تحليلات

"أبن سلمان يوجه رسائل متضاربة"..

السعودية تستبق التطبيع مع إسرائيل.. مراضاة الفلسطينيين بسفير غير مقيم

أول سفير سعودي غير مقيم في فلسطين وامرأة محجبة - مركبة

القدس

استبقت المملكة العربية السعودية، التطبيع المرتقب مع إسرائيل، بتعيين أول سفير لها غير مقيم لدى السلطة الفلسطينية، في محاولة لكسب رضاء الفلسطينيين من الخطوة التي تسعى الرياض لإعلانها بالتطبيع مع تل ابيب.

وتسعى المملكة العربية السعودية، إلى التطبيع مع إسرائيل، لضمان الحد من التهديدات الإيرانية، في ظل اهتزاز الاتفاق الذي رعته الصين في العاشر من مارس/ اذار الماضي، فيما زعمت وسائل إعلام إيرانية إن رجل دين وهابي في السعودية أصدر مرسوما بأنه يجب على النساء عدم تشغيل مكيفات الهواء أو المبردات في المنزل، في غياب أزواجهن.

وكانت صحيفة اليوم الثامن قد اشارت في تقرير سابق إلى ان البلد الثري في الخليج العربي، يسعى للتطبيع مع إسرائيل كخيار وحيد بالنسبة لها لمواجهة تهديدات إيران.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية "إن حقيبة المبعوث السعودي إلى فلسطين ستشمل أيضا كونه قنصلا عاما غير مقيم في القدس، إلا أن هذا اللقب يشير إلى التعامل مع الفلسطينيين، وليس مع إسرائيل".

وبحسب صحيفة  timesofisrael الإسرائيلية فقد  قدم سفير المملكة العربية السعودية في الأردن أوراق اعتماده يوم السبت ليبدأ أيضا العمل كأول سفير غير مقيم للرياض في فلسطين، وكذلك أول قنصل عام غير مقيم لها في القدس.

وأكدت الصحيفة أن  هذه الخطوة ترقى إلى جهد واضح من جانب المملكة العربية السعودية لتكثيف مشاركتها في المنطقة، حيث تنخرط الرياض في مفاوضات مع إدارة بايدن حول احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقدم سلم نايف السديري – وهو ابن عم ولي عهد السعودي محمد بن سلمان  والذي ينظر إليه على أنه مقرب من القصر الملكي – أوراق اعتماده إلى المستشار الدبلوماسي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مجدي الخالدي خلال اجتماع في السفارة الفلسطينية في عمان.

ورأت الصحيفة التعيين بأنه يمثل إشارة إلى السلطة الفلسطينية وكذلك اعترافا بالمطالبات الفلسطينية بالقدس، حيث تم تقديم أوراق الاعتماد إلى السلطة الفلسطينية وليس إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتشير بعض المصادر الدبلوماسية إلى أن تل ابيب لا تعارض الخطوة السعودية، الأمر الذي يشير الى انها قد تمت بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي.

وهو ما أكدت عليه صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، التي أشارت إلى أن السديري سيكون قنصلا غير مقيم بدون بعثة دبلوماسية في القدس، فإن الموافقة ليست مطلوبة من إسرائيل، التي تعتبر المدينة بأكملها عاصمتها غير المقسمة.

وعادة ما تستخدمها أكثر من عشر دول لها بعثات دبلوماسية في القدس الشرقية للتواصل مع الفلسطينيين. ولكن على عكس الرياض، لديهم أيضا علاقات رسمية مع إسرائيل تديرها سفارات مقرها في تل أبيب.

وقال الخالدي في بيان إن "هذه الخطوة المهمة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية القوية والمتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين"، معربا عن تقدير رام الله لدعم الرياض للقضية الفلسطينية.

ولكن الصحيفة الإسرائيلية ذهبت إلى القول إن الخطوة التي اتخذتها المملكة الخليجية "تشكك" في اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخير بأن القضية الفلسطينية ليست جزءا بارزا جدا من المفاوضات حول إمكانية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وأنها مجرد مربع "عليك التحقق ... لتقول إنك تفعل ذلك".

وقال مسؤولون أمريكيون لتايمز أوف إسرائيل إن الرياض لن توافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون تأمين لفتات مهمة للفلسطينيين تروج لحل الدولتين – وهو إطار تعارضه حكومة نتنياهو بشدة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مسؤولين أمريكيين وسعوديين وافقوا على شروط واسعة لصفقة إسرائيلية سعودية محتملة، والتي سيهدفون إلى الانتهاء منها في الأشهر التسعة إلى ال 12 المقبلة. ومع ذلك، سارع البيت الأبيض إلى صب الماء البارد على الفكرة، قائلا إنه لم يتم التوصل إلى إطار عمل وأن التقارير خلقت انطباعا خاطئا بأن المحادثات أبعد مما هي عليه في الواقع.

ومع ذلك، سيرسل نتنياهو المقرب رون ديرمر، الذي يشغل منصب وزير الشؤون الاستراتيجية، إلى واشنطن الأسبوع المقبل لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض والتي من المتوقع أن تشمل مناقشات حول اتفاق تطبيع سعودي.

واستشهد تقرير وول ستريت جورنال بمسؤولين سعوديين قالوا إن محمد بن سلمان أخبر مساعديه أنه غير مستعد لتطبيع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل وليس حريصا على التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المتشددة الحالية بقيادة نتنياهو.

وشدد المسؤولون الأمريكيون على أن نهجهم تجاه صفقة إسرائيلية سعودية ليس كل شيء أو لا شيء، وأنهم يدعمون أيضا الخطوات المؤقتة التي تقرب الجانبين من التطبيع الكامل، لكن يبدو أن الموقف المنسوب إلى ولي العهد هو المرة الأولى التي يشير فيها مسؤول سعودي إلى أن مثل هذه التحركات الوسيطة قد تكون بقدر ما ترغب الرياض في الذهاب إليه. 

واعترف مسؤولون أمريكيون سرا بأن معارضي السيادة الفلسطينية – الذين يشكلون أغلبية واضحة في حكومة نتنياهو – سيعقدون الجهود الرامية إلى تأمين صفقة تطبيع، وكان تقرير وول ستريت جورنال أيضا المرة الأولى التي تعرب فيها الرياض أيضا عن عدم ارتياحها لفكرة عقد أي نوع من الصفقة مع الائتلاف الحالي.

وفي الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن بن سلمان وجه رسائل متضاربة إلى جماهير مختلفة، وأن المسؤولين الأمريكيين ما زالوا يعتقدون أن الزعيم السعودي جاد في محاولة التوصل إلى اتفاق.

في 27 يوليو، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أيضا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يقرر بعد ما إذا كان سيوقع في النهاية على المناورة، لكنه لا يزال يأمر مساعديه بمحاولة التوصل إلى اتفاق.

ويعتقد أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى إبرام معاهدة أمنية متبادلة أشبه بحلف شمال الأطلسي من شأنها أن تلزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها إذا تعرضت الأخيرة للهجوم. برنامج نووي مدني تراقبه وتدعمه الولايات المتحدة؛ والقدرة على شراء أسلحة أكثر تقدما من واشنطن مثل نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية "ثاد" (THAAD)، والذي يمكن استخدامه لمكافحة ترسانة الصواريخ الإيرانية المتزايدة.

في المقابل، تتطلع الولايات المتحدة إلى أن تراجع الرياض علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع الصين وروسيا بشكل كبير وتعزز الهدنة التي أنهت الحرب الأهلية في اليمن.

أما بالنسبة للخطوات المحددة التي سيتعين على إسرائيل اتخاذها تجاه الفلسطينيين، فلم يتم تجزئتها بعد. وقال دبلوماسي مطلع على الموضوع لتايمز أوف إسرائيل يوم الثلاثاء إن الرياض ليست على دراية كافية بالقضية من أجل التوصل إلى مطالب محددة.

وقال الدبلوماسي إن القضية ليست "مشتعلة" بالنسبة لمحمد بن سلمان وأنه ليس لديه شهية كبيرة للقيادة الحالية للسلطة الفلسطينية. ومع ذلك، يدرك ولي العهد أيضا أنه لا يستطيع التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يهمل الفلسطينيين، بالنظر إلى المشاعر العامة في المملكة العربية السعودية ونظرة المملكة لنفسها على أنها الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية، كما قال الدبلوماسي.

وقال مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي للصحيفة هذا الأسبوع إن إسرائيل لم تقدم لها بعد أي شروط بينما أعرب عن ثقته في قدرة الولايات المتحدة على حماية المصالح الإسرائيلية.

وقد أعرب مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون آخرون عن عدم ارتياحهم للطلب السعودي ببرنامج نووي مدني.

كتب وزير الخارجية إيلي كوهين افتتاحية في الصحيفة يوم الثلاثاء افترض فيها أنه إذا وافقت الولايات المتحدة على اتفاقية دفاعية مع الرياض كجزء من صفقة تطبيع محتملة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، فإنها ستطمئن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى بأنها محمية من العدوان الإيراني.  مما يجعل طموحاتهم النووية "غير ضرورية".

وبغض النظر عن ذلك، من المرجح أن تواجه اتفاقية الدفاع الأمريكية مع المملكة العربية السعودية صعوبة في شق طريقها عبر الكونغرس، نظرا لعدم الارتياح بشأن سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان، لا سيما بين التقدميين.

ربما يرجع ذلك إلى العديد من العقبات التي تقف أمام الصفقة التي كان المسؤولون الأمريكيون على استعداد للاعتراف بها في الأسابيع الأخيرة أن فرص النجاح لا تزال منخفضة.

على صعيد أخر، أصدر رجل عرف على تويتر باسم أبو العلا ويدعي أنه رجل دين وهابي، مرسوما بأنه يجب على النساء عدم تشغيل مكيفات الهواء أو المبردات في المنزل، في غياب أزواجهن.

ووفقا لشبكة العالم الإخبارية التي تتخذ من إيران مقرا لها، يزعم أن رجل الدين قد أصدر مرسوما: "يحظر تشغيل جهاز التنفس الصناعي المبرد على النساء في غياب أزواجهن" لأن "فعل المرأة خطير للغاية، وقد يؤدي إلى الفجور في المجتمع. عندما تشغل المبرد، قد يلاحظ شخص ما وجودها في المنزل، وهذا قد يؤدي إلى الفجور ".

وذكر التقرير الإخباري أيضا أن رجال الدين السلفيين الوهابيين "لديهم قراءة مشوهة للإسلام" وأن مراسيمهم "لا تتوافق مع الفطرة السليمة".

تعتبر الأيديولوجيات السلفية والوهابية فروعا محافظة للغاية بين المسلمين السنة، ومثل هذه الأنواع من المراسيم والفتاوى الغريبة (حكم في نقطة من الشريعة الإسلامية) القادمة من رجال الدين الذين ينتمون إلى هذه الطوائف ليست غير شائعة.

في أبريل/نيسان، نشر رجل دين سلفي يدعى الشيخ ياسر العجلوني مقطع فيديو على موقع يوتيوب يزعم فيه أن اغتصاب النساء غير السنيات وغير المسلمات كان مقبولا وفقا لمعايير القرآن. وكان يشير إلى مقاتلي المعارضة في الصراع السوري المستمر.

وادعى أن "الفتوى المشروعة للمسلمين الذين يشنون حربا ضد الأسد ويحاولون إقامة حكومة شريعة للقبض على العلويين وغيرهم من النساء غير السنيات وغير المسلمات وممارسة الجنس معهم".

قمع ممنهج في إيران: مذكرة أمنية تمنح الشرطة سلطات واسعة داخل المدارس


أحمد الشرع يكشف عن مفاوضات مع روسيا وتركيا بشأن الوجود العسكري الأجنبي


الأردن يحظر الإخوان المسلمين بعد اتهامات بالتورط في مخططات إرهابية.. قمع أم أمن؟


قمة أردنية سعودية في الرياض: بحث الأوضاع في غزة وتعزيز التعاون الاقتصادي