تقارير وتحليلات
"القيادة الرئاسي يصف العملية بـ(طعنةٌ غائرةٌ)..
اغتيال رئيس فريق الغذاء العالمي في اليمن.. والأمم المتحدة تعلق برامج في تعز
اغتال مسلحون يعتقد انهم من تنظيمي القاعدة وداعش، رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في مدينة تعز، فيما أعلنت الأمم المتحدة تعليق كافة برامجها في مدينة تعز، ومنعت سفر المسؤولين الأممي من العاصمة عدن الى بلدة التربة التي شهدت ظهر الجمعة واقعة الاغتيال.
وقال وسائل اعلام وشهود عيان إن مسلحاً يرتدي الزي الجماعات المسلحة في مدينة تعز، أطلق النار صوب الأردني مؤيد رئيس فريق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في محافظة تعز في جنوب صنعاء.
وصف وزير الصحة في مجلس القيادة الرئاسي اليمني اغتيال حميدي بـ "اعتداء اجرامي آثم يطال أحد كوادر العمل الإنساني بـWFP (برنامج الأغذية العالمي) في بلدة التربة (في) تعز" وهو المواطن الأردني مؤيد حميدي".
وقال قناة العربية المملوكة للسعودية إن مسلحين على متن دراجة نارية أطلقا وابلا من الرصاص على رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي في بلدة التربة أردته قتيلا فور خروجه من أحد مطاعم، عقب تناوله طعام الغداء..
وأكدت القناة التي تبث من الرياض أن عملية الاغتيال تمت على مقربة من إدارة أمن الشمايتين، نقل على إثرها حميد إلى مستشفى خليفة في التربة.
وكان مؤيد حميدي ويحمل جواز سفر أردني قد وصل المدينة قبل أيام، للبدء بممارسة مهامه كرئيس للبرنامج في المدينة.
وقالت مصادر في وزارة الداخلية لـ(اليوم الثامن): إن شرطة #تعز تعرفت على أسم قاتل المسؤول الأممي في بلدة التربة بتعز، وهو جندي في تشكيل عسكري يتبع تنظيم الإخوان المسلمين، يدعى " أحمد يوسف الصرة "، على علاقة وطيدة بقيادي إخواني متورط في هجمات إرهابية ضربت العاصمة عدن خلال الثلاث السنوات الماضية.
وبحسب تعميم صادر عن وزارة الداخلية فأن الصرة متورط في تصفية جنود من قوات الجيش في تعز، وأطلق سراحه أكثر من مرة بتدخل من قيادات إخوانية، كان أخرها في أغسطس/ آب حين أفرجت قيادات الإخوان عن الصرة الذي اعترف بقتل 15 جنديا من قوات الجيش في مدينة تعز، وفق ما ذكرته مواقع إخبارية يمنية.
ووجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بملاحقة العناصر المتورطة باغتيال الموظف الأممي وجرح آخرين في التربة.
واتصل بمحافظ محافظة تعز الذي أطلعه على المعلومات الأولية التي تشير إلى تحديد هوية منفذي الاعتداء والإجراءات المتخذة لملاحقة الجناة.
ووصف سلطان البركاني – رئيس برلمان مجلس القيادة المنتهية ولايته – العملية الإرهابية بـ "طعنةٌ غائرةٌ في القلب وجهتها أيادٍ أدمنت الأذى لليمن الذي لم يتعاف من طعنات متوالية بسهامٍ مختلفة".
وأضاف "ما كاد العالم يستجيب لمأساة اليمن الإنسانية ويبدأ أولى الخطوات لتقديم تعز نموذجاً لخروج اليمن من محنته ليقرر أن تكون ملتقىً أممياً نموذجيًا لجهود التنمية، فيستبشر البسطاء والمحرومون، إلا أن قطاع الطرق وعصابات الإرهاب تأبى إلا أن تمارس هواية الدم والدمار باعتدائها على موظفٍ أمميٍ من مواطني الشقيقة الأردن التي لم تتردد في مؤازرة اليمن سلطةً وشعباً عبر مبادرات لا أجد متسعاً لحصرها".
وأضاف البركاني "اعتداءٌ لم يسفك دم المواطن الأردني في التربة فحسب ..بل سفك معه دم كل يمني يشعر بالخيبة والحرج والأسى على هذا المواطن الأردني الذي جاءنا يحمل شجرة القمح والأرز .. فلم يرد المجرمون التحية بمثلها. تعازينا للأردن ملكاً وحكومةً وشعباً ولأسرة الشهيد مشاعر الأسى والحزن. ولا نامت أعين الجبناء".
يشار إلى أن هذا هو ثاني مسؤول دولي يتم اغتياله في تعز منذ أبريل 2018، حين قتل موظف لبناني يعمل في الصليب الأحمر بنيران مسلحين مجهولين في منطقة الضباب عند المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز.
وقال الخبير والمحلل السياسي سعيد بكران إن اغتيال مسؤول أممي في برنامج الغذاء العالمي حادث ألم ومؤسف نتقدم بالتعازي لأسرته وللأردن الحبيبة شعبا وقيادة".. مؤكدا أن "هذه جريمة ضد الإنسانية وضد المنظمات الدولية وتؤكد مرة أخرى أن محافظة تعز اليمنية تعيش حالة من الانفلات، في ظل هيمنة الإخوان المسلمين هذا التنظيم الارهابي الذي يغتال ويسفك الدماء في هذه المحافظة بصمت دون التسليط الإعلامي لأنه يمتلك آلة علمية ضخمة تعظم من الأحداث والحوادث الطبيعية في المحافظات التي ليست تحت سيطرة الإخوان بينما تتستر على الجرائم الكبرى التي تحدث في تعز ضد المواطنين".
وأضاف بكران في حديث خاص مع صحيفة اليوم الثامن "اليوم فجع العالم بهذه الجريمة للأسف الشديد هذه العملية الإرهابية الغادرة والجبانة، ويحمل مسؤولية ما حدث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني والقيادات التعزية، وعلى رأس تلك القيادات معين عبدالملك الذي غرر بمنظمات الدولية ودفع بها إلى محافظة تعز دون تنبيه عن المخاطر الشديدة التي يمكن أن يعرضها الموظفون الأمميون لأن هذه المحافظة تحتاج أولا إلى ضبط الحالة الأمنية وانتزاعها من قبل التنظيمات الإرهابية".
ولفت بكران على أن المنطقة التي تم فيها تصفية واغتيال هذا الموظف الأممي تقع تحت سيطرة المدعو أمجد خالد الذي طالما حذر الجنوبيون والمجلس الانتقالي من خطورة هذا العنصر الإرهابي ومن خطورة العناصر التي تتبعه ومن انتماءها للتنظيمات الإرهابية ومن تم تصديرها وتحويلها منطقة التربة إلى منطلق لتصدير الإرهاب نحو العاصمة عدن، وما حدث هو ثمار التجاهل لكل التحذيرات".
وقال إن "تعز يجب ان تتطهر من الجماعة الإرهابية، يجب أن تطهر الأرض من كل جماعات العنف، وأن تفرض سيطرة قوات خالية من شبهات الانتماء للتنظيمات الإرهابية، ما لم فإن مثل هذا الحوادث ستتكرر في تعز وفي كل منطقة ما زالت تتعامل مع جماعات الإرهابية، على أنهم شرعية وعلى أنهم الدولة، وهذا تضليل على المجتمع الدولي وتضليل على العالم وتغطي على الإرهاب وتسميته بمسميات أخرى".
وأدان المجلس الانتقالي الجنوبي بأشد العبارات العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت موظفي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في منطقة التربة بمحافظة تعز ظهر اليوم وأدت الى مقتل مدير البرنامج السيد مؤيد حميدي واصابة اخرين، وفق بيان صادر عن المتحدث الرسمي علي الكثيري.
وقال الكثيري "إن المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد على ان مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تستهدف أنبل وأسمى الاعمال الانسانية وفرقها التابعة للأمم المتحدة، لا تنطلق إلا من فكر إرهابي متطرف سبق التحذير منه وبإشارة صريحة الى أوكاره وغرف إدارته والتحكم به".
وقال "إن فداحة هذه الجريمة النكراء لتستوجب على جميع الاطراف التحرك لاتخاذ اجراءات وتدابير عاجلة وسريعة تفضي الى القبض على الجناة ومن يقف وراءهم والقضاء على أوكار الايواء لهذه العناصر الارهابية وقطع شرايين تغذيتها الفكرية والمادية".
وختم الكثيري بيانه بالقول "إننا اذ ندين هذه الجريمة الإرهابية البشعة لنعرب عن خالص تعازينا ومواساتنا لعائلة الموظف الاممي وعائلات زملائه الذين أصيبوا في الاعتداء الإرهابي".