الرياضة
تغييرات جوهرية..
كأس العالم في قطر 2022.. كيف لطخ الغسيل الرياضي صورة كرة القدم؟
تبدأ وكالة بي بي سي جولتها الصحافية اليومية من افتتاحية الغارديان، بعنوان "رأي الغارديان في كأس العالم في قطر: الغسيل الرياضي يلطخ صورة كرة القدم".
وتقول الصحيفة إنه وإذا كان الغسيل الرياضي مفهوماً جديداً في يوم من الأيام، فإنه يبدو أنه أصبح الآن معياراً للأحداث الدولية الكبرى.
وتشير الى أنه يبدو أن مسابقة كأس العالم، التي ستنطلق يوم الأحد المقبل، قد فعلت الكثير لتشويه صورة كرة القدم أكثر من تحسين صورة قطر.
وتضيف الصحيفة أن الكثير من مشجعي كرة القدم وكذلك نشطاء حقوق الإنسان اشتكوا من أن "الأمر يبدو وكأنه ترنيمة قذرة للمال والسلطة أكثر من كونه احتفالًا بهيجاً باللعبة".
وتعتبر الغارديان أن "القرار الصادم" بمنح قطر المسابقة "كان مثيراً للجدل حتى في عام 2010". ولكن مع الكشف عن معاملة العمال المهاجرين وتسليط الضوء على قوانينها المناهضة للمثليين، تصاعد القلق.
وأشارت إلى أنه في الأسبوع الماضي، وصف أحد سفراء قطر لكأس العالم المثلية الجنسية بأنها "ضرر في العقل"، وقال سيب بلاتر، الرئيس السابق للفيفا، إن قطر كانت اختياراً سيئاً كمضيف (وذلك فقط لأنها "دولة صغيرة جداً").
ويقول المدافعون عن القرار إن الأحداث البارزة يمكن أن تكون وسيلة لتحسين حقوق الإنسان. إلا أنه في حالة قطر، كان هناك تقدم متواضع، بما في ذلك حد أدنى (منخفض للغاية) للأجور، بحسب الصحيفة التي تقول أيضاً إن هناك شكوكا فيما إذا كانت المكاسب الصغيرة ستستمر.
وتعتبر الغارديان أن "جزءاً من المشكلة هو أن الدول الثرية والقمعية يبدو أنها تشعر أن لديها أكبر مكاسب من استضافة مثل هذه الأحداث". وتقول إنه "لا يخفى على أحد أن المملكة العربية السعودية، التي ستستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 في قلب الصحراء، مصممة على الفوز بدورة الألعاب الأولمبية".
وتضيف أن الأنظمة التي تسعى إلى المجد استعانت بنجوم الرياضة، من ديفيد بيكهام إلى بيب غوارديولا، والمؤسسات الدولية التي توظف خطاباً عالي المستوى حول التميز الرياضي والصداقة العالمية بينما تحصل على مبالغ كبيرة.
وتقول الصحيفة إنه "لطالما طالت مزاعم الفساد اللجنة الأولمبية الدولية. فيما تورط أو تم التحقيق مع 16 من أصل 22 عضواً لهم حق التصويت في اللجنة التنفيذية للفيفا التي سلمت تنظيم كأس العالم إلى قطر في مزاعم فساد أو ممارسات سيئة".
واعتبرت الغارديان أن محاولات صرف الانتباه عن النقد تجعله يبدو أسوأ. وقد أبلغ الفيفا المنتخبات الوطنية أن مهمته ليست "توزيع الدروس الأخلاقية" وأنه لا ينبغي "جر اللعبة إلى كل معركة أيديولوجية أو سياسية".
وكان الرد من 10 اتحادات أوروبية لكرة القدم، بأن "حقوق الإنسان عالمية وتطبق في كل مكان". كما حثوا الفيفا على الوفاء بوعدين لم يتم الوفاء بهما بعد: صندوق تعويضات ومركز للعمال المهاجرين. وسيرتدي العديد من قادة المنتخبات شارات قوس قزح لدعم حملة "حب واحد" OneLove المناهضة للتمييز.
وتقول الغارديان أن التحدي الذي يمثله الغسيل الرياضي لن تتم معالجته حقاً ما لم تخضع الهيئات الحاكمة الدولية لتغييرات جوهرية. وعلى الرغم من أن الأخيرة تظهر القليل من الدلائل على أخذ ذلك بعين الاعتبار، إلا أن مسابقة كأس العالم هذا العام تشير إلى أن "بعض الاتحادات الوطنية ربما بدأت أخيراً في التفكير بشكل مختلف". إذ أصبح بعض اللاعبين والمسؤولين يدركون على الأقل أن "على كرة القدم أن ترفع معاييرها".
السعودية في مؤتمر المناخ
ننتقل إلى الفاينانشال تايمز وتقرير لمراسلتها كاميلا هودجسن بعنوان: "المملكة العربية السعودية تتشجع في قمة المناخ حيث أن الطلب على الطاقة يكشف النفاق".
وقالت بي بي سي إن السعودية وصلت إلى قمة المناخ قوية بفعل الطلب المتجدد على الوقود الأحفوري من مصادر غير روسيا بعد غزو فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، لأوكرانيا.
ونقلت عن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، قوله في حديثه في نهاية الأسبوع الأول من قمة المناخ في مصر، إن حرب أوكرانيا "كشفت النفاق الذي كان موجوداً منذ فترة طويلة والذي تحدثنا عنه منذ سنوات".
وأضاف في مقابلة: "يجادلون بضرورة تقليل إنتاج النفط، ومن ثم لديك أزمة ويطالبوننا بزيادة إنتاج النفط".
وذكرت الكاتبة أن الولايات المتحدة والسعودية على خلاف حول مناشدات أمريكية لأكبر مصدر للنفط في العالم ومنظمة أوبك + بعدم خفض أهداف الإنتاج.
ومع ذلك، تقول إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة استمرا في التأكيد على أن العودة إلى الوقود الأحفوري هو رد فعل قصير المدى على تخفيضات العرض، ولا يزالان ملتزمين بتسريع التحول إلى طاقة أنظف من خلال مبادرات التمويل الأخضر المختلفة.
وتشير الكاتبة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن روّج لتشريعاته المتعلقة بالمناخ، في زيارة خاطفة إلى قمة المناخ يوم الجمعة، فيما استضاف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مبادرة الشرق الأوسط الخضراء التي عقدت على هامش الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف الأسبوع الماضي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأعلنت المملكة عن مركز جديد كبير لاحتجاز الكربون وتخزينه، وقالت إن صندوق ستثمارات العامة السعودي البالغ 620 مليار دولار سيصل إلى هدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 بحسب مراسلة الفاينانشال تايمز. وهذا بالمقارنة مع هدف السعودية المتمثل في أن تكون "محايدة للكربون" بحلول عام 2060.
وسيتم تحقيق هدف صندوق الاستثمارات العامة من خلال تمويل المشاريع الخضراء لتوليد "الانبعاثات التي يتم تجنبها"، وهو إجراء مثير للجدل بحسب الكاتبة، لتعويض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الفعلية. وقال أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة إن خطة صندوق الاستثمارات العامة ستستخدم أيضاً تعويضات الكربون.
ونقلت الصحيفة عن الجبير قوله إن المملكة لم تؤيد الاعتقاد بضرورة خفض إنتاج الوقود الأحفوري واستخدامه بشكل كبير من أجل تحقيق أهداف إزالة الكربون. وأضاف أن التركيز يجب أن ينصب على خفض جميع الدول للانبعاثات وليس على قطاعات محددة.
والمملكة هي من بين الدول التي تسعى للحد من "برنامج العمل" في COP27 لكيفية تعاون الدول لخفض الانبعاثات بشكل أسرع في السنوات حتى عام 2030، حسبما قال أشخاص مطلعون على المحادثات للفاينانشال تايمز.
وأشار الجبير إلى أنه لا ينبغي للرياض أن تساهم في ما يسمى بتمويل "الخسائر والأضرار"، وهي القضية التي أصبحت من بين المناقشات الأكثر مشاهدة في القمة وتتعلق بالمال لمساعدة الدول النامية على مواجهة الكوارث المرتبطة بالمناخ، بحسب الصحيفة.
وقال: "لم نساهم في هذا الضرر، فقد ساهمت الدول الصناعية في هذا الضرر خلال الـ 120 عاماً الماضية، وإذا كنت تريد أن ترى أين تكمن المشكلة، انظر إلى أين توجد أكوام الدخان. نحن دولة نامية".
وذكرت الكاتبة أنه لطالما قاومت الصين والسعودية فكرة أنه يجب عليهما المساهمة في مساعدة البلدان الفقيرة على التعامل مع آثار الطقس القاسي الذي تفاقم بسبب الاحتباس الحراري، بحجة أنهما دولتان ناميتان بموجب تصنيف هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة والذي يعود تاريخه إلى التسعينيات.
رحلة مهاجرين لعبور القنال الإنجليزي
وأخيراً إلى التلغراف وتقرير لمراسلها ويل بولتون بعنوان: "المهاجرون يختبئون من الشرطة في الكثبان الرملية في دونكيرك، على أمل الحصول على فرصة للعبور".
وتشير تقارير دولية الذي تتبع رحلة مهاجرين يحاولون عبور القنال الانجليزي قادمين من فرنسا، الى أن المهاجرين يختبئون على بعد أميال من الكثبان الرملية المتموجة والمغطاة بالغابات على الساحل الفرنسي، وينتظر مئات الأشخاص بصبر، بينما يبحث ضباط الشرطة بلا هدف عن علامات الحياة.
وقبل ذلك بيومين، كانوا محصورين داخل خيام، في انتظار فرصتهم.
ويشير التقرير إلى أن الرحلة بدأت من أحد أكبر مخيمات المهاجرين شبه الدائمة الواقعة في ضاحية دونكيرك في غران سينث. وعندما بدأوا في التحرك، قال شاب من أفغانستان للتلغراف: "إنهم ذاهبون إلى لندن".
تركت المجموعة المؤلفة من حوالى 40 شخصا المسارات الموحلة للمخيم، واستقلت حافلة عامة متجهة إلى غريفلاينز، وهي قرية صغيرة على الساحل، غالباً ما يستخدم المهربون شواطئها.
تلتقي المجموعة فجأة عند نقطة عبور على طريق رئيسي بثلاثة رجال يرتدون ملابس داكنة وأقنعة سوداء.
يلتزم الجميع الصمت وهم يتلقون أوامر المهربين، بحسب مراسل التلغراف.
ركضوا بعدها في مجموعات ثنائية وثلاثية، وهم منحنون، بأسرع ما يمكن، قبل أن يغوصوا في مسار غابة صغير مغطى بالطين يمتد إلى غابات عميقة والتي تتحول في النهاية إلى أميال من الكثبان الرملية تبعد بضعة أمتار فقط عن شاطئ البحر.
ومع حلول الغسق، قام أربعة ضباط شرطة بتفتيش سريع للمنطقة، مدركين على ما يبدو أن المهاجرين ينتظرون، لكن يبدو أنهم غير مبالين بالعثور عليهم فعلياً.
وفي صباح اليوم التالي، قامت سفينة تابعة للبحرية الفرنسية بدوريات قبالة الساحل مباشرة وقام ضابطا شرطة بمراقبة الشاطئ.
ويقول الضباط للصحيفة إنهم يعتقدون أن هناك حوالى 200 شخص ينتظرون في الكثبان الرملية للحصول على زوارق مطاطية قابلة للنفخ، يزودهم بها المهربون. ويمكن للمهاجرين الانتظار لمدة تصل إلى يومين، كما يقولون.
وتدعي الشرطة، بحسب التقرير، أنها هي الأخرى غير قادرة على فعل أكثر من الانتظار. وهناك 30 كم من الشريط الساحلي وليس هناك عدد كاف من الضباط.
وعندما أتت اللحظة، قبيل شروق الشمس، خرجت مجموعة المهاجرين من الكثبان الرملية، راكضين باتجاه البحر. اتجهت النساء والأطفال مباشرة إلى الشاطئ حيث بدأ الرجال في بناء زورق مطاطي أسود كبير.
وعندما شرقت الشمس، رفعوا القارب فوق رؤوسهم، ثم بدأوا في محاولة يائسة لتشغيل المحرك. ولمدة 20 دقيقة، حاولت المجموعة تشغيل المحرك.
وتضيف أنه وبينما كانوا يحاولون تشغيله، حضر اثنان من رجال الشرطة الى الشاطئ لمشاهدة ما يحدث. ويقول إنه مشهد رأوه كثيراً من قبل، إذ عادة ما لا يعمل المحرك.
وبدأ المزيد من رجال الشرطة في الوصول وسرعان ما يتضح أن قارباً آخر، يحاول أيضاً الانطلاق، إلا أنه ما هي إلا دقائق ويندلع الدخان تحته.
وتشير إلى أن ضباط الشرطة ألقوا عبوة تبدو أنها غاز مسيل للدموع وسط الحشد.
وحاول بعض المهاجرين ركل العبوات بعيداً محاولين الاستمرار في تحريك الزورق، لكن معظمهم يفرون. وقام الضباط بعدها بإحداث ثقوب في القارب حتى لا يمكن إعادة نفخه.
وفي هذه الأثناء، تمكن ركاب القارب الأول من تشغيل محركه.
وفي هذه الأثناء أيضاً وفي الكثبان الرملية، كانت مجموعات أخرى من المهاجرين من الرجال والنساء والأطفال ينتظرون ويشاهدون هذه الدراما.