الاقتصاد
"يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى نحو مليار متر مكعب في اليوم"..
دبلوماسية الخليج أمام الحرب الأوكرانية الروسية.. غاز قطر هل سيخفف برد الشتاء الأوروبي
لقد تباينت المواقف الخليجية في الازمة الأوكرانية الروسية فبينما السعودية انتهجت منهج الصمت من الحرب وكذلك اصدار عدد من القرارات التي لا تصب في مصلحة القرب ومن ضمنها ارتفاع أسعار الطاقة من قبل منظمة أوبك بالإضافة الى مد علاقاتها مع روسيا بينما دولة الامارات التي تسيس علاقاتها الخارجية سياسة متزنة وتمسك العصا من الوسط وتسعى الى تقريب وجهات نظر المتصارعين الكبار وهو ما دأبت عليه دولة الامارات العربية المتحدة وقد أعلنت الإمارات، أن رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء في العاصمة موسكو.
وجاء ذلك بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية، ليكون ابن زايد أول زعيم عربي يزور روسيا منذ اندلاع الحرب مع أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وأفادت الوكالة بأن "رئيس الإمارات سيقوم الثلاثاء بزيارة إلى روسيا يلتقي خلالها بوتين".
وأضافت أنه "يبحث خلال الزيارة مع بوتين علاقات الصداقة بين الدولتين، وعدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محلّ الاهتمام المشترك". وتعد زيارة رئيس الإمارات إلى روسيا الثالثة خارجيا منذ توليه منصبه في 14 مايو/أيار الماضي بعد فرنسا في يوليو/تموز وسلطنة عمان سبتمبر/أيلول.
وتدعو أبو ظبي عادةً إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد والالتزام بالسبل الدبلوماسية والحوار لتسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا، وفق مراقبين.
ومن جانب اخر دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الإثنين، روسيا وأوكرانيا إلى ضبط النفس وحل الخلاف عبر الحوار والدبلوماسية وعدم اتخاذ ما يؤدي للتصعيد.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أمير قطر مع الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، بحسب بيان للديوان الأميري. وبحسب البيان، جرت خلال الاتصال "مناقشة آخر المستجدات على الساحة الأوكرانية، خاصةً ما يتعلق بالأزمة مع روسيا".
وجدد الأمير تميم دعوة "جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحل الخلاف عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية".
وأكد ضرورة "عدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد كما جدّد موقف قطر "الداعي إلى ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دولياً".
وشدد على دعوة قطر إلى "الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية".
وهذا الاتصال هو الرابع بين الأمير تميم وزيلينسكي منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أواخر فبراير/شباط الماضي.
وتدعو الدوحة إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد والالتزام بالسبل الدبلوماسية لتسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا، فيما تؤكد على احترام سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دوليا.
- قطر أكبر الدول الخليجية المصدرة للغاز الى اروبا
رغم امتلاك دول الخليج لاحتياطات هامة من الغاز الطبيعي، إلا أن قدراتها التصديرية محدودة باستثناء قطر، بينما تكافح أوروبا للحصول على حصة أكبر قبيل الشتاء.وتتباين قدرات كل بلد من بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، والإنتاج والقدرة على التصدير.
1ـ قطر.. قدرات هائلة والأولوية لآسياء
قطر ليست فقط أكبر مصدر للغاز في الوطن العربي، بل تملك أيضا ثالث أكبر احتياطي في العالم بعد كل من روسيا وإيران.
يبلغ الاحتياطي القطري من الغاز الطبيعي 842.62 ترليون قدم مكعب، أي ما يعادل أكثر من 5 أضعاف الاحتياطي الجزائري، وأكثر من 13 ضعفا الاحتياطي المصري.
وتعتبر قطر الدولة الخليجية الوحيدة التي بإمكانها ضخ كميات أكبر من الغاز إلى أوروبا، حيث ارتفعت كميات الغاز المصدرة إلى أوروبا بأكثر من 65 بالمئة ما بين يناير/كانون الثاني 2022 ويناير 2021.
وتعتبر بريطانيا وإيطاليا أكبر زبائن قطر الأوروبيين، وصدرت لهما أكثر من 408 آلاف طن و340 ألف طن على التوالي.
لكن هذه الكميات غير كافية، بحسب صحيفة دير شبيغل الألمانية، فبينما يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى نحو مليار متر مكعب في اليوم، لا تتجاوز قدرات قطر 60 ألف متر مكعب في اليوم.
2ـ السعودية.. اللحاق بالمصدرين عبر الغاز الصخري
إحدى المفارقات بين دول الخليج، تتمثل في امتلاك السعودية احتياطات كبيرة تبلغ 333 ترليون قدم مكعب (يشمل احتياطات المنطقة المحايدة)، وحتى الإنتاج يفوق ما تنتجه الجزائر ومصر ونيجيريا بحجم يصل إلى 117.3 مليار متر مكعب في عام 2021، ورغم ذلك لا تصدر السعودية الغاز لكنها لا تستورده أيضا
فالسعودية تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث احتياطي الغاز والثامنة عالميا، كما أنها السادسة عالميا من حيث الإنتاج، ومع ذلك ليست رقما كبيرا في سوق الغاز العالمي، ولا تملك فوائض يمكنها نجدة أوروبا في الشتاء المقبل.
3- الامارات ومفارقات الاستيراد
قصة الإمارات مختلفة قليلا عن السعودية إلا أنها لا تخلو من مفارقات، فاحتياطاتها من الغاز تقدر بـ272.83 ترليون قدم مكعب احتياطي، أي أنها أكبر من احتياطات الجزائر ومصر مجتمعتين.
ومع ذلك أنتجت الإمارات 57 مليار متر مكعب في عام 2021، وفق موقع "الطاقة". وهذه الكمية ليست بالقليلة، وتفوق إنتاج ليبيا، البلد المصدر للغاز، بأكثر من أربعة أضعاف، إلا أنها لا تغطي الاستهلاك. واستوردت الإمارات في عام 2021، نحو 1.7 مليار متر مكعب، مقارنة بـ 1.6 مليار متر مكعب في 2020، بينما بلغت ذروة استيراد البلاد للغاز في عام 2016، عندما وصلت إلى 4.2 مليار متر مكعب.
4ـ سلطنة عمان.. الغاز القطري حولها إلى مُصدرة
احتياطات سلطنة عمان من الغاز الطبيعي ليست كبيرة مثل قطر والسعودية والإمارات، إلا أنها ليست صغيرة في نفس الوقت ، حيث بلغت احتياطاتها 23 ترليون قدم مكعب نهاية عام 1202، وهي أقل بقليل من احتياطات حقل السلحفاة/ أحميم، المشترك بين موريتانيا والسنغال.
كما أن إنتاج السلطنة متوسط الحجم، وبلغ 41.8 مليار متر مكعب 2020، إلا أنه لا يغطي استهلاكها من الغاز، البالغ 46.5 مليار متر مكعب في نفس العام، ما يضطرها للاستيراد، لتغطية العجز.
5ـ الكويت.. أكبر مستورد
احتياطات الكويت من الغاز تعادل احتياطات مصر (63 ترليون قدم مكعب احتياطي)، وعدد سكانها أقل من الأخيرة بأكثر من 22 مرة، ومع ذلك فإنها تلجأ إلى استيراده.
حيث تعتمد الكويت بشكل رئيسي على النفط في إنتاج الكهرباء، وأهملت لعقود استغلال الغاز، ومع ذلك أنتجت 17.4 مليار متر مكعب في 2017
ووفق أحدث بيانات "بي بي" البريطانية، فإن الكويت استوردت في 2021، نحو 7.7 مليار متر مكعب، ما يجعلها أكبر دولة خليجية من حيث كمية استيراد الغاز.
6ـ البحرين.. احتياطي أقل
تبلغ احتياطات البحرين المؤكدة وفق "بي بي"، 2.3 ترليون قدم مكعبة حتى نهاية 2020، وبالتالي فهي أقل الدول الخليجية من حيث احتياطات الغاز.
ولا تكفي هذه الكميات استهلاك البلاد من الغاز، خاصة مع تراجع إنتاج حقولها، ما يضطرها إلى استيراد الغاز المسال.
وبالمحصلة يتبين أن الدولة الخليجية الوحيدة التي بإمكانها زيادة صادراتها نحو الاتحاد الأوروبي، هي قطر، لكن معظم صادراتها موجهة إلى آسيا رغم زيادة إمداداتها إلى أوروبا.