الأدب والفن
بمشاركة 1200 دار نشر حاضرة أو بالوكالة..
الرياض تطلق أكبر فعاليات معارض الكتاب لترسيخ عناصر الذاكرة
بزيادة مساحته هذا العام بنسبة 50 في المئة عن العام السابق يصبح معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام هو الأكبر على الإطلاق بين معارض الكتاب في تاريخ المملكة. وإضافة إلى أن المعرض يصاحبه برنامج ثقافي ثري يشمل ندوات وأمسيات تغطي مختلف قطاعات الثقافة ومجالاتها علاوة على العروض الفنية، فإن هذه الدورة تركز على مستقبل الثقافة السعودية والعربية مثمنة منجزات الماضي وتجاربه.
تتواصل فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب الذي انطلق الخميس الماضي بمشاركة 1200 دار نشر حاضرة أو بالوكالة تمثل 32 دولة من بينها تونس “ضيف الشرف” لهذه الدورة.
ويستمر المعرض الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية تحت شعار “فصول الثقافة” حتى الثامن من أكتوبر في “واجهة الرياض”، ولعل أبرز ما يميزه الفعاليات الثقافية المصاحبة، وخاصة تلك التي تريد من خلالها السعودية تكريس رؤى مستقبلية للثقافة وفي نفس الوقت ترسيخ عناصر الثقافة التراثية والتاريخية والوطنية.
في إطار الانفتاح على آخر منجزات التكنولوجيا في القطاع الثقافي أثرى جناح “موضوع” زوار معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 باستعراض منتجاته الإلكترونية المتخصصة في نشر المحتوى باللغة العربية على “الإنترنت” عن طريق الذكاء الاصطناعي وإثرائه، وتقديم خدمات بناء مواقع إلكترونية للمؤسسات والأفراد.
ويقدم الجناح مساعد الكتابة الذكي والمصحح الآلي الأول للغة العربية ” قلم” الذي يساعد المؤسسات والأفراد على كتابة النصوص العربية بأسلوب محترف خال من الأخطاء اللغوية، والمطور باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ بهدف مساعدة كتّاب المحتوى والمحررين على تقديم أفضل محتوى مصحح إملائيا ونحويا.
وتشمل خدمات “قلم” التصحيح الإملائي والنحوي واقتراحات لتحسين صياغة الكلمات وبعض الجمل، بالإضافة إلى التشكيل التلقائي، مع التحكم بكثافة التشكيل وتوثيق آيات القرآن الكريم وتدقيق علامات الترقيم.
كما نظم المعرض ندوة بعنوان “صناعة بودكاست ناجح”، قدمها الدكتور محمد قاسم وعمر الجريسي، وذلك ضمن البرنامج الثقافي.
وأكد المتحدثون أن البودكاست الصوتي قلب المعادلة، وأعاد الناس إلى التدوين الصوتي، وجمع حوله جمهورا غفيرا، وذلك لسهولة الإنشاء والمتابعة، ومشاركة المعلومات وإطلاق الصوت، والوصول والتداول دون انتظار المنصات الرسمية.
وتناول المتحدثون، مراحل صناعة البودكاست وطريقة بناء محتوى جاذب ومُتابع، كما تطرقوا إلى أبرز العقبات والتحديات التي تواجه صناع البودكاست، وعوامل انتشاره، وآلية تحديد نوع المنصة المناسبة، وأهمية التسويق وفعاليته في إيصال البودكاست إلى المجتمع، والعوائد المالية التي يحققها من خلال تقديم الخدمات وبناء علامات لجذب الرعايات .
وأوضح المتحدثون أن البودكاست ينقسم إلى قسمين: معلوماتي وحواري، وكل نوع منهما يتطلب طريقة مختلفة عن الأخرى في الإعداد والإخراج والتقديم، ويمكن اختيار المحتوى المناسب من خلال الجمهور، مشيرين إلى أن مكامن قوة البودكاست تكمن في إثارة الأسئلة التي يتطلع المشاهد إلى الإجابة عليها، وكثرة القراءة والاطلاع، وتنوع الأساليب، وأن يحتوي البودكاست على القصة ذات الأثر والتغيير الإيجابي.
تشارك جامعة الملك سعود ممثلة بعمادة شؤون المكتبات بجناح في معرض الرياض، مقدمة لمحة عن أهم التجارب الثقافية في السعودية.
يستقبل جناح الجامعة والمكتبات الفردية زواره بنماذج من كتب خاصة للمكتبات الفردية لمسؤولين ومثقفين سعوديون أبرزهم الراحلون علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، والعلامة خيرالدين الزركلي، والأكاديمي عبدالعزيز الخويطر، حيث تقوم جامعة الملك سعود ممثلة بعمادة شؤون المكتبات بحفظها والعناية بها وإتاحتها للباحثين والباحثات في مبنى مكتبة الملك سلمان المركزية بالجامعة.
وتغطي تلك المكتبات – إضافة إلى عشر مكتبات أخرى فردية وخاصة – شخصيات ثقافية وأدبية سعودية في مختلف العلوم والفنون والتخصصات، موثقة بذلك مراحل تطور الحركة الثقافية والعلمية في المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم.
ولم تغب القهوة السعودية عن ذاكرة زوار معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث استمتع زوار المعرض ورواده بمذاق القهوة الأصيلة، كثقافة كرم وضيافة وأصالة سعودية.
وتحتفي وزارة الثقافة بتقديم القهوة السعودية بالتزامن مع عام القهوة السعودية 2022، من خلال بوابات الدخول والممرات لضيوف المعرض وزواره، إضافة إلى مشاركة الأسر المنتجة من خلال الأماكن المخصصة التي تقدم الدلة والتمر وجلسات خارجية للاستمتاع بهذه الأجواء الثقافية الملهمة.
وعبرت المواطنة فاطمة النجار وزميلتها مي خبيتي عن سعادتها بإتاحة الفرصة للمشاركة في الحدث الثقافي الدولي، حيث استهلمتا فكرته من الاحتفاء بعام القهوة السعودية 2022، من خلال تقديم مذاق القهوة السعودية في “دلة مهيلة” وصحن التمر والطحينة، وبعض الحلويات، وقد أشادتا بالتنظيم والتنسيق والدعم من وزارة الثقافة عبر توفير الأماكن المخصصة للفعاليات المصاحبة للمعرض، والدعم للشباب والفتيات السعوديين المشاركين في هذه الفعالية.
كما تشارك “سينما الحوش” في معرض الرياض الدولي للكتاب ببرنامج ثقافي سينمائي بعنوان “مستوحى من الأدب”، لينسجم مع أجواء معرض الكتاب، بعشرة عروض لأفلام مقتبسة من روايات وأعمال أدبية عربية وعالمية.
وتضم قائمة العروض أفلاما لروائيين عرب وعالميين مخضرمين، مثل ألبيروتو مورافيا، وإحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي، وآخرين معاصرين، مثل جي كي رولينغ، وأحمد مراد، ومحمد صادق.
كما تضم قائمة العروض عرضا أول في السعودية لفيلم “مجنون ليلى” للمخرج التونسي الراحل الطيب الوحيشي، من إنتاج 1989.
وتابع الجمهور الجزء الثاني من فيلم “الفيل الأزرق” عن رواية أحمد مراد، تلاه فيلم “العراب” لماريو باز في الثاني من أكتوبر، وفي 3 أكتوبر يشاهد الجمهور رواية “رد قلبي” ليوسف السباعي، أما في الرابع من نفس الشهر فيعرض فيلم “زد”، وفي الخامس يقدم المعرض فيلم “لا تطفئ الشمس” لفاتن حمامة، عن رواية إحسان عبدالقدوس.