تحليلات
"الانتقالي الجنوبي يهاجم القوى المأفونة"..
جزيرة قطر.. الرهان على إخوان اليمن يوقعها في فضيحة السطو على الملكية الفكرية
لم يعد الحديث عن محاولة "النظام القطري" نبش صراعات الماضي في الجنوب، بقدر ما كان عن السطو الذي مارسته القناة حيال نهب أرشيف تلفزيون عدن العريق، ناهيك عن قيام الاذرع القطرية بتزوير وثائق عن المجلس الانتقالي الجنوبي، دفعت الأخير الى نفيها والتأكيد انها صادر عن القوى المأفونة التي تناصب الجنوب العداء.
وصعدت قطر من خطابها الإعلامي عبر أذرعها في اليمن تنظيم الإخوان الذي لجأ الى التزوير ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، في صورة تقول مصادر إنها كشفت حالة التخبط التي يعيشها التنظيم في اليمن، وذلك بعد افشال عملية انقلابية على السلطات الشرعية في عتق مطلع أغسطس أب الجاري.
ونشرت منصات إلكترونية إخوانية ما زعمت أنها وثائق مسربة من المجلس الانتقالي الجنوبي تبين عمله خلال عام، وقد أعتبر متحدث الرسمي للمجلس، السيد عي الكثيري، بأن تلك الأوراق مزورة.
وقال الكثيري في تصريح صحفي لصحيفة اليوم الثامن "إن موقعا اخباريا اليكترونيا تابع لجماعة الإخوان المسلمين ومعروف بتوجهاته المعادية للجنوب وقضية شعبه، نشر أوراق مزورة فبركتها مطابخ عفنة وادعت أنها سرية وصادرة عن المجلس الانتقالي الجنوبي وهذا أمر معهود احترف ذلك الموقع والقوى المأفونة التي يمثلها إنتاجه والترويج له، وهو ما يعكس حالة التخبط والهذيان التي تعيشها تلك القوى المأزومة".
ونشرت منصات إخوانية ممولة من أطراف إقليمية و"ثائق مزورة" منسوبة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بالتزامن مع تصعيد إعلامي قطر تجاه الجنوب، وقد تبين ان تلك الوثائق مزورة منذ اللحظة الأولى حيث وأنها احتوت على شعارات مركبة، تبين التزوير والتلاعب في تلك الوثائق.
قناة الجزيرة القطرية وقعت في المحظور، حيث بثت جزء من أرشيف تلفزيون عدن العريق، والذي تم الاستيلاء عليه من قبل شقيق مالك قناة السعيدة اليمنية الخاصة، المملوكة لمجموعة هائل سعيد أنعم، والتي تقول مصادر لصحيفة اليوم الثامن إن الأرشيف المتعلق بأحداث 1986م، بيع للحوثيين وقناة الجزيرة القطرية، الأمر الذي تقول مصادر
تقول مصادر لصحيفة اليوم الثامن إن "ان الأرشيف الذي حصلت عليه قناة الجزيرة القطرية يمثل انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية، حيث لم تنسب القناة الأرشيف الى تلفزيون عدن، بل زعمت انها حصلت على أرشيف سري، وهو ما نفته مصادر عايشت تلك المرحلة، أكدت أن الأرشيف الذي بثته قناة الجزيرة القطرية سبق وبثه تلفزيون عدن عقب احداث 1986م.
وحاولت صحيفة اليوم الثامن التواصل مع الهيئة الوطنية لإعلام الجنوبي، للتعليق حول عملية السطو على أرشيف تلفزيون عدن واستخدامه في اثارة صراعات الماضي في الجنوب، الا انه هاتف المصدر "ظل مغلقاً".
وتعرضت قناة ”الجزيرة“ لانتقادات واسعة من قبل ناشطين يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن بثت القناة القطرية في أحد برامجها تاريخ الخلافات والصراعات السياسية في الجنوب.
وبحسب موقع إرم نيوز فقد تضمنت الحلقة، التي عُنونت بـ“الإخوة الأعداء“، وثائق ومقابلات لشخصيات كانت مطلعة على الأحداث، بينها رئيس جنوب اليمن وقتها، علي ناصر محمد، تتحدث عن حالة الصراع السياسي على السلطة في تلك الفترة، قبل أن تتحول إلى اقتتال مناطقي وقبلي.
وأسقط البرنامج الذي يعدّه ويقدمه، اليمني جمال المليكي، المنتمي إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، الصراعات السياسية القديمة وما أدت إليه، على واقع الجنوب الذي يُعاش في الوقت الحالي.
ولمّح إلى أن ما أسماها بـ“الانقسامات الحالية“ في الجنوب، قد تفضي لتمزّق داخلي لا تضمن وحدة أراضي الجنوب، وتجعله عرضة للانقسامات، وتهدد بتكرار أحداث يناير 1986.
وسرعان ما تفاعل الجنوبيون على مواقع التواصل، موجهين اتهامات للقناة التي اعتبروها تحاول الوقيعة بين ”الجنوبيين“ انتقامًا لحزب الإصلاح الموالي للإخوان المسلمين والمتمرد على القرارات الرئاسية في اليمن.
وكتب الناشط السياسي صالح الحنشي، أن عنوان الحلقة بـ“الإخوة الأعداء“، يكشف ”النوايا الخبيثة لمن يقف خلفه، وفيه إصرار على نبش فكرة العداء والتذكير به“.
وقال في منشور على فيسبوك، استبق به موعد بثّ الحلقة، إن ما سيعرض ”مجرد مادة تاريخية، يتم فيها سرد أحداث قد مضت، ناقشوا مدى صحتها وكذبها“..
وأتبعه بمنشور آخر عقب بثّ الحلقة يقول فيه: ”برنامج سخيف، ولا شيء فيه يستحق المتابعة.. أقسم أنني ندمت أنني شاهدته.. محاولة بائسة فاشلة لإثارة الفتنة في الجنوب“.
ورأى المحلل السياسي، خالد سلمان، أن ما بثّته قناة الجزيرة، ”مجرد تجميع قصاصات ومرويات سبق لوكها على مدى عقود، وسرقة حديث البيض (الرئيس علي سالم البيض، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من العام 1986 وحتى العام 1990) من مكتبة تلفزيون عدن، وتصديرها بالحصري الخاص بالجزيرة، لا شيء جديدًا يستحق التناول في البرنامج سوى نكئ جراح الصراعات الداخلية، وتوظيفها في معركة الراهن السياسي بين الرئاسي والانتقالي والإصلاح الغاضب“.
وقال سلمان في منشور على فيسبوك، إن ”ما سيشتغل عليه إعلام الإخوان بعد التحري، أن الجنوب مفتوح على يناير أُخرى، وأن على كل صاحب ثأر أن يحمل بندقيته ويضغط على الزناد“.
وأشار الطبيب، عبيد البرّي، إلى أن البرنامج ”على الرغم من الغرض منه تشويه بالقيادة الجنوبية السابقة، إلا أن البرنامج لم يستطع إثبات تهمة المناطقية، فالذي جمع بين عبدالفتاح وعنتر ليس الضالع أو الجوف.. والذي نافر بين عنتر وعلي ناصر، ليس لأن أحدهما طوّر منطقته دون منطقة الآخر“.
وتابع البرّي في منشور له على ”فيس بوك“، أن البرنامج كشف دون إرادته، أن ”المسؤول عن إشعال الفتنة، في 13 يناير 1986، كان من خارج الجنوب. وكان هذا الأمر واضحًا جدًا من خلال ما ورد في البرنامج نفسه!“.
وقال الصحفي، ذويزن مخشف، إن برنامج ”المتحري“، لم يأتِ بأي حقائق أو اعترافات وشهادات وأحاديث عن أحداث متسلسلة عشاها الجنوب في حقبة ما بعد استقلاله، لا يعرفها الجنوبيون جيل وراء جيل“.. مشيرًا في مقال نشرته مواقع محلية، إلى أن معد ومقدم البرنامج السياسي جمال المليكي، لم يخرج بأي جديد يضاف، ”غير تأكيد الكشف عن دسائس ممول البرنامج ومالك فكرته الخبيثة التي شكلت خلال فترة إعداد البرنامج طيلة 3 سنوات، كما قال المليكي“.
وتساءل مخشف، عن أهداف البرنامج في هذا التوقيت والتطورات التي يشهدها المشهد السياسي الحالي في جنوب اليمن، منذ مواجهات شبوة، الأسبوع قبل الماضي، وتداعياتها المستمرة.
وقال إن علينا سؤال جمال المليكي: ”متى تفتح ملف حرب 1994 على الجنوب؟ وللجماعة الإسلامية التي تنتمي إليها اليد الطولى في سبق التآمر والتخطيط الدموي على شريك الوحدة منذ الوهلة الأولى لتوقيع اتفاقها.!“.
وكان الرئيس الأسبق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب)، علي ناصر محمد، قال في حوار سابق مع”إرم نيوز“، إن الجنوبيين ”استوعبوا الدرس ولا يمكن أن يعيدوا تكرار سيناريوهات الماضي التي عانوا منها ولايزالون، هذا منتهى الغباء.. والجنوبيون ليسوا أغبياء إطلاقًا“.
وأشار الرئيس ناصر في حديثه، إلى أن ”هناك من يريد أن يحبس الجنوبيين في هذا المربع لتحقيق غاياته ويغذي ويستدعي صراعات الماضي حتى لا يتفقوا ويتحدوا على رؤية ومرجعية واحدة والدخول كطرف واحد في استحقاقات الحل السياسي المرحلي أو النهائي للأزمة اليمنية“.