الاقتصاد
الأزمة الروسية الأوكرانية..
الاقتصاد الروسي.. هل يصمد أمام العقوبات الغربية بعد رفع معدل الرسوم الجمركية؟
الاقتصاد الروسي مستمر في الصمود بنجاح أمام التحديات الجديدة التي يواجهها رغم استمرار الغرب في فرض العقوبات
لك تترك العقوبات الغربية ضد روسيا الأثر المتوقع منها حتى الآن في إيقاف دائرة الحرب بأوكرانيا، حتى مع استمرار الضغوطات الأمريكية والأوروبية.
صمود الاقتصاد الروسي أمام العقوبات
بحسب إعلان أصدره البيت الأبيض، ونقلته رويترز اليوم الاثنين 27 يونيو 2022، فإن المعدل الأعلى للرسوم الجمركية ينطبق على واردات منتجات أخرى معينة لروسيا الاتحادية لم يحظر استيرادها بالفعل.
ورغم هذه العقوبات التي تنضم لأكثر من 5 آلاف عقوبة أخرى، فإن مجلة The Economist البريطانية ذكرت أن الاقتصاد الروسي مستمر في الصمود بنجاح أمام التحديات الجديدة التي يواجهها، وفق ما نقلت روسيا اليوم في 6 مايو 2022.
ما أسرار الصمود الروسي؟
أرجع تقرير المجلة البريطانية صمود الاقتصاد الروسي في وجه العقوبات إلى إجراءات الرقابة على الصرف، وسعر الفائدة الذي حدده البنك المركزي الروسي، ما أسهم في عودة سعر صرف الروبل إلى مستواه أواخر فبراير الماضي، عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية.
ولفتت التقرير إلى أن موسكو رغم العقوبات تواصل سداد التزاماتها بالسندات الدولية، ويُظهر الاقتصاد الحقيقي في روسيا متانة مثيرة للدهشة، ما انعكس على معدلات إنفاق المواطنون الروس في الأماكن الترفيهية، مثل المقاهي والمطاعم.
ارتفاع إيرادات الطاقة الروسية
وفق تقرير لسكاي نيوز، نشر في 11 يونيو 2022، فإن ارتفاع تكلفة مشتريات الاتحاد الأوروبي من النفط والغاز الروسيين تقدر بمليار دولار يوميًّا لها دور في هذا الصمود.
وأوضح التقرير أن إعلان الدول الغربية عزمهت التوقف عن شراء واردات الطاقة الروسية بحلول نهاية العام الحالي، تسبب في رفع أسعار النفط والغاز عالميًّا، ما ضاعف إيرادات روسيا المالية من النفط والغاز خلال 3 أشهر الأولى من 2022، لتبلغ 78 مليار دولار، مقارنة بنحو 40 مليارًا في نفس الفترة من 2021.
انخفاض الإنفاق الروسي وارتفاع الروبل
مكنت الزيادة في الإيرادات النفطية روسيا من الصمود أمام المقاطعة الغربية، ومواصلة الحرب دون صعوبات مالية، لأنها وفرت لها العملات الأجنبية التي تحتاجها، بحسب التقرير الذي أشار أيضًا إلى أن المقاطعة الغربية للأسواق الروسية أفرغت البلد من البضائع الأجنبية، الأمر الذي دفع كثيرين لتوفير أموالهم لعدم وجود ما يمكنهم إنفاقها عليه.
وكان لزيادة أسعار الطاقة وتحسن الإيرادات الروسية دورًا في قوة العملة الوطنية وصعودها لمستوى 52.3 روبل للدولار هذا الشهر، كأعلى مستوى منذ مايو 2015، وفق تقرير CNBC في 23 يونيو 2022. وتعتبر هذه المستويات بعيدة عن تلك التي وصل لها أوائل مارس 2022 عند 139 روبل للدولار، عندما بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض العقوبات.
بوتين: الغرب فشل في في سحق الاقتصاد
يستشهد الكرملين بالارتفاع المذهل للروبل في الأشهر التالية باعتباره دليلًا على أن العقوبات الغربية لا تؤثر، وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي السنوي: “كانت الفكرة واضحة وهي سحق الاقتصاد الروسي بعنف.. لم ينجحوا، ومن الواضح أن هذا لم يحدث.”
وفي أواخر فبراير 2022، بعد الانهيار الأولي للروبل، ضاعفت روسيا سعر الفائدة الرئيس بأكثر من الضعف إلى 20% من 9.5%. ومنذ ذلك الحين، تحسنت قيمة العملة لدرجة أن المركزي الروسي خفض سعر الفائدة 3 مرات لتصل إلى 11% في أواخر مايو 2022