أنشطة وقضايا
إلزامية وضع الحجاب..
الاحتجاجات الإيرانية تطالب محاسبة المسؤولين عن وفاة أميني.. إلى أين؟
الاحتجاجات امتدت إلى 31 إقليما إيرانيا، وشاركت فيها جميع طبقات المجتمع، بما في ذلك الأقليات العرقية والدينية
تناول رئيس المجلس الأمريكي الدولي مجيد رفيع زاده ما يمكن أن تؤول إليه التظاهرات الإيرانية المستمرة منذ أكثر من شهر، قائلاً إنه لا يمكن للاحتجاجات على أي قضية، إلا أن تتحول إلى تعبير عن رغبة شعبية في تغيير النظام إذا ما استمرت لمدة أطول، وحققت توسعاً جغرافياً كافياً أو امتلكت جرأة أكبر بطريقة من الطرق.
ثمة تقارير تفيد بأن بعض قوات الأمن تتحدى الأوامر المباشرة بإطلاق النار على المواطنين وعدم إبداء "تعاطف غير ضروري" مع المحتجين
وذكر في مقال بمجلة "ناشيونال إنترست" بـ"أننا شهدنا هذا مرات عدة منذ 2017، عندما ركز احتجاج في مشهد على سوء الظروف الاقتصادية، لكنه سرعان ما امتد إلى أكثر من مئة مدينة وبلدة، وتم اعتباره رسالة استفزاز موجهة ضد الحكومة، بعد رفعه شعارات مثل الموت للديكتاتور".
وتردد هذا الشعار مراراً في عشرات الانتفاضات التي اندلعت في السنوات الخمس الماضية، وكذلك في تظاهرات على نطاق أضيق. وبدا الاستياء الاقتصادي المحفز الرئيسي مجدداً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، عندما تسببت زيادة في أسعار البنزين إلى قيام تظاهرات عفوية في نحو 200 مدينة وبلدة.
وردت السلطات بقمع استثنائي، مما أسفر عن مقتل 1500 شخص خلال بضعة أيام فقط. لكن تظاهرات جديدة نُظمت في عشرات المحافظات بعد شهرين فقط، ولم يكتف المشاركون فيها بترداد الدعوات إلى تغيير النظام، وإنما جرى التصويب أيضاً بشكل مباشر على الحرس الثوري، الذي كان المشارك الأساسي في القتل.
والشهر الماضي، لم تندلع الانتفاضة بسبب الاستياء من الوضع الاقتصادي، وإنما من جنازة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) التي قتلت على أيدي "شرطة الأخلاق" في طهران. ودخلت أميني في غيبوبة في 13 سبتمبر(أيلول) بعدما تم احتجازها من أجل إعادة تثقيفها لأنها وفق السلطات كانت تضع الحجاب في شكل غير لائق.
وطالبت الاحتجاجات التي خرجت عقب ذلك بمحاسبة المسؤولين عن وفاة أميني مع التنديد بإلزامية وضع الحجاب، التي طرأ عليها تشدد العام الماضي في ظل قيادة الرئيس إبراهيم رئيسي. ولم يطل الأمر حتى بدأت تتردد شعارات "الموت للديكتاتور" في المدن الرئيسية وفي كل منطقة من طهران، بما فيها تلك التي كانت محسوبة على القيادة الدينية.
تشويه صور المرشد
وبعد مرور أكثر من شهر على التظاهرات، بدا أن رسائل الدعم لتغيير النظام أكثر ظهوراً منذ تفجر الاحتجاجات. ومؤخراً، التقطت تلميذات في مدارس ثانوية تسجيلات لأنفسهن وهن يقمن بتشويه صور المرشد الأعلى علي خامنئي وسلفه الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية. وإلى جانب شعار "الموت للديكتاتور"، ترددت شعارات "لا نريد الجمهورية الإسلامية" و"الموت للظالمين، سواء الشاه أو المرشد (خامنئي)". وعلاوة على ذلك، لقيت هذه الدعوات تأييداً واسعاً من قبل مجموعة واسعة من الفئات الديموغرافية والاجتماعية.
والأسبوع الماضي، نُظمت إضرابات داخل قطاع النفط، تعبيراً عن التضامن مع الانتفاضة وللضغط على قوات الأمن كي تتوقف عن قمعها العنيف. وحتى الآن، أسفر القمع عن مقتل أكثر من 200 شخص.
قوى الأمن تتحدى الأوامر
وثمة تقارير تفيد بأن بعض قوات الأمن تتحدى الأوامر المباشرة بإطلاق النار على المواطنين وعدم إبداء "تعاطف غير ضروري" مع المحتجين على حد تعبير رئيس السلطة القضائية. وقد ساهم وجود أعداد كبيرة من الناشطات بين المتظاهرين في الوصول إلى هذا الوضع.
ومع التهديد الذي يشكله عمال النفط للاقتصاد الهش، سيكون من الصعب على نحوٍ متزايدٍ بالنسبة إلى المراقبين الأجانب أن ينكروا أن هذه الانتفاضة يمكن أن تؤدي إلى ثورة جديدة، وإلى الانتقال المرتجى منذ وقت طويل من حكم الملالي إلى ديموقراطية حقيقية يؤيدها معظم الإيرانيين منذ أيام الشاه.
ويتعين على الديموقراطيات الغربية الذهاب أبعد من التنديد فقط بالقمع، وأن تعمد إلى فرض عقوبات على مسؤولين معينين في النظام، في خطوة ضرورية لكن غير كافية. وعوض ذلك، يتعين على القادة الغربيين المسارعة إلى الاعتراف علناً بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة والإطاحة بحكم رجال الدين.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد عن «قلق عميق» بشأن العلاقات العسكرية الإيرانية مع روسيا خلال مكالمة هاتفية، اليوم (الخميس)، مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.
وجاء في بيان صادر عن مكتب لبيد أنه تم خلال المكالمة التي جرت مساءً «اطلاعه على آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، وأكد أن إسرائيل تقف إلى جانب الشعب الأوكراني».
وأضاف البيان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد «قلقه العميق حيال العلاقات العسكرية بين إيران وروسيا»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب مسؤول إسرائيلي، تحدث لوكالة الفرنسية، وطلب عدم كشف اسمه، يشير تصريح لبيد إلى نقل مفترض لطائرات مسيّرة إيرانية إلى روسيا.
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه جمع «أدلة» تظهر أن الطائرات المسيّرة التي استخدمتها روسيا في حربها في أوكرانيا زودتها بها إيران، وفرضت عقوبات على كيان وأفراد إيرانيين ونفت روسيا وإيران بشدة، أمس (الأربعاء)، في الأمم المتحدة هذا الاتهام.
والأربعاء أيضاً، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن إسرائيل لن تزود أوكرانيا بالسلاح، بعد تحذير موسكو من إمداد كييف بأسلحة إسرائيلية. وقال: «سياستنا تجاه أوكرانيا لن تتغير... سنواصل دعم الغرب والوقوف بجانبه، ولن نقدم أنظمة أسلحة».
ودعت أوكرانيا إسرائيل سابقاً إلى دعمها ضد روسيا التي تقيم معها الدولة العبرية علاقات وثيقة.
وحصرت السلطات الإسرائيلية حتى الآن تعاونها مع أوكرانيا في المساعدات الإنسانية وشحنات معدات غير فتاكة من أجل الحفاظ على العلاقات مع موسكو.
كما باتت إسرائيل ملاذاً لمنتقدي الكرملين، وانتقل إليها أيضاً مشاهير روس منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط).