تحليلات
يوم الأرض الجنوبي..
الجنوبيون يستذكرون ذكرى احتلال النظام اليمني لبلادهم قبل 29 عاماً
دعا الجنرال العسكري الجنوبي أحمد سعيد بن بريك إلى المشاركة في احتفالية جنوبية في محافظة حضرموت (شرق عدن العاصمة)، الجمعة القادمة بمناسبة يوم الأرض الجنوبي السابع من يوليو تموز الجاري، الذي يصادف يوم أعلن نظام علي عبدالله صالح وحلفائه (الإخوان المسلمون) السيطرة العسكرية الكاملة على محافظات ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، كنتيجة حتمية لفشل الاتحاد الهش بين صنعاء وعدن والمعلن في عدن يوم الـ22 من مايو أيار العام 1990م.
ودعا بن بريك "أبناء حضرموت عامة و الوادي بشكل خاص إلى التفاعل والمشاركة الإيجابية، بالوقوف والاحتشاد الجمعة القادمة 7 يوليو 2023 م في فعاليات يوم الارض الجنوبي".
وفي الـ27 من ابريل نيسان العام 1994م، أعلن علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب بدعوى محاربة من وصفتهم رموز النظام الدينية بـ" الاشتراكيين والشيوعيين"، في مقدمة لالتهام البلاد الغنية بالثروات وموقعها الاستراتيجي في بحر العرب وخليج عدن وباب المندب.
وقد شارك تنظيم القاعدة الإرهابي والإخوان الى جانب قوات صالح في تلك الحرب التي اعتبرها النظام على لسان وزير العدل عبدالوهاب الديلمي، وهي الفتوى التي زعمت ان الجنوبيين خارجين عن الدين الإسلامي، قبل ان يتراجع النظام وينفي ان يكون اصدر تلك الفتاوى التي اذاعها الاعلام اليمني طوال أيام الحرب وكانت حافزا كبيرا للإرهابيين للمشاركة في القتال ضد الجيش الجنوبي.
ولم يمض سوى أعوام قليلة حتى عاد الجنوب لترتيب صفوفه مرة أخرى والمطالبة بتحقيق اعلان المكلا "فك الارتباط" في الـ21 من مايو أيار 1994م، حين اعلن الرئيس علي سالم البيض فك الارتباط كردة فعل على جرائم النظام اليمني بحق المدنيين في العاصمة عدن، حيث ارتكب النظام اليمني جرائم حرب بحق المدنيين العزل.
وشكل الجنوبيون حركة احتجاجات سلمية للمطالبة بالاستقلال، الا ان النظام اليمني مارس ضدها اعمال قمع وحشية، وصولا الى تفجير المقاومة المسلحة على اثر تحالف ذات النظام مع الذراع الإيرانية في اليمن "جماعة الحوثي".
وعلى الرغم من ان الجنوبيين قد عقدوا تحالفا مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات لمحاربة التدخلات الإيرانية، إلا ان الجنوبيين ظلوا يتمسكوا بقضية استعادة دولتهم السابقة.
وكانت المقاومة الجنوبية قد حققت نجاحا منفردا في مواجهة الحوثيين على عكس حلفاء الرياض في اليمن الشمالي الذين تقاطعت مصالحهم مع الحوثيين على اعتبار انهم "طرف سياسي يمني مؤيد لبقاء اليمن موحدا، وهو ما يرفضه الجنوبيون بشكل قاطع، يرفضون "الوحدة مع الاذرع الإيرانية في اليمن.
واختار الجنوبيون محافظة حضرموت التي لا تزال جزء منها تحت سيطرة القوات اليمنية الشمالية، لتنظيم تظاهرة حاشدة بمناسبة يوم الأرض الجنوبي السابع من يوليو تموز الجاري.
قال أحمد سعيد بن بريك ان الاحتفال بيوم الأرض الجنوبي يأتي من "أجل انتزاع الحقوق المشروعة لأبناء حضرموت.
وشدد على قطع يد كل العابثين والفاسدين من قبل القوى المستفيدة من نهب الثروات في حين يعاني أبناء حضرموت والجنوب الأمرين من التدهور الاقتصادي والمعيشي والخدمي الذي وصل إلى حد لا يمكن السكوت عليه أو القبول به".
وعقد رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، في لقاءات متعددة لمناقشة سير التحضيرات للفعاليات الجماهيرية التي ستشهدها عدد من مدن ساحل ووادي حضرموت، غدا الجمعة، إحياء لذكرى يوم الأرض.
ودعا اللقاء جماهير حضرموت إلى اليقظة والحذر من المؤامرات التي تحاك ضد حضرموت، وتحاول إعادتها إلى حظيرة التبعية والهيمنة
وعبر أعضاء الجمعية عن ارتياحهم لمستوى الوعي الذي يتحلى به أبناء المحافظة إزاء هذه المؤامرات، والذي يبعث برسائل مبشرة لكل المخلصين لحضرموت وأمنها واستقرارها وانتصار قضيتها الوطنية، قضية استعادة الدولة الجنوبية.
وأكدوا أن الروح الثورية والزخم الثوري، الذي تشهده حضرموت هذه الأيام، قادر على إفشال المؤامرات في مهدها.
ودعا اللقاء أبناء المحافظة إلى مزيد من الاصطفاف، وتجاوز التباينات في وجهات النظر، والتركيز على المخاطر المهددة لأمن حضرموت ومكتسباتها، والعمل الجاد والمخلص لتحرير واديها.
أشاد الشيخ هاني بن بريك بوعي الشعب الجنوبي وتحويله كل تاريخ مؤلم إلى حدث عظيم .
وقال بن بريك في تغريدة له على تويتر:" الشعب الجنوبي العظيم بثباته على مبدأ استعادة الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة، استطاع تحويل كل تاريخ مؤلم إلى حدث عظيم".
وأضاف:" وهنا إحدى تجليات عظمة هذا الشعب الذي لا ينكسر، فقد حول 13 يناير إلى يوم التصالح، وحول يوم 7/7 يوم الاجتياح الإرهابي للجنوب إلى يوم الأرض الجنوبي