تحليلات
"هجرة جديدة صوب شبوة وحضرموت"..
نازحو اليمن في مأرب.. بين مطرقة الحوثيين وسندان الإخوان
قال مسؤولون محليون إن مخيمات النازحين اليمنين في مأرب تعرضت للجرف جراء الامطار والسيول التي هطلت على المحافظة التي تعد المعقل الرئيس، وهو ما تسبب بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين، فيما قتل وجرح العشرات جراء انفجار الغام وعبوات ناسفة جرفتها السيول خلال اليومين الماضيين.
وقال مصدر محلي مسؤول لصحيفة اليوم الثامن "إن العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال أصيبوا جراء غرق مخيماتهم بمياه الامطار".. مشيرا الى ان نحو عشرة مدنيين على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح، وذلك في انفجار عبوات ناسفة وإلغام أرضية زرعها الحوثيون في المحافظة".. مشيرا الى انه يجري ترتيب نقل بعض النازحين الى محافظتي شبوة وحضرموت، حيث يمكن تتوفر هناك مساكن على عكس مأرب التي لا توجد فيها مبان قادرة على استيعاب النازحين الذين يقدر عددهم بالملايين.
وأكد المصدر "إن 70 % من النازحين الهاربين من الحرب ذهبوا إلى مأرب، وقد قامت السلطات بتوفير لهم مخيمات نزوح وتوفير بعض الاحتياجات لهم من الخيام والمياه الصالحة للشرب والبطانيات والمستلزمات الطبية والدعم الاغاثي المقدم من الداعمين الإقليميين والدوليين.
وقتل وجرح نحو عشرة وتضررت منازل ومخيمات نازحين بتدفق السيول في محافظة مأرب، شرق صنعاء، عقب أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف ورياح قوية، شهدتها المحافظة وعدد من المحافظات المجاورة.
وقالت مصادر يمنية إن السيول جرفت مركبات وألحقت أضراراً كبيرة بمخيمات النازحين والمنازل حول المدينة.
من جانبه قال سيف بن ناصر مثنى، مدير الوحدة التنفيذية، عضو مجلس القيادة الرئاسية في محافظة مأرب، إن "هطول الأمطار وتدفق مياه السيول الجارفة وهبوب الرياح القوية تسببت في جرف وهدم عشرات الآلاف من مخيمات النازحين".
وتحتضن محافظة مأرب، أكثر من مليوني نازح، أي 62% من إجمالي النازحين في اليمن.
ودعا حاكم مأرب اللواء سلطان العرادة المنظمات الدولية والإنسانية إلى تقديم الدعم الإنساني للنازحين الذين تعرضت مخيماتهم للمياه الامطار.
وأكد العرادة وهو عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن "على ضرورة رفع درجة التنسيق مع شركاء العمل الإنساني لتقديم العون والمساعدة اللازمة للمتضررين من السيول، ورفع مستوى الجاهزية للحد من تداعيات المنخفض الجوي".
وجهت السلطة المحلية بمحافظة مأرب، نداءً إنسانياً عاجلاً لشركائها العاملين في المجال الإنساني الإقليميين والدوليين بالتدخل العاجل لتقديم العون والمساعدة للأسر المتضررة في مخيمات النزوح من العواصف والأمطار والسيول التي شهدتها المحافظة خلال اليومين الماضيين.
وفي الاجتماع الطارئ الذي عقد الخميس، بديوان المحافظة برئاسة الوكيل عبد ربه مفتاح وضم مدير مكتب التنسيق للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (الأوتشا) بمأرب سانتوس انيكوا، ورؤساء كتل الإيواء والمأوى والغذاء والحماية وممثلي الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، لمناقشة التقرير الأولي للوحدة التنفيذية الذي تضمن إحصائيات أولية عن الأضرار والأسر المتضررة في مخيمات النزوح.
وأشار التقرير إلى أن الوحدة التنفيذية تمكنت من رصد ٤٤٩ أسرة نازحة حتى صباح اليوم الخميس، تضررت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين تضرراً كلياً وجزئيا ،منها ١٨ أسرة نازحة في مخيم الجفينة، جرفت السيول مساكنهم من الخيام والبيوت الطينية مساء الأربعاء/الخميس وتم نقلهم إلى مدرسة التحرير.
ورفضت حكومة العرادة مع بدء سيطرة الحوثيين على صنعاء، ادماج النازحين اليمنيين الذي يقدر عددهم بمليوني نازح في المدينة، ونصبت لهم مخيمات يقول ناشطون انها تفتقر لأبسط مقومات الحياة، في حين أن تنظيم الإخوان الذين يستحوذ على السلطة المحلية، نجحت في تحويل المحافظة الغنية بالغاز الى ملكية خاصة به، حيث استحوذ على أراضي الدولة وحولت الى عقارات تجارية وخاصة، وخاض معارك ضد القبائل التي رفضت هيمنة التنظيم الذي تقول مصادر قبلية انه سخر الدعم السعودي للجيش الوطني في انشاء مراكز تجارية في حين ان النازحين لم يحصلوا على أي دعم.
وحذرت مصادر أمنية تحدثت لمراسل صحيفة اليوم الثامن في شبوة عبر الهاتف "من السفر عبر الطرق الصحراوية أو الاودية خشية ان يتعرضوا للألغام التي زرعها الحوثيون بكثافة خلال حصارهم لمركز محافظة مارب.
وقالت مصادر طبية "ان هناك ضحايا سقطوا جراء انفجار إلغام أرضية جرفتها السيول وانفجرت في مركبات خاصة، يستقلها المدنيون.
وقال ناشط حقوقي – طلب عدم الإشارة الى اسمه – ان النازحين اليمنيين في مارب، أصبحوا بين مطرقة الحوثيين وسندان الإخوان".. مشيرا الى ان الكثير من النازحين الذين لديهم قدرة مالية سينتقلون الى محافظتي شبوة وحضرموت وربما الكثير سيتجه إلى المهرة، حيث يمكن يحصلوا هناك على مساكن تأويهم.
وشهدت مدن يمنية خلال الأيام الماضية منخفضا جوياً، تركز على العديد من المحافظات اليمنية ابرزها مأرب التي تقول تقارير صحافية انها أكثر محافظة متضررة من المنخفض الجوي.