تحليلات
"ضبط عناصر من التنظيم أغلبهم "سعوديون"..
القاعدة يدخل الطائرات المسيرة في حربه ضد القوات الجنوبية.. كيف حصل عليها؟
قال مسؤولون أمنيون جنوبيون في محافظة شبوة النفطية إن تنظيم القاعدة المفترض استخدم في ثلاث عمليات إرهابية طائرات مسيرة لأول مرة في تأريخه ضد القوات الجنوبية المتخصصة في مكافحة الإرهاب، في حين ضبطت قوات الحزام الأمني عناصر من التنظيم أغلبهم سعوديون خلال محاولتهم التسلل إلى العاصمة عدن.
وقال مسؤولون أمنيون ووسائل إعلام محلية "إنه تم القبض على خلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة بالجزيرة العربية، كانت في طريقها لدخول العاصمة عدن بحوزتها أحزمة ناسفة وقنابل وأسلحة نارية وهم".
وجرى نشر أسماء سبعة من تلك العناصر، والتعريف بجنسياتهم وهم:" محمد مسفر مرعي القحطاني سعودي من خميس مشيط، ومراد محمد الفيفي سعودي من جيزان، وعلي صالح الفيفي سعودي من جيزان، وعبد الله راشد البجمي سعودي من الرياض، ومحمد عبدالله سالم الكسادي – شيوحة أبين، حسن محمد راشد عبدالله البيضاء – الزاهر، ومحمد فضل محمد سالم الكسادي شيوحة ابين".
وأكدت مصادر لصحيفة اليوم الثامن إن العناصر التي جرى اعتقالها مرتبطة بميليشيات الحوثي الموالية لإيران حيث صعدت الميليشيات الحوثية من هجماتها على القوات الجنوبية في الحدود السابقة بين البيضاء ويافع، في تأكيد على ما قالت تلك المصادر انها عملية تنسيق مشتركة بين الحوثيين والتنظيمات المتطرفة".
وشن الحوثيون الموالون لإيران هجمات على القوات الجنوبية، لكن الأخيرة تصدت لهم وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وذكرت مصادر أمنية جنوبية ان هناك معلومات تشير الى وجود قيادات بارزة في تنظيم القاعدة (غير يمنية) متواجدة في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين وتدير عملياتها ضد القوات الجنوبية وتستخدم الطائرات المسيرة، لأول مرة ضد القوات الجنوبية.
وأكد مسؤول أمني أن تنظيم القاعدة المفترض، استهدف بطيران مسير القائد أحمد السليماني أركان اللواء الأول دفاع شبوة، في أحد هجوم للتنظيم الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات إرهابية نفذت بواسطة طائرات مسيرة، تفاوتت المعلومات بين معرفة الدولة المصنعة او المهربة لهذا السلاح الخطير.
وقال بشير البريكي وهو إعلامي في قوات دفاع شبوة إن تحركات عناصر تنظيم القاعدة في شبوة تأتي بالتزامن مع تحركات مليشيات الحوثي بالجبهات الحدودية مما يؤكد تخادم هذه الجماعات الإرهابية ضد القوات الجنوبية".
وأعلن تنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته عن هجوم جوي استهدف موقعا عسكريا تابعا لقوات دفاع شبوة، في منطقة المصينعة في مديرية الصعيد جنوب غرب محافظة شبوة، نفذ بطائرة مسيرة مطابقة للطائرات التي تستخدمها الميليشيات الحوثية والمصنوعة إيرانياً، أسفرت العملية الإرهابية عن إصابة أركان حرب اللواء، القائد أحمد السليماني.
وسربت حسابات تابعة لتنظيم القاعدة، بيانات سابقة تؤكد أن التنظيم نفذ هجوما سابقا قبل نحو شهر، واستهدفت قوات دفاع شبوة المتمركزة في منطقة المصينعة، بعد عملية تأمينها وتطهيرها ضمن "سهام الجنوب" أواخر العام الماضي.
وقالت تقارير صحفية إن الطائرات المنفذة للهجومين، تطابق للطائرات المسيرة التي جرى الاستيلاء عليها من قبل التنظيم في ديسمبر من العام الماضي. وهو ما يؤكد أن التنظيم تمكن من تشغيل تلك الطائرات بمساعدة ميليشيا الحوثي وخبراء إيرانيين يديرون عمليات الطائرات المسيرة في اليمن.
وقال زعيم قبلي جنوبي طلب عدم الإشارة الى اسمه "ان استخدام تنظيم القاعدة الطيران المسيرة في استهداف القوات الجنوبية يمثل تطورا خطيرا،
وكشف الزعيم القبلي في افادة خاصة لصحيفة اليوم الثامن إن استخدام تنظيم القاعدة للطائرات بدون طيار في تنفيذ الهجمات الإرهابية، يشير الى ان هناك اطرافا إقليمية او دولية تقف وراء تمويل التنظيم وحصوله الى الطائرات المسيرة.. مشيرا الى ان المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية تشير الى ان إطلاق تلك الطائرات المسيرة تتم من مسافات قريبة، أي في النطاق الجغرافيا داخل محافظة شبوة، وهو الأمر الذي يفسر ان التنظيم بات أداة محلية لأطراف إقليمية تقف في صف الحوثيين او القوى السياسية اليمنية التي لديها مشكلة مع الجنوب الذي يسعى لتحقيق الاستقلال الثاني للبلاد".
وأشار المصدر إلى أن تنظيم القاعدة بات يستخدم الطائرات بدون طيار للتجسس والهجوم في شبوة، وبما يعني انه قد طور من قدراته التكتيكية والاستراتيجية من خلال توظيف هذه الأسلحة الحديثة التي لا توجد أي معلومات عن المصدر الرئيس لهذا الطائرات فيما اذا كان إيران ام دولة إقليمية أخرى تدعم تنظيم الإخوان الذي يظهر صراعا مع السلطة المحلية في شبوة.. ويتحدث التقرير أيضًا عن كيفية تجنب الطائرات الحكومية والتحالفات العسكرية والمراقبة الجوية، مما يسمح للتنظيم بتنفيذ الهجمات بشكل أكثر فعالية ودقة. وتشير بعض التقارير إلى أن القاعدة تعاونت مع مليشيا الحوثيين في اليمن لتوسيع استخدام طائرات الدرون وتحسين قدراتها التكتيكية.
وبات السؤال الذي يطرح اليوم من اين حصل تنظيم القاعدة على هذه الطائرات المسيرة، قال مصدر أمني في حضرموت لصحيفة اليوم الثامن إن التنظيم حصل على شحنة كبيرة من الطائرات المسيرة التي جرى إدخالها من منافذ المهرة، واستحوذ عليها التنظيم في وادي حضرموت الخاضع لسيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لإخوان اليمن.
وأتهم المصدر الأمني القوات الموالية للإخوان بتسهيل، حيث ان الشحنة التي جرى الاستحواذ عليها كانت تقلها شاحنات تسير في مناطق تنتشر فيها قوات الإخوان.
وقال موقع نيوز يمن الالكتروني إن سقوط شحنة الطائرات المسيرة مثلت نقطة فاصلة في تطوير قدرات التنظيم الإرهابي باليمن، خصوصاً بعد الضربات الموجعة ضد معاقله الرئيسة في محافظات الجنوب.
ولفت الموقع إلى أن شحنة الطائرات المسيرة لم يكن إيصالها لعناصر التنظيم الإرهابي بعيدة عن مخططات المليشيا الحوثية، التي سهلت وصول هذا الدعم عبر خطوط التهريب القادمة من إيران عبر السواحل اليمنية الخاضعة لسيطرتها أو الحدود العُمانية.
وأوضحت مصادر العسكرية أن شحنة الطائرات الإيرانية، كانت في طريقها بالأصل إلى مليشيا الحوثي، إلا أن الشحنة تم تحويلها بالتعاون مع القوات العسكرية الإخوانية في مأرب ووادي حضرموت لصالح تنظيم القاعدة كدعم استراتيجي لإنقاذ التنظيم من الانهيار والسقوط بعد الضربات والحملات الأمنية في شبوة وأبين، مشيرة إلى أن المليشيا الحوثية وعبر خبراء إيرانيين ساهموا في تدريب عدد من عناصر القاعدة لتركيب واستخدام الطائرات المسيرة لشن هجمات انتحارية ضد المناطق المحررة.
وقالت المصادر إن امتلاك القاعدة لطائرات مسيّرة Drone ، يشكل تطورا خطيراً ليس بالنسبة للحرب ضد الإرهاب باليمن، بل يعد تهديداً لدول الجوار والعالم، الذي سيكون عرضة لشن هجمات انتحارية عبر تلك الطائرات التي تمتاز بالتخفي والمناورة والهجوم.
وقالت مصادر استخباراتية لنيوز يمن إن تنظيم القاعدة في اليمن تلقى، خلال الفترة الماضية، دعماً عسكرياً لا محدوداً من ميليشيا الحوثي بإيعاز إيراني بهدف ضرب القوات العسكرية والأمنية بالمحافظات المحررة، خصوصا محافظتي أبين وشبوة اللتين تشهدان عمليات واسعة لدحر الإرهاب وتطهير أوكاره.
ووفقاً للمعلومات الاستخباراتية، فإن الدعم الحوثي تضمن أسلحة نوعية، وعبوات ناسفة مموهة، إلا أن الدعم وصل إلى تعزيز التنظيم بطائرات مسيرة، ودوائر وقطع إلكترونية حديثة للبث والاستقبال تم تطويرها محلياً من قبل مليشيا الحوثي عبر خبراء إيرانيين ومن حزب الله متواجدين في غرفة عمليات في صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة الحديثة التي تم إرسالها لتنظيم القاعدة تتضمن أجهزة تحكم حديثة خاصة بالطائرات دون طيار، وأجهزة تفجير عن بعد حديثة تستخدم لتفجير العبوات الناسفة التي يتم تصنيعها من قبل الحوثيين وزرعها لاستهداف تحركات القوات الجنوبية المشاركة في عمليتي "سهام الشرق" و"سهام الجنوب" في كل من أبين وشبوة. كما أن بعض الأجهزة التي تم إرسالها للقاعدة مخصصة لصناعة العبوات الناسفة المموهة، بعض من تلك العبوات تم ضبطها قرب حواجز أمنية وعسكرية بالمحافظتين.
وأكدت أن محافظة البيضاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أصبحت بذات الوقت معقلاً رئيسياً للتنظيم الإرهابي ولعناصره الفارين من عمليتي "سهام الشرق" في أبين و"سهام الجنوب" في شبوة.
وأوضحت المصادر الاستخباراتية أن تنظيم القاعدة باليمن عجز عن تطوير قدراته العسكرية خلال الفترة الماضية، في ظل الانشقاقات وتخبط عناصره وقلة التمويل، الأمر الذي دفع بقيادات التنظيم إلى خلق قناة تواصل مع المليشيا الحوثية من أجل الحصول على دعم مالي وعسكري للاستمرار والبقاء. وبرز الدعم بشكل واضح في عمليات الإفراج عن عناصر التنظيم في السجون اليمنية وأيضاً تسليم مناطق في البيضاء للتنظيم لإدارتها وإعادة ترتيب صفوفه. ناهيك عن الدعم العسكري اللا محدود مقابل استهداف المناطق المحررة وضرب القوات الجنوبية.
الكثير من المحللين النشطاء أكدوا أن المليشيا الحوثية تحاول من خلال تطوير قدرات تنظيم القاعدة الإرهابية استهداف المحافظات الجنوبية التي نفضت غبار الإرهاب وأفشلت المشروع الإيراني الذي يستهدف المنطقة.
وقال الناشط فهد الخليقي إن امتلاك تنظيم القاعدة لطيران مسير تطور خطير ويؤكد العلاقة الواضحة بين مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية لاستهداف القوات الجنوبية فقط، مضيفا: "ما عجز عنه الحوثي في الجنوب يريد تحقيقه عبر أذنابه، ولكن لن يكون له ذلك أبدا".
فيما سلطان العولقي قال إن حصول تنظيم القاعدة الإرهابي على الطائرات المسيرة، جاء بدعم الإخوان المسلمين الذين يحاولون منع سقوط التنظيم وتعزيز قدراته للاستمرار في تهديد المحافظات الجنوبية، موضحا أن القاعدة في اليمن أول منظمة إرهابية تمتلك طائرات مسيرة، بعيداً عن التنظيمات الإرهابية المتواجدة في سوريا والعراق التي لم تتحصل على هذه المنظومة.
وأضاف العولقي: هناك معلومات عن امتلاك القاعدة في البيضاء تحديدا 20 طائرة مسيرة، قدمتها الميليشيات الحوثية كهدية وعربون صداقة للتنظيم مقابل استغلال هذه المنظومة الحديثة ضد الجنوب. هذا التحرك الإرهابي الخطير سيهدد الإقليم والعالم، ويجب التحرك لدعم القوات الجنوبية من أجل إفشال هذا المخطط الخطير الذي سيتضرر منه الأشقاء والأصدقاء.