أنشطة وقضايا
ملف إيران..
مريم رجوي تطالب بتحرك مجلس الأمن وطهران تتهم واشنطن باستغلال الاحتجاجات
قتل الأطفال وطلاب المدارس من قبل نظام الملالي انتهاك صارخ للقوانين والمعاهدات الدولية
تحيّي لجنة المرأة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الطلبة الشهداء، أمثال نيكا شاكرمي، سارينا إسماعيل زاده، إسراء بناهي، زكريا خيال، سياوش محمودي، أمين معرفي، أبو الفضل آدينه زاده، محمد رخشاني، 12 عاما، وتدين بقوة الهجمات الوحشية لنظام الملالي على المدارس والطلاب وقتل العشرات من الأطفال والمراهقين دون سن 18 عامًا، وتدعو جميع المواطنين، وخاصة النساء والفتيات الشجعان في إيران، إلى مواجهة هذه الأعمال اللاإنسانية.
إن هذا النظام الذي اصيب بالذعر بشدة من المشاركة النشطة للطلاب في انتفاضة الشعب ضد نظام الملالي القامع للمرأة، بشعار الموت للديكتاتور، ينتهك جميع القوانين والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الأطفال والمراهقين.
الهجوم على ثانوية “شاهد” للبنات في مدينة أردبيل هو مثال على الجرائم الوحشية التي يرتكبها هذا النظام ضد الأطفال والطلاب. هاجمت القوات القمعية في طهران وبعض المدن المدارس بالغاز المسيل للدموع. وفي بعض الحالات دخل شبيحة النظام المدارس بشاحنات صغيرة بدون لوحات وسيارات مصفحة لقمع الطلاب واعتقالهم، واعتقلوا بعض مديري المدارس الذين رفضوا التعاون مع القوات القمعية.
وأكدت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية في ما يتعلق بقمع الأطفال: قتل الأطفال واقتحام المدارس وإطلاق النار على الطلاب حيث يجري في عموم إيران من قبل جلاوزة خامنئي يعد جريمة يجب على مجلس الأمن الدولي أن يتحرك لوقفها فورا. إذا ما تم اتخاذ الصمت تجاه القتل المنهجي للأطفال في القرن الحادي والعشرين فماذا إذن ستبقى من حقوق الإنسان؟
تدعو لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة إلى تحرك وتدخل دوليين فوريين للإفراج عن الأطفال والطلاب المعتقلين.
وطالبت الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية مريم رجوي المجتمع الدولي والحكومات الغربية القيام بواجبهما تجاه انتفاضة الشعب الايراني التي تحقق انتصارات يومية رغم قمع نظام الملالي.
وقالت في رسالة وجهتها عبر الانترنت الى اجتماع الكونغرس الامريكي ان على العالم الاعتراف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن النفس في مواجهة القمع الوحشي وتمكين الايرانيين من الوصول إلى الإنترنت الحرّ.
وحثت الدول الغربية على الوقوف الى جانب الشعب الإيراني ورغبته في التغيير الديمقراطي، والتسليم بقرب التغيير في ايران، مشددة على ان بوادره تلوح في الأفق أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا السياق اشارت الى مطالب الايرانيين التي تظهر في هتافات الموت للديكتاتور والموت لخامنئي والتي تعني إنهم يريدون إسقاط النظام بكامل أركانه.
وذكرت انه في غضون 5 أسابيع ورغم قتل أكثر من 400 شخص من المنتفضین واعتقال أكثر من 20 ألف منهم وقتل ما بین 30 إلی 40 سجينا أعزل على الأقل في سجن إيفين بسبب دعمهم للانتفاضة ، لم يتمكن النظام من إيقاف الاحتجاجات، مشيرة الى تصدع جدار الخوف في المجتمع الايراني.
وتوقفت رجوي في رسالتها عند وقائع الأسابيع الخمسة الماضية، ولاسيما الروح النضالية لدى جيل الشباب، ووجود وحدات المقاومة في عموم البلاد، والدعم الشعبي الذي يؤكد الدخول الى مرحلة جديدة.
واشارت الى جذور الاحتجاجات المتمثلة بمقاومة القمع السياسي والاجتماعي والأزمات الاقتصادية على مدى العقود الاربعة الماضية، وانبثاق الانتفاضة من تضحيات الذين ناضلوا ضد هذا النظام، مشددة على وجود مقاومة منظّمة في طلیعة نضال الشعب.
وافادت بان استمرار الانتفاضة يستند الى تنظيم وحدات المقاومة ونشاطاتها في الشارع، ومن سماتها حضور نشط لطلاب وطالبات الجامعات والمدارس، مشيرة لاعتراف النظام مرارًا وتكرارًا بالدور القيادي لأعضاء وحدات المقاومة وتهدیده لهذه الوحدات.
ولدى توقفها عند خلفيات الاحتجاجات اشارت رجوي في رسالتها الى عجز نظام الملالي عن تلبية المطالب الاساسية للشعب الايراني.
وعن دور النساء في الانتفاضة قالت رجوي ان مطلبهن الوحيد والأساس هو تغيير النظام لنيل حقوقهن مشيرة الى قتل عدد غیر قلیل من النساء الشابات بعد مقتل مهسا اميني .
وحددت الخطوات اللاحقة لانهيار نظام الملالي بقيام حكومة مؤقتة تتولي شؤون البلاد وتجري انتخابات للمجلس التأسيسي في مدة لا تتجاوز 6 أشهر، واختيار المجلس حكومة مؤقتة جديدة، يشرف على أدائها، ويتولى بصياغة الدستور للجمهورية الجديدة.
وفي هذا السياق اشارت الى مشروع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ـ باعتباره بديل النظام ـ الذي ينص على نقل السلطة في فترة انتقالية قصيرة جدا إلى الشعب من خلال إجراء انتخابات حرة.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، يوم السبت، أن الولايات المتحدة تضغط على بلاده بدعم الاحتجاجات في أعقاب وفاة مهسا أميني؛ لانتزاع تنازلات في الملف النووي، مؤكداً أن بلاده لا تزال تتلقى رسائل أميركية بشأن المباحثات النووية.
وقال عبد اللهيان: «يواصل الأميركيون تبادل الرسائل معنا، إلا أنهم يحاولون إذكاء نيران ما يحصل هذه الأيام في إيران»، وذلك في تصريحات خلال زيارة يقوم بها لأرمينيا، وزعتها الوزارة في طهران.
وتابع وزير الخارجية الإيراني: «أعتقد أنهم يتطلعون إلى ممارسة ضغوط سياسية ونفسية، ويريدون كسب التنازلات في المفاوضات»، مشدداً على أن طهران «لن تقدّم أي تنازلات للجانب الأميركي. نتحرك في إطار المنطق وإطار الاتفاق الذي يحترم الخطوط الحمر» لإيران. وأشار عبد اللهيان إلى «تناقضات بين كلام الأميركيين وسلوكهم»، مشدداً على أن «تقييمنا من رسالة الجانب الأميركي أن التوصل إلى اتفاق هو من أولوياتهم، وهم مستعجلون لذلك».
وأدت حملة قمع الاحتجاجات، التي تعدّ الأوسع منذ الاحتجاجات التي شهدتها إيران في عام 2019 على ارتفاع أسعار الوقود، إلى مقتل 122 شخصاً على الأقل من بينهم أطفال، وفق منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ في أوسلو مقرّاً. وتتقدم الشابات الإيرانيات الحركة الاحتجاجية، من دون أن يضع عدد كبير منهن الحجاب، ويردّدن هتافات مناهضة للسلطة، كما يتواجهن مع القوات الأمنية.
ودعا ناشطون إلى تظاهرات جديدة يوم السبت، وهو اليوم الأول من الأسبوع في إيران، لكن من الصعب تقييم حجم هذه التحرّكات بسبب القيود التي تفرضها السلطات على الوصول إلى الإنترنت.وقالت الناشطة أتينا دائمي، في رسالة عبر «تويتر» مرفقة بصورة امرأة من دون حجاب ترفع قبضتها، «سنكون معاً من أجل الحرية».
ووفق قناة «1500 تصوير»، فقد «نُفّذت إضرابات في مدن من بينها سنندج وبوكان وسقز»، وهذه الأخيرة مسقط رأس مهسا أميني.
وأشارت منظمة «هينغاو» الحقوقية إلى إضراب للتجار في بوكان، شمال شرقي إيران، وسنندج وسقز في الشمال الغربي، وأيضاً في مريوان في الغرب.
وأعلنت «مؤسسة جورج كلوني» أنها تدعم المتظاهرين، فيما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: «لن نتوقف... ولدينا ضباط وجنود لإجهاض العقوبات والالتفاف عليها». كما قال نائب الشؤون الأمنية لوزير الداخلية إن «الاحتجاجات في مراحلها الأخيرة».
وأعلن أيضاً قائد «منظمة الدفاع السلبي» أن تطبيقي «واتساب» و«إنستغرام» يشكلان تهديداً أمنياً على إيران. أما القضاء، فقد قام برفع دعوى ضد الولايات المتحدة لـ«دورها المباشر» في الاحتجاجات.
وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن خادم البريد الإلكتروني التابع لإحدى شركاتها الفرعية تم اختراقه من دولة أجنبية، مما أدى إلى نشر بعض الرسائل الإلكترونية على الإنترنت.
ووفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء، فقد قالت إدارة الدبلوماسية العامة والمعلومات في منظمة الطاقة الذرية: «تم اتخاذ هذه الخطوة بهدف جذب انتباه الرأي العام».
وتظاهر آلاف الأشخاص يوم السبت، في برلين، لإبداء تضامنهم مع الاحتجاجات في إيران. وأفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن مجموعة كبيرة من الأفراد الوافدين من أنحاء متفرقة من أوروبا تجمهروا عند عمود النصر في برلين. ووفقاً لتقديرات الشرطة الأولية، شارك نحو 37 ألف شخص في المظاهرة وتوافدت الحشود من جميع الاتجاهات إلى المظاهرة.
من جهة أخرى، اتهم الحرس الثوري الإيراني رجل دين سنياً بالتحريض ضد الدولة الإيرانية، وحذره من أن ذلك قد يكلفه ثمناً باهظاً بعد أن قال رجل الدين إن مسؤولين يتحملون المسؤولية عن مقتل العشرات في مدينة زاهدان الشهر الماضي. وقال مولاي عبد الحميد رجل الدين السني البارز في زاهدان خلال خطبة الجمعة، إن مسؤولين من بينهم المرشد الإيراني علي خامنئي يتحملون مسؤولية أمام الله عن القتلى الذين سقطوا يوم 30 سبتمبر. وأفاد بيان مقتضب على موقع «سباه نيوز» الإخباري الرسمي لـ«الحرس الثوري»: «السيد عبد الحميد، تشجيع الشباب وتحريضهم... قد يكلفك ثمناً باهظاً! هذا هو التحذير الأخير!».
وشكلت الاحتجاجات الحالية أحد أكثر التحديات جرأة التي تواجه السلطات الإيرانية منذ عام 1979. وعلى الرغم من أن الاحتجاجات لا تبدو على وشك الإطاحة بالحكومة، فقد اجتاحت الاضطرابات البلاد بأكملها، بما في ذلك المناطق التي تضم أقليات عرقية لديها مظالم طويلة الأمد لدى الحكومة.