تحليلات
اجتماع مجموعة العشرين بإندونيسيا..
واشنطن تقود حراكا لعزل موسكو وأبوظبي تشيد بتنظيم جاكرتا
يُمهّد هذا الاجتماع لقمّة للرؤساء والقادة في تشرين الثاني/نوفمبر. وستغتنم الولايات المتحدة فرصة انعقاده لشن حملة تهدف إلى عزل روسيا قدر الإمكان على الساحة الدولية
عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن رغبتها في عزل روسيا من المنتديات الدولية، وذلك على خلفية ما اسمته عزوها لأوكرانيا، فيما أشادت دولة الإمارات العربية المتحدة بحسن التنظيم لإندونيسيا التي تستضيف اجتماع مجموعة العشرين.
وفي الافتتاح الجمعة، دعت إندونيسيا الدولة المضيفة لمجموعة العشرين هذه السنة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا ، خلال افتتاح اجتماع لوزراء خارجية المجموعة في جزيرة بالي.
وقالت ريتنو مارسودي، وزيرة خارجيّة إندونيسيا "من مسؤوليّتنا إنهاء الحرب في أسرع وقت وتسوية خلافاتنا على طاولة المفاوضات، وليس في ساحة المعركة".
وأضافت أن تداعيات الحرب "تظهر في كل أرجاء العالم على صعيد الأغذية والطاقة والميزانيات. وكالعادة الدول الفقيرة والنامية هي الأكثر تضررا".
وكانت الولايات المتحدة، مدعومة بجزء من حلفائها الغربيين، دعت إلى استبعاد روسيا عن المنتديات الدولية.
لكن إندونيسيا التي تريد المحافظة على موقف محايد أكدت بصفتها الدولة المضيفة لمجموعة العشرين، دعوتها لوزير الخارجية الروسي. كما دعت أيضا نظيره الأوكراني دميترو كوليبا الذي سيشارك عبر الانترنت.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" عن مسؤول أميركي قوله "لا يمكن أن نعتبر كأن شيئا لم يكن بشأن مشاركة روسيا في اجتماع" مجموعة العشرين.
ويعود آخر لقاء بين بلينكن ولافروف إلى شباط/فبراير في جنيف، حيث حذّر الوزير الأميركي روسيا وقتذاك من عواقب هائلة في حال غزوها لأوكرانيا، وهو ما فعلته في 24 شباط/فبراير.
ويُمهّد هذا الاجتماع لقمّة للرؤساء والقادة في تشرين الثاني/نوفمبر. وستغتنم الولايات المتحدة فرصة انعقاده لشن حملة تهدف إلى عزل روسيا قدر الإمكان على الساحة الدولية ولا سيما لدى الدول االنامية خصوصا الهند.
وظهر لافرورف جالسا بين نظيريه السعودي والمكسيكي في افتتاح الاجتماع.
ويرفض الاتحاد الأوروبي أن تستغل روسيا اجتماعات مجموعة العشرين في إندونيسيا "كمنصة دعائية" حول النزاع في أوكرانيا على ما حذر الناطق باسم المسؤول عن الشؤون الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل.
وتنتظر فرنسا من جهتها "مواجهة قاسية" مع روسيا، على ما قال مصدر دبلوماسي.
إلا ان جبهة الحلفاء الغربيين قد تتأثر بمغادرة وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس على وجه السرعة إثر إعلان استقالة بوريس جونسون من رئاسة الحكومة البريطانية.
وأكد مسؤول في السفارة البريطانية لوكالة فرانس برس أن تراس غادرت بالي صباح الجمعة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تغيب عن عدة اجتماعات مع نظرائه في دول مجموعة العشرين بعد سيل من التصريحات الغربية المنددة بهجوم موسكو العسكري على أوكرانيا.
وشهد هذا الاجتماع المنعقد في جزيرة بالي الإندونيسية أول لقاء بين لافروف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن منذ بدء غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
ولم تؤد القمة التي نظمت في جزيرة بالي إلى أي قرار ملموس.
وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي في ختام الاجتماع إن المشاركين "عبروا عن قلقهم العميق بشأن العواقب الإنسانية للحرب" في أوكرانيا.
وكانت إندونيسيا الساعية للحفاظ على موقف محايد بصفتها دولة مضيفة، دعت منذ افتتاح الاجتماع إلى وضع حد للنزاع محذرة من عواقبه الوخيمة على العالم باسره.
وقالت مارسودي بحضور لافروف "من مسؤوليّتنا إنهاء الحرب في أسرع وقت وتسوية خلافاتنا على طاولة المفاوضات، وليس في ساحة المعركة".
وأشارت إلى أن تداعيات الحرب "تظهر في كل أرجاء العالم على صعيد الأغذية والطاقة والميزانيات. وكالعادة الدول الفقيرة والنامية هي الأكثر تضررا".
لم تدن مجموعة العشرين بالإجماع الغزو الروسي، وقام "بعض الأعضاء" بذلك في مقدمهم الولايات المتحدة.
من جهتها اعتبرت موسكو أن الدول الغربية "أخفقت" في فرض مقاطعة على روسيا خلال اجتماع مجموعة العشرين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تلغرام إن "خطة مجموعة السبع لمقاطعة روسيا في مجموعة العشرين أخفقت. لم يدعم أحد الأنظمة الغربية". ونفت أن يكون وزير الخارجية الروسي قاطع الاجتماعات، رافضة اتهامات وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك بأن موسكو ليس لديها أي "نية للحوار".
أما بلينكن فقال لصحافيين "ما سمعناه اليوم حتى الآن هو إجماع مهم من العالم بأسره وليس فقط الولايات المتحدة ... من أجل وقف العدوان" الروسي.
من جانب أخر، أشادت دولة الإمارات العربية المتحدة بحسن تنظيم إندنوسيا لاجتماع مجموعة العشرين، حيث شارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية و التعاون الدولي في اجتماع وزراء خارجية قمة مجموعة العشرين الذي عقد في جزيرة بالي خلال يومي 7 و 8 يوليو الجاري وذلك في إطار رئاسة إندونيسيا لمجموعة العشرين للعام 2022.
و أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حريصة على دفع الجهود الدولية ضمن مجموعة العشرين من أجل مواجهة التحديات المشتركة التي يشهدها العالم بما يحقق الاستقرار والازدهار العالمي.
و أشاد بجهود الجانب الإندونيسي في إدارة اجتماعات وزراء خارجية مجموعة العشرين بكفاءة عالية تجسد ريادة إندونيسيا في استضافة الفعاليات والأحداث العالمية الكبرى وتنظيم مثل هذه الاجتماعات المهمة في إطار دورها المحوري في مجال تعزيز التضافر الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على مستوى العالم.
و أعرب عن تقديره لجهود الدول المشاركة ضمن اجتماعات مجموعة العشرين وتعاونها الذي يجسد الالتزام بالعمل سويا من أجل صياغة مستقبل أكثر إشراقا قائم على التعاون الدولي البناء في مواجهة التحديات الأكثر إلحاحا.. مؤكدا دعم الإمارات لجهود إندونيسيا الهادفة إلى ترسيخ وتعزيز إنجازات مجموعة العشرين.
ناقش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين المجالات المقترحة من قبل إندونيسيا لتحقيق التعاون الملموس والمؤثر ضمن المجموعة و التي تتبنى هذا العام شعار: "التعافي معاً التعافي بشكل أقوى" لتعزيز التعاون في مواجهة التحديات العالمية.
كانت إندونيسيا قد قدمت أولوياتها الرئيسية لقمة المجموعة المرتقبة في أكتوبر 2022 والتي تشمل "الإدارة الصحية الشاملة والتحول الاقتصادي القائم على التكنولوجيا الرقمية والانتقال إلى الطاقة امستدامة".
تأتي مشاركة دولة الإمارات في مجموعة العشرين بدعوة من جمهورية إندونيسيا وتخضع هذه المشاركة لإشراف اللجنة التوجيهية لمجموعة العشرين برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وعضوية الجهات الحكومية ذات العلاقة فيما تم تفعيل لجنة فنية لتنسيق جهود الجهات الوطنية المشاركة في المجموعة.
و من المتوقع أن تشارك دولة الإمارات في أكثر من 150 اجتماعاً لمجموعة العشرين خلال الفترة التي تسبق انعقاد قمة المجموعة المقررة في أكتوبر 2022.
----------------------------------
- المصادر| وكالة الصحافة الفرنسية ووسائل إعلام خليجية