تحليلات

"اليوم الثامن" تقدم قراءة تحليلية حول خارطة التحالفات..

تحليل: السعودية وإخوان اليمن.. ماذا صنعت التحالفات الهشة طيلة 7 سنوات حرب؟

سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد بن سعيد أل جابر خلال لقائه قيادات إخوان اليمن في الرياض - أرشيف

عدن

تمهيد: "تصاعدت مواقف تنظيم الإخوان في اليمن – الممول قطريا- تجاه السعودية، وذلك في اعقاب رعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، لمشاورات (يمنية – يمنية)، افضت إلى تشكيل مجلس قيادة رئاسي، تسلم السلطة من الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، الذي كانت ادارته للبلد تخضع لسيادة فرع التنظيم الدولي في اليمن.

وقد قوبل تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، برفض إخوان اليمن الذين اعتبروا ما حصل "انقلابا على سلطات هادي الشرعية"، قبل ان يتراجع زعيم التنظيم مؤخرا ويقرر الاعتراف بـ"شخص رئيس المجلس رشاد العليمي"، والاعتراف الذي كشفت مصادر لـ"صحيفة اليوم الثامن" انه مشروط بتعيين الضابط الإخواني هاشم الأحمر رئيسا لهيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، وهو القرار الذي يواجه رفضا واسعا من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي.

هذه التغييرات التي طرأت في اليمن، دفعت صقور الإخوان الى وصف تدخل التحالف العربي، بأنه أصبح عدوانا خارجيا على صنعاء، وهو خطاب يشابه تماما خطاب الحوثيين تجاه جيران اليمن.

في مدينة إسطنبول التركية، ترعى القيادية الإخوانية – الحاصلة على ثلث جائزة نوبل للسلام – خلية إخوانية مناهضة للتحالف العربي وتدعو الى تحقيق السلام المشروط بدعم ما عرف سابقا بالوحدة اليمنية، وهو موقف ليس جديدا، فالسعودية تحرص دائما على طمأنت الإخوان في اليمن من أي تغييرات قد تطيح بهم من السلطة، فهي ترى ان بإمكان التنظيم في اليمن احداث فوضى يستفيد منها الحوثيون المواليون لإيران.

 

موقف إخوان اليمن من السعودية

 

في فبراير شباط من العام 2011م، كان إخوان اليمن واحد من فروع التنظيم في البلدان العربية الذي توعد بقلب الأنظمة في دول الخليج العربي، باستثناء قطر التي تقف وراء تمويل ما عرف بثروات الربيع العربي.

كانت ساحة الجامعة في صنعاء، ضج بالتصريحات المناهضة للسعودية التي اعتقدوا انه يجب تغيير نظام الحكم فيها.

في ساحة الجامعة، توعدت القيادية الإخوانية توكل كرمان – الصوت الإخواني الأبرز في مناهضة السعودية – بتقسيم دول الخليج ما عدا قطر، ورددت عبارتها الشهيرة "تسقط دول الخليج ما عدا قطر"، وقد دفعت الأخيرة بالقيادية الإخوانية للحصول على "ثلث" جائزة نوبل للسلام، وهي الجائزة التي فتحت الباب امام توكل كرمان إلى القيام بأنشطة لا تزال مستمرة تستهدف الوحدة السعودية، وترى ان التنظيم الدولي للإخوان سيدعم انشاء دويلات متعددة في السعودية.

في الـ20 يونيو (حزيران), 2021، قالت كرمان إن كل ما تفعله المملكة العربية السعودية من تدمير لليمن مرسوم بدقة ومخطط له مسبقا[1]".. مهاجمة ادارة الرئيس اليمني المتنحي عبدربه منصور هادي، الذي وصفته بالخائن، قائلة "إن أسوأ عملاء المملكة الشائخة في اليمن هم أولئك الذين يتفانون في تقديم النصائح لها، وكأنها غبية لا تعلم ما تفعل بشأن الحرب التي تقودها في البلاد منذ سبع سنوات، وكل ما تفعله من تدمير لليمن مرسوم بدقة ومخطط له مسبقا وهو يختزل كل أجندتها من الحرب العدوانية على اليمن".

وتوعدت كرمان "السعودية بأنها [2]لن تفلت من العقاب ولن تنجو من هذا المستنقع الرهيب". 

واتهمت القيادية الإخوانية "السعودية بحصار اليمن واحتلال المطارات والموانئ".

وقالت كرمان "إن السعودية تشن حربا تدميرية ظالمة على اليمن"، معلنة تأييدها لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الذي دافع عن الحوثيين، ووصف التدخل العربي بالعدوان على اليمن، قبل ان يقدم استقالته ويعتذر للسعودية، لكن كرمان ذهبت الى تأييده واشتكت من حرب السعودية.

ودائما ما تتهم القيادية الإخوانية توكل كرمان، السعودية[3] باحتلال اليمن والسيطرة على ما أسمته بالثورة اليمنية، حيث قالت كرمان في الأول من فبراير/ شباط 2018، قالت فيها: "نحن لا نقصد انفصال السعودية[4] إلى دويلات حسب تنوعها الطائفي والعشائري والجهوي، بل إقليميا في المنطقة الشرقية وآخر في الجنوب وثالث في الشمال ورابع وخامس.. يستقل كل منها إداريا مثل الاتحاد الروسي تجمعهما حكومة فيدرالية مؤقتا ثم يأتي التصويت على الاستقلال بحسب رأي شعوب تلك الأقاليم".

وتوعدت كرمان بمقاضاة السعودية على تدخلها ضد الحوثيين في اليمن، حيث قالت في تصريحات صحافية "إن السعودية تتحمل "المسؤولية القانونية"[5] عن كل جرائم التحالف الذي تقوده في اليمن.

ودائما ما توجه القيادية الإخوانية توكل كرمان، دعوات للسعودية والإمارات ما تسميه "وقف الحصار وانهاء احتلال مطارات وموانئ اليمن"[6]، وتصريحات تجاه التحالف العربي تظل متقدمة على تصريحات بعض قيادات الحوثيين الذين يكتفون بوصف التحالف العربي بـ"العدوان الخارجي".

 

موقف إخوان اليمن من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي 

وبالنظر الى مواقف إخوان اليمن الرافض لنقل السلطة من الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، إلى مجلس قيادة مؤقت برئاسة رشاد العليمي ومشاركة مختلف القوى السياسية اليمنية والجنوبية فيه، أعلن صقور الإخوان المقيمون في تركيا، رفضهم له واعتبروا ما جرى في السعودية "انقلابا على السلطات الشرعية".

واذا ما تم استعراض تصريحات توكل كرمان على اعتبار انها الصوت الأعلى في إخوان اليمن فقد قالت "إن تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن[7] من قبل المملكة العربية السعودية، هو حلقة من سلسلة طويلة من التدخل السعودي الفاشل والارعن والاعمى في اليمن، وبقية دول الربيع العربي.

وكانت كرمان تتحدث إلى منصة تابعة لإخوان السعودية على تويتر، حيث قالت إن مشاورات الرياض كانت عبارة عن مسرحية هزلية اضافت الى فشل السعودية فشل آخر وضعفاً آخر إلى ضعف جبهة الشرعية المناوئة للحوثي والتي يفترض أنها مدعومة من المملكة، ما حدث في الرياض عمل قصد منه النيل من كرامة اليمنيين فهي لم تكن مشاورات وليس لها من اسمها نصيب، بل ما حدث عبارة عن مجموعة من الاملاءات الجاهزة قامت السلطات السعودية باحتجاز المتشاورين كل واحد من غرفة منفردة عدة ساعات ثم أتوا وطلبوا منهم التوقيع على بيان الرئيس هادي الذي كان هو الآخر محتجزاً في غرفة أخرى وتم إجباره على توقيع اعلان رئاسي يفيد بتنازله وتسجيل ذلك في خطاب تم بثه للشعب، وكل ذلك من قبل محمد بن سلمان.

واعترفت توكل كرمان بوجود تنسيق مع الحوثيين، فهي ترى السعودية وتدخلها في اليمن بمثابة احتلال عسكري، لكنها عادت وقالت "إن السعودية لم تفعل شيء من اجل مساعدة اليمن سوى غارات وسلاح قليل، ومن ثم عادوا لتقويض الشرعية اليمنية، ويحسبون بذلك أنهم قادرون على إجراء مصالحة مع الحوثي"؛ في تأكيد على انها تعلم بأن الحوثيين لن يحاوروا السعودية.

 

 

إخوان اليمن يرفضون قتال الحوثيين ويسلمون أسلحة التحالف العربي 

 

تزعم القيادية الإخوانية توكل كرمان "أن هناك أطماع سعودية إماراتية[8] في اليمن، وتبرر عجز تنظيم الإخوان في قتال الحوثيين بالزعم ان السعودية والإمارات تريدان استمرار الحرب وبقاء الانقلاب الحوثي في صنعاء يخدم أجندة التحالف العربي".

وقالت إن "الانقلاب الحوثي مستمر برعاية سعودية غير مباشرة من خلال تدميرها لليمن وحصارها والوصاية عليه.

تقام العلاقة الإخوانية السعودية على "مصلحة مشتركة قتال الحوثيين الموالين لإيران"، مولت السعودية جيش مأرب بترسانة أسلحة هي الاضخم إذا ما تم مقارنتها بالأسلحة المقدمة للقوات التي حققت مكاسبة عسكرية ميدانية.

لكن هذه الأسلحة الضخمة وقعت في قبضة الحوثيين على خلفية انسحاب تكتيكي من فرضة نهم في العام 2020م، حيث سلمت سبعة ألوية عسكرية ضخمة أسلحتها الضخم والكبير لبضعة مقاتلين حوثيين، وقد برر وزير الدفاع محمد علي المقدشي[9] تسليم تلك الأسلحة الى انسحاب تكتيكي متوعدا بالقتال ضد الحوثيين، لكن لم يحدث أي شيء، فالحوثيون استمروا في هجومهم الواسعة وحصلوا على نصف تلك الأسلحة التي حصلوا عليها في نهم، من خلال تسليم قوات إخوانية لترسانة أسلحة في قانية والبيضاء وصولا إلى بيحان شبوة في الجنوب.

وكل تلك الأسلحة مكنت الحوثيين من توسيع عملياتهم العسكرية، خاصة في ظل وجود تشديدات على تهريب الأسلحة من إيران إلى صنعاء.

وسيطر الحوثيون على سلسلة "جبال يام"، و"معسكر اللواء 312" بعدما كانت القوات الحكومية قد استحوذت عليه في فبراير (شباط) 2016، وهو المعسكر الذي يمثّل أحد أهم المواقع في المديرية، التي تعد بوابة العاصمة الشرقية، وتبعد عنها فقط نحو 25 كم، وسلسلة جبلية تمتد لعدة كيلو مترات، هي بمثابة الستار الذي يفصل قوات الجيش اليمني عن صنعاء، إضافة إلى مواقع استراتيجية أخرى، وفقا للصحيفة السعودية.

وعبرت السعودية عن سخطها حيال ما اسمته عدم وجود ردة فعل من قبل ادارة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، على ما حصل في نهم "بالنظر إلى ردة الفعل الحكومية المنتظرة، ظهرت الشرعية اليمنية متسمة بالهدوء، أي أن الرد العسكري المتوقع في هذه الحروب لم يحضر".

وقالت قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب إن ""إن من ضمن الأسباب التي مكّنت الحوثيين من إحراز التقدم في جبهة نهم، تمكنهم من اختراق شبكة الاتصالات اللاسلكية الخاصة بالجيش الوطني[10] وإصدار أوامر وهمية إليهم بالانسحاب من مواقعهم، وكذلك قيامها بتعطيل شبكة الاتصالات الأخرى والإنترنت حتى أصبحت المنطقة العسكرية السابعة التابعة للجيش الوطني في تلك الجبهات معزولة تماماً".

 

 الحوثيون يقرون بتعاون من إخوان اليمن 

 

اقر الحوثيون بتعاون إخوان اليمن معهم في مواجهة ما اسموها دول العدوان (التحالف العربي)، حيث قال  عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي محمد البخيتي  "كانت الأمور تسير بيننا وبين حزب الإصلاح (الإخوان) بشكل جيد، تهدئة في الجبهات، ودعوة مشتركة لعودة المقاتلين اليمنيين من جبهات الحدود مع السعودية، واستشعار الطرفين لخطر المشروع الإماراتي غرب تعز، وخطر استهداف وحدة اليمن، ولكننا فوجئنا بهجوم مباغت في جبهة نهم وبغطاء جوي من دولتي العدوان (السعودية والإمارات) رغم وجود تفاهم بين العسكريين من الجانبين على الهدنة، ولا نعرف بالتحديد الأسباب التي دفعتهم لهذا التصعيد، وعلى ما يبدو أن ضغوط دول العدوان[11] كانت سببا لذلك، وعلى أي حال فإنها خطوة غير موفقة، ولم تكن في صالحهم خصوصا أن موازين القوى باتت تميل لصالحنا".

ويبدو ان البخيتي قد كشف جزء من استراتيجية الحرب، فالإخوان الذين سبق لهم ووقعوا ثلاث اتفاقيات مع الحوثيين بوقف اي عمليات عسكرية بين الطرفين كانت الأولى في صعدة عقب تسليم محافظة عمران للحوثيين في منتصف العام 2014م، عبروا عن ما وصفته الصحافة السعودية "السخط من التصريحات الحوثية، التي زعم الحزب انها تصريحات توضح حالة الانهزامية والهستيرية التي يمر بها الحوثيون".

وحملت صحيفة "اندبندنت عربية" السعودية إخوان اليمن مسؤولية ما حدث في نهم، ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري اليمني عبدالعزيز الهداشي، قوله "إن ما حدث في نهم هزيمة مذلة لا يمكن تبريرها لأي سبب كان، عدا كونها تقصيرا واضحا لجيش الشرعية، ومن أولى قواعد الحرب أن من لم يستطع أن يدافع في الجبال الشاهقة والقلاع والثكنات الحصينة، (في إشارة لتضاريس منطقة نهم)، فمن الصعب عليه أن يدافع في أرض مفتوحة وتضاريس سهلة منبسطة". 

وتحدث الصحيفة السعودية عن الإجراءات الحكومية المفترض حدوثها بعد حادثة نهم، من خلال قيام هادي بإقالة قيادات عسكرية في وزارة الدفاع من العيار الثقيل ولكن هذا لم يتم، 

ورأت الصحيفة حينها أن من أسباب الانتكاسات العسكرية لجيش الإخوان "تعيين قيادات في الجيش ليس لهم علاقة بالعمل العسكري، ولا يعرفون فتح خريطة عسكرية، وبعضهم أطفال يتم تعيينهم بحسب الولاءات وخبرتهم تكاد تكون صفرا"؛ في اشارة الى تعيين قيادات الإخوان المدنية قادة في جيش مأرب الإخواني.

 

"إخوان اليمن" يهاجم السعودية لتبرير تحالفه مع الحوثيين 

 

 

في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي (2021)، دفع إخوان اليمن بقوة نحو توتير العلاقة بين “الشرعية” اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية من خلال تصريحات مسيئة للرياض[12] في توقيت يخدم الحوثيين ويوسّع الخلاف داخل صف القوى اليمنية التي تقف ضد المتمردين.

وتبنى تنظيم إخوان اليمن موقف قوى سياسية يمنية في مأرب، حمّل الحكومة اليمنية والتحالف العربي مسؤولية الفشل في إدارة المعركة، في محاولة للتنصل من تبعات التغول العسكري الحوثي واقتراب الميليشيات من مركز المحافظة الاستراتيجية الغنية بالنفط والغاز"؛ وقد وقفت الغارات الجوية لطيران التحالف العربي حائط صد في منع الحوثيين من السيطرة على مركز المحافظة (مدينة مأرب).

واعتبر الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى[13] أن “بيان تنظيم الإخوان المسلمين الذي وقّع تحت مسمى الأحزاب والقوى السياسية في مأرب هو اعتراف رسمي بنجاح التنظيم في مهمة إفشال الشرعية والتحالف العربي”.

والبيان “أقرب إلى إعلان انتصار التنظيم الدولي للإخوان بصيغة تهديد مبطّن بالاستسلام للحوثيين وتسليمهم مدينة مأرب وحقول النفط في صافر. إلى جانب كونه تمهيدا سياسيا وإعلاميا لتحوّل التخادم الإخواني – الحوثي في اليمن إلى تحالف سياسي رسمي".

واشير حينها إلى التيار الإخواني في حزب الإصلاح الذي يستأثر بالسلطة والقرار السياسي والعسكري اليمني ويقف في الوقت نفسه خلف عمليات تسليم المحافظات والمديريات اليمنية لميليشيات الحوثي ميدانياً، بينما يعتقد هذا التيار أن بمقدوره التهرب من مغبة تواطؤه مع الميليشيات الحوثية وتحميل التحالف العربي المسؤولية”.

 

 السعودية تتحرك لاحتواء ردات فعل الإخوان

 

في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2021م، سارع سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن إلى محاولة احتواء أي ردة فعل من إخوان اليمن حيال قرارات كان الرئيس اليمني المعزول حينها بصدد إقرارها في محاولة لإصلاح ما حدث في نهم والجوف ومأرب والبيضاء من خيانات عسكرية للإخوان.

وشنت قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح هجوما حادا على التحالف العربي، اعتبرت أن الترتيبات التي أطلقتها السعودية تستهدف عزلهم وتشكل تهديدا كبيرا لوجودهم.

واتخذت السعودية موقفا من إخوان اليمن وذلك في اعقاب تسليم مناطق استراتيجية في محافظة شبوة للحوثيين دون أي مقاومة تذكر، على اثر تفاهمات مع حاكم شبوة الإخواني حينها محمد صالح بن عديو، حيث دفعت الرياض هادي إلى القيام بتغييرات جوهرية سواء على مستوى السلطة المالية في اليمن من خلال تعيين محافظ جديد للبنك المركزي لوقف حالة الانهيار المالي، وأيضا إقالة محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو وتعيين الزعيم القبلي عوض ابن الوزير العولقي محله.

وتزامنت تلك الخطوات مع إعادة انتشار للقوات الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد أن ثبت تقاعس قيادات وألوية عسكرية تابعة لجماعة الإخوان في صد المتمردين الحوثيين في أكثر من جبهة ولاسيما في مأرب، آخر معاقل السلطة في اليمن الشمالي.

وسارع السفير السعودي لدى اليمن محمد أل جابر[14] إلى عقد لقاء بعدد من قيادات الإخوان في محاولة للطمأنة، والدفع باتجاه تنفيذ اتفاق الرياض،  الذي كان لهيمنة جماعة الإخوان على السلطة قد حالت دون استكمال تنفيذ بنود الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين السلطة بقيادة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2019.

وبدت مخاوف السعودية من إقدام الإخوان على توتير الأجواء، في محاولة لخلط الأوراق، لكن الخطوة لا تخلو من مخاطرة وقد تقود إلى عزلهم

وقال آل جابر عبر حسابه في تويتر “التقيت بقيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح” في العاصمة السعودية الرياض، وناقشنا أهمية دعم الجهود السياسية والعسكرية، وتوحيد الصف لمواجهة استمرار الميليشيات الحوثية في رفض وقف إطلاق النار، وبحثنا العمل على استكمال تنفيذ اتفاق الرياض (بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي لعام 2019) ودعم جهود الحكومة اليمنية لخدمة الشعب اليمني وتحقيق أمنه واستقراره”.

ورفض الإخوان تنفيذ بنود اتفاقية الرياض، التي نصت على مواجهة الحوثيين، وفشلت السعودية في اقناعهم بضرورة القتال ضد الاذرع الإيرانية، وهو ما دفع الرياض الى الاستعانة بقوات لا تخضع للإخوان، والتي أطلق عليها اليمن السعيد، الا ان الإخوان سارعوا الى تصفية قائدها العميد عبدالرزاق البقماء المقرب من السلطات السعودية.

وفي الـ25 من يونيو (حزيران) الماضي اغتال مسلحون[15] يعتقد أنهم ارهابيون، قائد قوات اليمن السعيد المدعومة من التحالف العربي في محافظة مأرب، المعقل الرئيس لتنظيم إخوان اليمن الموالي للنظام القطري، في أحدث عملية اغتيال سياسية على الرغم من وجود هدنة أممية، أوقفت العمليات العسكرية في مختلف الجبهات.

والبقماء، هو رجل دين سلفي، كلف مطلع العام الجاري بتأسيس قوات اليمن السعيد، التي جاءت كبديل لقوات الجيش الوطني الموالية للإخوان في مأرب، عقب رفضها قتال الحوثيين الموالين لإيران، وكان يفترض ان تكون "اليمن السعيد" قوة مماثلة لقوات العمالقة.

وجاءت عملية الاغتيال عقب يوم من اعلان وحدة مكافحة الإرهاب في عدن، عن وجود تنسيق بين الحوثيين والإخوان في تنفيذ اغتيالات طالت قيادات عسكرية برزت خلال الحروب ضد الاذرع الإيرانية في اليمن.

 

ملخص

  • يتبين ان السعودية استمرت في تمويل الاخوان على الرغم من مواقفهم الرافضة لقتال الحوثيين
  • أسس الإخوان جيشا كبيرا في مأرب لكن تبين انها قوات عبارة عن كشوفات لمرتبات تدفعه السعودية لقيادات إخوانية، دون أي جيش حقيقي.
  • تبين ان مأرب يمكن لها ان تقاتل في أي جبهة تريد، لكن لا يمكن ان تقاتل الحوثيين.
  • يظل التحالف بين الاخوان والسعودية "هشلاً"، فكل طرف يريد الحفاظ على شعر معاوية مع الأخر، وهو ما أكدت عدم وجود أي محاسبة عسكرية لحلفاء السعودية في مأرب او تعز.
  • تحتاج السعودية الى التفكير بشكل أقوى في وضع نهاية لتحالفها الهش مع الإخوان الذين من المحتمل ان يكونوا العدو المستقبلي للرياض وقد يحرضون على تقسيمها.

 

هوامش
 

[1] توكل كرمان: تدمير السعودية لليمن مخطط مسبقا ولن تفلت من العقاب - الموقع بوست

[2] توكل كرمان تتهم السعودية والإمارات باحتلال اليمن – سي ان ان 

[3] توكل كرمان: هيمنة السعودية والإمارات تستهدف ثورة اليمنيين – وكالة الأناضول التركية

[4] نشطاء يفضحون مؤامرات توكل كرمان ضد السعودية – بوابة العين الإخبارية 

[5] توكل كرمان: السعودية مسؤولة "قانونا" عن جرائم التحالف باليمن – الجند بوست

[6] توكل كرمان تدعو السعودية والإمارات إلى وقف الحصار وانهاء احتلال مطارات وموانئ اليمن - قناة بلقيس القطرية

[7] توكل كرمان: السعودية تراكم فشلها في اليمن ولن تستطيع ان تتحاور مع الحوثيين - موقع توكل كرمان الرسمي

[8] توكل كرمان: إنهاء الحرب في اليمن يتطلب ضغطاً دولياً بقيادة الولايات المتحدة - مؤسسة كارنيغي

[9] الجيش اليمني يخسر نهم ووزير الدفاع المقدشي يصف تراجع القوات بانسحاب تكتيكي - صحيفة اندبندنت السعودية

[10] الحوثيون اخترقوا اتصالات الجيش الوطني في مأرب - اندبندنت السعودية

[11] الحوثيون يقرون أن ما حصل في نهم كان بتعاون من إخوان اليمن - صحيفة اندبندنت السعودية

[12] تصعيد جديد لإخوان اليمن: هجوم على السعودية وتمهيد لحلف مع الحوثيين - صحيفة العرب

[13] عزت مصطفى: بيان الإصلاح اعتراف بإفشال مهمة الشرعية والتحالف العربي - صحيفة العرب

[14] مخاوف سعودية من إقدام الإخوان على توتير الأجواء وخلط الأوراق - صحيفة العرب

[15] "اغتيال عبدالرزاق  البقماء".. ما موقف "القيادة الرئاسي" من العمليات الإرهابية - صحيفة اليوم الثامن

إيران تنفذ إعدامات جماعية خلال احتفالات الميلاد: 22 ضحية في ثلاثة أيام


مارين لوبان: غياب الشرعية سيؤدي إلى تغيير قريب في المشهد السياسي


اليمن في اختبار صعب أمام الأخضر السعودي ضمن خليجي 26


اغتيالات أم ضربات عسكرية؟ خيارات إسرائيلية للتعامل مع تهديد الحوثيين