تحليلات

كاتب لبناني بارز يبحث ابعاد سيطرة طهران على صنعاء..

علي عبدالله صالح.. كيف كان عقبة أخيرة أمام وضع إيران يدها على اليمن

علي عبدالله صالح الرئيس اليمني الذي قتله الحوثيون قبل نحو خمس سنوات - أرشيف

بيروت

قال كاتب لبناني بارز إن الرئيس اليمني الذي قتله الحوثيون قبل نحو خمس سنوات كان يمثل عقبة أخيرة أمام وضع إيران يدها على اليمن، متحدثا عن ما يعتقد انها ابعاد سيطرة طهران على العاصمة صنعاء في الـ21 من سبتمبر/ أيول العام 2014م.

وقال الكاتب اللبناني خير الله خير الله في مقالة نشرتها صحيفة العرب الصادرة في لندن "إن لا مستقبل في اليمن ما دامت “الجمهوريّة الإسلاميّة” قادرة على فرض وجودها في صنعاء والحديدة وتحويل جزء من اليمن إلى قاعدة صواريخ ومسيّرات في شبه الجزيرة العربيّة".. مشيرا إلى أن مستقبل اليمن أصبح تماما مثل مستقبل لبنان، مرتبطا بما سيحدث في إيران، التي تشهد انتفاضات شعبية مناهضة للنظام، وهو ما يضع في الحسبان تكرار تجربة انهيار النظام الإيراني على غرار انهيار نظام الاتحاد السوفيتي".

 وقال الكاتب اللبناني "إن اغتيال علي عبدالله صالح فتح الباب واسعا كي يسيطر الحوثيون، وعبرهم إيران، على جزء من اليمن بعدما كانوا سيطروا على صنعاء في 21 أيلول – سبتمبر 2014 وحاولوا التمدّد في كلّ الاتجاهات".. مشيرا الى ان "الأحداث اليمنيّة تجاوزت تقويم مرحلة عهد علي عبدالله صالح والفترة التي تلتها بما في ذلك سوء الفهم لدى أطراف خليجية محددة للوضع اليمني وطبيعة العلاقة التي ربطت الرئيس السابق بالحوثيين".

 وقبل خمس سنوات، اغتال الحوثيون الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في منزله في صنعاء، حيث تم التخلص من الرئيس السابق صالح في الرابع من كانون الأوّل – ديسمبر 2017، وقد شكل معنى خاص في ضوء التطورات التي شهدتها القضيّة اليمنيّة منذ وقوع الجريمة. 

ولفت إلى أنّ الأمور استتبت لـ”جماعة أنصار الله” نهائيا في صنعاء ومحيطها في غياب أي قوّة على استعداد للدخول في مواجهة معهم".. مؤكدا أن "علي عبدالله صالح حكم اليمن، على الرغم من ثقافته المتواضعة، من العام 1978 إلى شباط – فبراير 2012. يمكن الكلام عن أخطاء كثيرة ارتكبها، لكنّ ما لا يمكن تجاهله أنّه كان رجلا استثنائيا بكلّ المقاييس، خصوصا أنّ عهده الطويل تميّز بحدّ أدنى من الاستقرار سمح له بإقامة جيش كبير لعب دورا في المحافظة على وحدة اليمن من جهة وإبعاده عن الهيمنة الإيرانيّة من جهة أخرى". 

وأضاف "تبحث إيران عن موطئ قدم في شبه الجزيرة العربيّة منذ سنوات طويلة. لم يتحقّق لها ذلك إلّا بعد خروج علي عبدالله صالح من السلطة نتيجة انقلاب عسكري – مدني نفّذه الإخوان المسلمون في العام 2011… ممهدين الطريق للصعود الحوثي". 

كان ضرب الجيش اليمني مهمّة تولاها الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي، الذي تنحى قبل نحو ثمانية أشهر. بدا تفكيك الجيش هدفا في حدّ ذاته. لذلك، أجرى عبدربّه، مباشرة بعد توليه الرئاسة في العام 2012 تشكيلات عسكريّة عطلت، بين ما عطلت، قوات “الحرس الجمهوري” بقيادة أحمد علي عبدالله صالح. لعبت ألوية “الحرس الجمهوري” دورا محوريا في التصدي للحوثيين وكلّ أنواع الإرهاب والتطرّف منذ ما قبل العام 2004، تاريخ الحرب الأولى مع الحوثيين. 

يدفع اليمن منذ عشر سنوات ثمن تفكيك القوات المسلّحة التي لعبت دورها في منع التمدد الحوثي، علما أنّه ليس في الإمكان تجاهل الدور الذي لعبه علي عبدالله صالح نفسه منذ منتصف تسعينات القرن الماضي في التشجيع على قيام الحركة الحوثية تحت عنوان “الشباب المؤمن”. اكتشف متأخّرا خروج الحوثيين عن سيطرته وتحولهم إلى مجرّد أداة إيرانيّة. اكتشف بعد فوات الأوان أنّه لم يستطع استخدامهم في التوازنات الداخلية مع الإسلاميين الذين راح صوتهم يصعد منذ أواخر العام 1994 بعدما لعب هؤلاء دورا حاسما في حسم حرب الانفصال وإنهاء الحزب الاشتراكي. 

تجاوزت الأحداث اليمنيّة تقويم مرحلة عهد علي عبدالله صالح والفترة التي تلتها، بما في ذلك سوء الفهم لدى أطراف خليجية محددة للوضع اليمني وطبيعة العلاقة التي ربطت الرئيس السابق بالحوثيين. هناك بلد تشظّى بكل معنى الكلمة. كان علي عبدالله صالح أوّل رئيس لدولة الوحدة وآخر رئيس لها. يستحيل بعد خروج الرجل من السلطة الحديث عن دولة يمنيّة موحّدة. ستكون هناك في المستقبل كيانات يمنيّة عدّة. لا عودة إلى مرحلة ما قبل الوحدة، أي إلى دولتين مستقلتين في اليمن. لكنّ السؤال الأهم الذي سيطرح نفسه بإلحاح مرتبط بمستقبل الوجود الإيراني في اليمن، خصوصا بعدما قررت “الجمهوريّة الإسلاميّة” رفض تمديد الهدنة التي انتهت في تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي.

ومضى الكاتب بالقول "ليس سرّا أن رفض تمديد الهدنة مرتبط برغبة الحوثيين في الحصول على حصة من عائدات النفط والغاز التي ينتجها اليمن، وهي عائدات تذهب إلى “الشرعيّة” ممثلة حاليا بمجلس القيادة الرئاسي ذي الرؤوس الثمانية. 

بعد مضي خمس سنوات على اغتيال علي عبدالله صالح، وهو اغتيال سبقته طعنات في الظهر وجهتها إليه ما يسمّي بـ”قبائل الطوق”، أي القبائل التي تسيطر على مداخل صنعاء، يصعب الحديث عن اليمن من منطلق السعي إلى المحافظة على وحدته.  كانت الوحدة في مرحلة معيّنة أكثر من ضرورة. من دون الوحدة كان الجنوب نفسه سيتشرذم في ضوء انهيار النظام الاشتراكي فيه نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي. من دون الوحدة لم يكن ممكنا ترسيم الحدود اليمنيّة – السعوديّة ولا، قبل ذلك، الحدود مع سلطنة عُمان. من دون الوحدة، لم يكن ممكنا قيام نظام تعددي في اليمن، وهو نظام لم يدم للأسف طويلا… 

المطروح حاليا مستقبل إيران في اليمن، أي في شبه الجزيرة العربيّة. هل يدوم الوجود الإيراني، الذي ترسّخ بالفعل، بما يشبه الوجود السوفييتي في اليمن الجنوبي، وهو وجود انتهى عمليا في العام 1990؟ 

مع مرور الوقت، يتبيّن من خلال الوقائع أن علي عبدالله صالح كان العقبة الأخيرة في طريق وضع إيران يدها نهائيا على صنعاء عن طريق “جماعة أنصار الله” التابعة لها مباشرة. كلّ ما تبقى تفاصيل والدخول في متاهات لا طائل منها في بلد يعاني نصف شعبه من المجاعة والأمراض. 

مارين لوبان: غياب الشرعية سيؤدي إلى تغيير قريب في المشهد السياسي


اليمن في اختبار صعب أمام الأخضر السعودي ضمن خليجي 26


اغتيالات أم ضربات عسكرية؟ خيارات إسرائيلية للتعامل مع تهديد الحوثيين


تقييم الحوادث يدحض الادعاءات بشأن عمليات التحالف العربي في اليمن