرانية والقطرية والتركية، والهدف ليس اجبار المجلس الانتقالي الجنوبي على تقديم المزيد من التنازلات كما يصور للبعض، بل الهدف هو ضرب شعب الجنوب وتنسفه وقضيته من الوجود".
ولفت إلى أن "هذه الأطراف اليمنية التي أصدرت في العام 1994م، فتوى دينية بتكفير شعب مسلم سني، لا يمكن لها اليوم ان تشعر بالحرج وهي تحاصر الجنوب بالتجويع".
وقال "لقد مضى على تواجدي في العاصمة عدن أكثر من 50 يوماً، وشاهدت بأم عيني الحروب الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها السكان، لكن الذي لفت نظري هو استمرار تدفق ما يطلق عليم بالنازحين من اليمن الشمالي المستقر والذي لم يشهد أي حروب منذ سنوات".
وتساءل "كيف لمدينة صغيرة كعدن تعاني الازمات والحصار وانقطاعات التيار الكهربائي، ان تصبح قبلة ليمنيين تكون بلادهم خلال الصيف من أجمل المدن التي يكون فيها الجو معتدلا، ناهيك عن تساقط الامطار فيها، فما الذي يدفعهم الى النزوح او الهروب الى بلد لا توجد فيه ابسط مقومات الحياة".
واعتبر بن لسود النزوح بأنها "قضية النزوح السياسي المتجدد"، فعملية نزوح اليمنيين الاستيطاني صوب الجنوب أصبح في تزايد مستمر، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم يتم وضع حد لهؤلاء النازحين الذين نرى انهم قد استوطنوا مدن الجنوب ولا يمكن باي حال من الأحوال ان يعودوا الى بلادهم، وهو أمر مثير للسخرية "كيف لنازحين ان يهربوا صوب الجنوب بدعوى الحرب، سواء حرب الامامة والجمهورية او حرب الحوثيين، ان النازحين اليمنيين في الجنوب لا يعودون الى ديارهم اطلاقا، بل انهم يدعون انهم مواطنون اصليون ولكن بهوية غير الهوية الوطنية الجنوبية".