الأدب والفن
عازف عود منح الأمل للموسيقى العراقية المعاصرة..
يوسف عباس.. موسيقار يمزج ترحال الموسيقى العراقية بالفولكلور المصري
يعمل يوسف عباس في مشروعه الحالي بفرقة "ترحال"، على المزج بين الموسيقى العراقية والمدارس المصرية الموسيقية المتنوعة.
رغم سنه الذي لم يتعد 25 عامًا، فإن الموسيقار العراقي يوسف عباس بلغ في مشواره الفني، ما يدل على أن مشهد الموسيقى العراقية في طور التطور.
يوسف عباس موسيقار عراقي، ولد في محافظة بابل عام 1994، ودرس آلة العود في بيت العود العربي بمصر، مثل عباس العراق في مهرجانات دولية عديدة، وأسس فرقته الخاصة “ترحال”، وفي هذا الحوار يتحدث الموسيقار العراقي لـ”رؤية” عن مشواره الفني والموسيقى المعاصرة في العراق.
هل مزج بيت العود الثقافات والجنسيات العربية المختلفة؟
منذ صغره وقع عباس في حب آلة العود، التي درسها بعد ذلك في بيت العود العربي، الذي أنشأه الموسيقار العراقي نصير شمه، وعن دراسته التي بدأها في بيت العود عام 2009 يقول: “بيت العود العربي هو المكان المتميز لدراسة العود بالشكل الأكاديمي، وأهمية المكان نابعة لأن تلاميذه قادمين من شتى الثقافات والجنسيات العربية المختلفة”.
في بيت العود العربي تعلم عباس عن المدارس الموسيقية المختلفة، يوضح ذلك بقوله: “توجد عدة مدارس موسيقية عربية، تعلمت في البداية المدرسة العراقية من أستاذ نصير شمه، وعرفت المزايا والفروقات بين المدارس السودانية والشامية والتركية وغيرها”.
كيف كانت التجربة كأصغر أستاذ في بيت العود بعمر الـ14؟
جاء عباس مصر لتعلم العود عام 2009، كان عمره حينها 12 سنة، وفي عمر 14 تخرج من بيت العود، ليصبح أصغر أستاذ لآلة العود في العالم العربي، ويضيف عباس في حديثه عن تلك الفترة: “كنت أدرس في ذلك العمر الصغير، وفي الوقت نفسه أقود حفلات أوركسترا بيت العود، وبعد تخرجي صرت أستاذًا”. وقمت بتخريج 3 دفعات من بيت العود، هم حاليًا أساتذة أيضًا في بيت العود”.
خرج عباس بعد ذلك 3 دفعات من بيت العود، وتدرس تلك الدفعات حاليًا، أما هو فصار أستاذًا للموسيقى في أكاديميات الفنون بين مصر والدول العربية، وسلك مسار التأليف الموسيقي، وألّف 3 سيمفونيات واثنين كونشيرتو للعود.
كيف بدأت فكرة “ترحال”؟ ما تفاصيل أولى حفلات ترحال؟
لم يكتفِ عباس بذلك فحسب، بل أسس فرقته الخاصة “ترحال” في عام 2018، ويفسر الموسيقار العراقي سبب التسمية قائلًا: “أومن أننا كبشر نمر بمراحل عديدة في حياتنا، على اختلاف ظروفنا الشخصية، لذا فإن الفرقة معنية بتقديم مقطوعات موسيقية تتحدث عن الحالات الإنسانية التي نمر بها”.
في بداية عمر الفرقة التي تعمل على إثراء المشهد الموسيقي العراقي، ألَّف عباس في البداية مؤلفات موسيقية معاصرة، بعد ذلك ركز الشاب على إدخال المقامات العراقية مع الموسيقى التي يؤلفها، مازجًا إياها بقصائد من التراث العراقي، مثل أشعار الحلاج، وهو أحد أعمدة الشعر الصوفي، وفي يونيو الماضي قدمت الفرقة تلك المقطوعات في أولى حفلاتها أمام الجمهور المصري، بالقاهرة.
كيف مزج “ترحال” الموسيقى العراقية بالفولكلور المصري؟
تعمل “ترحال” حاليًا على مشروع آخر، بالمزج بين الموسيقى العراقية والمدارس الموسيقية المصرية المختلفة، يتحدث عازف العود الشاب عن ذلك بقوله: “في مصر توجد مدارس متنوعة، منها الغناء الفولكلوري الذي يختلف باختلاف المنطقة، فعلى سبيل المثال الموسيقى التي يمارسها سكان واحة سيوة، تختلف عن الموسيقى القادمة من صعيد مصر”، ويعكف عباس على ذلك المشروع حاليًّا لتقديم حفلة جديدة قريبًا في القاهرة.
تقديم الحفلات في مصر كانت الوجهة الأمثل بالنسبة لعباس، ففي اعتقاده عن الجمهور المصري تقبله لسماع كل الأنواع الموسيقية، ما يشير إلى ذوق فني رفيع، بالفعل لم يخيب ظن عباس، فيقول: “في الحفلة التي قدمناها، حضر أمامنا شباب لا يتجاوز سنه 21 قادمين لسماع حفلة للعود، لا تضم أي أغاني”.
الشباب العراقي أيضًا لديه ذائقة رفيعة كما يذكر عباس، ويعلق على ذلك بقوله: “رغم كل الظروف السياسية السيئة التي مرت بالعراق، لدينا شباب واعي يمتلك ذائقة رفيعة، لكن ربما يرتبط العراقيون أكثر بالكلمة أي الغناء، فيفضلونها عن الحفلات التي تحتوي على موسيقى فقط”.
كيف ترى المشهد الموسيقي العراقي خلال الفترة المقبلة؟
يؤمن عباس بأن التطور في المشهد الموسيقى العراقي موجود، لكنه لا يعني إلغاء القديم، ويرى أن الموسيقى الحقيقية الصادقة هي الباقية، والدليل على ذلك تفاعل الجمهور المصري في حفلته الأخيرة على الموسيقى التي قدمها من الفولكلور العراقي، ويقول عن ذلك: “اندهشت الفرقة من تفاعل الجمهور، الجميع كان منبهر بالتوزيعات الجديدة التي قدمناها للفولكلور العراقي”.
ويعد عباس أحد الموسيقيين الذين يغذون المشهد العراقي الحالي، ويرى إجمالًا أن الحركة الثقافية في العراق تتطور حاليًّا، وتوجد فرق موسيقية عراقية أخرى تعمل على مشاريعها الخاصة، ويُغذي المشهد العراقي الثقافي أيضًا في رأي عباس، المسارح العراقية التي تستقبل الحفلات الموسيقية بالوقت الحالي، وأبرزها مسرح الرشيد ببغداد الذي عاد مجددًا لصدارة المشهد، بعد إغلاقه عام 2003.