تحليلات

الأزمة اليمنية..

إخوان اليمن يشنون هجوما حادا على حماس.. خشية غضب السعودية

خطوط عامة للعلاقة التي تربطها حركة حماس الإخوانية بإيران - موقع نون بوست

صنعاء

شنت قيادات الصف الأول في تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، والممول من أطرافإقليمية عدة من بينها قطر وتركيا، هجوما عنيفا على حركة حماس الإخوانية الفلسطينية، وذلك في اعقاب تبينها بيانات مؤيدة لحركة الحوثيين الموالية لإيران اليمن، ونظام بشار الأسد في سوريا.

وقالت منصات إعلامية تابعة لإخوان اليمن "إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اثار عضبهم برسالة تهنئة بعيد الأضحى بعث بها إلى رئيس سلطة الحوثيين – غير المعترف بها في صنعاء- مهدي المشاط.

ونقلت وسائل إعلام إخوانية عن وكالة الأنباء اليمنية ”سبأ“، في نسختها التابعة للحوثيين، تأكيدها تلقي رئيس ما يسمى المكتب السياسي الأعلى لأذرع إيران مهدي المشاط، برقية تهنئة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، من قبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

واعتبرت منصات الكترونية إخوانية تمولها السعودية "إن حركة حماس الإخوانية سبق لها وأثارت غضبهم وذلك بعد إقدام ممثل الحركة في صنعاء، العام الماضي، على تكريم رئيس ما يسمى بـ (المجلس الثوري) محمد علي الحوثي، إضافة لإصدار تصريحات صحفية، داعمة للحوثيين، من قبل قيادات محسوبة عليها".

وهاجم الضابط الإخواني يحيى أبو حاتم، الحوثيين وحركة حماس معاً، قائلا "إن فـ غزة ليست أغلى من صنعاء، ودماء اليمنيين ليست أرخص من دماء الفلسطينيين، وكل من يقف إلى جانب الحوثي، فهو عدو لليمنيين“.

اما رجل الدين المتطرف في تنظيم الإخوان محمد ناصر الحزمي، فقد قال إنه ”‏من المعيب أن يهنئ إسماعيل هنية، المشاط، الذي يقود مع جماعته ميليشيات تذبح اليمنيين وتشرد بهم.. حسبنا الله ونعم الوكيل، قبح الله سياسة تدوس القيم“.

وأضاف الحزمي، في سلسلة تغريدات له: ”‏إذا كان (اسرائيل)، قد انتهكوا حرمة القدس، فالحوثيون انتهكوا ما هو أقدس، سفك دماء المسلمين، فقط لأنهم يقولون، ربنا الله لا شريك له، وفجروا المساجد أو عطلوها عن رسالتها“.

وقال الناشط السياسي الإخواني المقيم في السعودة ضيف الله القهالي إن ”حماس تحولت إلى كتيبة فارسية، مثلها مثل الحوثي وحزب الله، والحشد في العراق، و..الخ“، متسائلا باستغراب: ”ما هو الذنب العظيم الذي ارتكبوه حتى تتحول بوصلتهم إلى غير القبلة بهذه الطريقة المفجعة؟“.

وأضاف: ”معقول حماس، ترى أن إيران والحوثي، منظومة إسلامية، هدفها نصرة القضية الفلسطينية، والقضايا العربية و الإسلامية؟“.

وعبر ناشطون وصحافيون إخوان عن استغرابهم من تصرف حركة حماس تجاه الحوثيين، زاعمين انهم كانوا يعتقدون أن علاقاتها مع إيران تكتيكية، لمنعها من تشكيل ميليشيات شيعية، تربك المقاومة في فلسطين، لكن طلعت إيران الذكية، فقد حولت من حماس ذراعا لها، لإرباك الأمة الإسلامية كلها، وليس فلسطين فحسب“.

وطالبوا تنظيم إخوان اليمن بفك ارتباطه بحركة حماس الإخوانية، واعتبارها حركة إيرانية مثلها مثل الحوثيين.

ووصف القيادي الإخواني نبيل البكيري تهنئة هنية للحوثيين قائلا "مسلسل السقوط المستمر من حركة مقاومة وطنية عربية إلى وحل التوظيف القذر في يد المشروع الإيراني، وميليشياته الطائفية“، منوها إلى أن ”فلسطين ستظل قضيتنا، التي أساءت لها حماس، ودمى الملالي المسيطرة على قرار الحركة، والتي لم يسئ أحد للقضية الفلسطينية، كما تفعل هذه الدمى الملطخة بالعار والدم العربي“.

ولم يقتصر الغض الإخواني اليمني تجاه حركة خماس، على اليمن، فقد تبنى رجل الدين المتطرف عبدالمجيد الزنداني[1] أصدار بيان باسم "علماء مسلمين"، ادان فيه ما اسماه تطبيع حركة مع النظام السوري[2].

وقالت وكالة “الأناضول” التركية، الأحد، إن مجموعة من علماء الإخوان المسلمين، سبق أن التقوا بقيادة المكتب السياسي للحركة، اتهموا حركة حماس الإخوانية بالتطبيع مع النظام السوري، واصفين ما قامت به الحركة "مفاسد عظيمة، ولا يتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية، وهذا في نظر الحاضرين يقتضي أن تقوم الحركة بمراجعة وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء”.

وأضافت الوكالة التركية نقلا عن العلماء الذين تصدر بيانهم اسم عبدالمجيد الزنداني "أن رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، وعد بعرض كلام العلماء على مكتب الحركة في أقرب اجتماع له، كما أن العلماء ينتظرون رد قيادة الحركة للقيام بـ”الواجب الشرعي المناسب للموقف والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعًا”.

ويدرك الإخوان في اليمن العلاقة التي تربط حركة حماس الإخوانية بإيران، ويرون ان عدم اتخاذ أي موقف تجاه موقف الحركة من الحوثيين، قد يدفع السعودية الى القيام بخطوات مناهضة للتنظيم الذي عمد الرياض الى تحجيمه وذلك في اعقاب تورطه في تسليم جزء من محافظة شبوة النفطية للحوثيين في سبتمبر أيلول من العام 2021م.

ويمكن للسعودية ان توقف التمويل الذي تقدمه للإخوان بصفتهم التيار اليمني القوي المناهض للحوثيين، غير ان تجارب ثمانية أعوام، اثبتت انهم على علاقة وطيدة بأذرع إيران، وان الدعم السعودية الكبير لم يغير في تلك الاستراتيجية التي اتبعها الإخوان في وقف قتال الحوثيين وبناء قدرات عسكرية وتسليحية كبيرة.

ودخلت السعودية في خلافات مع قطر وصلت الى المقاطعة، وذلك في اعقاب تورط الأخيرة في تمويل الحوثيين، ومع اشداد أزمة الرياض مع الدوحة، سلم إخوان اليمن في مطلع العام 2020م، ترسانة سبعة ألوية عسكرية في فرضة نهم للحوثيين، اعقبها عملية تسليم ترسانة ثلاثة ألوية عسكرية في محافظة الجوف، ثم علمية تسليم مشابهة في البيضاء وصولا إلى تسليم ثلاث مديريات في محافظة شبوة النفطية.

ويخشى الإخوان من أي ردة فعل سعودية تجاه الفرع اليمني، خاصة وان الرياض قد قطعت شوطا كبيرا محاربة التنظيم داخل السعودية، وهو ما دفع إخوان اليمن "الحمائم" الى تبني خطابا مناهضا لحركة حماس المدعومة من إيران والمحسوبة على تنظيم الإخوان.

وعلى الرغم من ان حركة حماس تعتبر نفسها أحد اذرع إيران في فلسطين، الا طهران تنظر إليها على انها حركة اسلام اخوانية لا يمكن ان تتبنى فكر الثورة الإيرانية.

وسبق لحركة حماس واعلن انشقاقها عن تنظيم الإخوان، حيث أعلن إسماعيل هنية[3] رئيس المكتب السياسى لحركة حماس في العام 2017م، براءة الحركة من جماعة الإخوان بقوله: "لا توجد علاقة تربط الحركة بجماعة الإخوان المسلمين، سواء بمصر أو خارجها، وحماس حركة تحرر وطنى بمرجعية إسلامية، تأسست للدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا توجد لهم أية تدخلات بالشؤون الداخلية للدول العربية؛ لأنّ هدفهم الوحيد تحرير فلسطين".

ووصفت صحيفة اليوم السابع المصرية تصريحات هنية بأن الهدف منها الإيهام بفك الارتباط بين الحركة وتنظيم الإخوان الإرهابى، بالعودة إلى بنود ميثاق الحركة الصادر عام 1988، تذكر المادة الثانية منه أن "حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمى، وهى كبرى الحركات الإسلامية فى العصر الحديث".

ويرى الكاتب والباحث الفلسطينى الدكتور عقل صلاح "تحول العلاقة بين حماس والإخوان من الشرعية إلى العرفية"، يشير إلى أن الأصول التاريخية لحركة حماس تعود إلى جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين، تلك الجماعة التى بدأت تنتشر فى "فلسطين" عام 1935 حينما أرسل "حسن البنا" مؤسس الإخوان، شقيقه عبد الرحمن ومحمد الحكيم لنشر الدعوة هناك، ثم أنشأ الإخوان أول فروعهم فى مدينة حيفا عام 1936، ثم فى مدينة غزة، وفى عام 1943 أسسوا جمعية المكارم فى القدس التى كانت البداية الحقيقية لوجود الإخوان فى فلسطين، ومن ثم انتشرت فروعهم فى جميع أنحاء فلسطين حيث وصل عدد الفروع عام 1947 إلى خمسة وعشرين فرعًا.

وأشار الباحث إلى أن جميع الفروع تخضع لإشراف الحركة الأم فى مصر، وكان أحمد ياسين مؤسس حركة حماس أحد من طالتهم حملة الاعتقالات المصرية عام 1965 التى شنتها الدولة على قيادات الجماعة الإرهابية فى مصر وقطاع غزة الذى كان يخضع لحكم "الحاكم العسكري" المصرى، ليلجأ بعدها الإخوان فى مصر وقطاع غزة للعمل "السري".

وبحسب الدكتور "عقل"، شكّل بعض أعضاء الإخوان فى قطاع غزة مجموعتين سريتين هما "شباب الثأر" و"كتيبة الحق"، قائلا إنهم رأوا أن تشكيل تنظيم عسكرى بعيد عن الأطر الأيديولوجية لمقاومة الاحتلال سيحيد العداء الناصرى للإخوان ويخرجهم من مأزقهم السياسى، فقدم خليل الوزير، أحد أعضاء كتيبة الحق، مذكرة خطية فى 1957 لقيادة الإخوان، إلا أن الإخوان أهملوا المذكرة، غير أن المجموعتين تابعتا العمل وانتهى الأمر بتلك المجموعتين بتكوين النواة الأولى لحركة التحرير الوطنى "فتح" ما بين عامى 1958 و1959، وفى عام 1960 تبنى الإخوان موقفًا معارضًا من قيام حركة فتح متخذين قرارًا رسميًا بعدم تبنى مشروعها لأنه يختلف تمامًا عن مشروع الإخوان.

المصادر 

[1]بينهم ‘‘الزنداني’’ .. علماء مسلمون يوجهون رسالة إلى حركة ‘‘حماس’’ بسبب سياستها الأخيرة – موقع المشهد اليمني

[2]في بيان مشترك.. علماء مسلمون يحذّرون "حماس" من التطبيع مع النظام السوري - قناة سوريا الإخوانية

[3]حماس والإخوان العلاقة الحرام - صحيفة اليوم السابع المصرية

الدوحة بين الضغوط الدولية ومساعي التهدئة: رئيس الوزراء القطري يبحث مستقبل غزة


النظام الإيراني بين التحديات الإقليمية والاستراتيجيات الداخلية.. تصريحات باقري تكشف المستور


إيران تنفذ إعدامات جماعية خلال احتفالات الميلاد: 22 ضحية في ثلاثة أيام


مارين لوبان: غياب الشرعية سيؤدي إلى تغيير قريب في المشهد السياسي