تقارير وتحليلات

تفاصيل جديدة وصادمة بشأن طريقة اغتيال زعيم "حماس"..

ما مستقبل علاقة النظام الإيراني بالأذرع المحلية في المنطقة بعد اغتيال هنية؟

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في ضيافة المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي

طهران

قالت تقارير صحفية إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قتل إثر تفجير عبوة ناسفة زرعت في غرفته الخاصة، ذهبت تقارير لوسائل إعلام إقليمية إلى ان هنية قتل في إطلاق صاروخ من قاعدة أمريكية إسرائيلية في اذر بيجان المجاورة، الأمر الذي يشير إلى وجود خرق أمني كبير للحرس الثوري الإيراني، وهو ما يوحي بتطورات جديدة بشأن مستقبل علاقة النظام الإيراني بالأذرع المحلية في المنطقة، خاصة العراق واليمن وسوريا وفلسطين.

وقالت شبكة ـCNN وصحيفة نيويورك تايمز أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اغتيل في طهران، الأربعاء، باستخدام "عبوة ناسفة كانت مخبأة سرا في بيت الضيافة الذي كان يقيم فيه، حيث تم إخفاء القنبلة قبل شهرين تقريباً في بيت الضيافة حيث كان من المعروف أن هنية سيقيم في طهران وتم تفجيرها عن بعد بمجرد دخوله إلى الغرفة.

وأتهمت الحكومة الإيرانية وحركة حماس إسرائيل بالوقوف وراء تنفيذ عملية الاغتيال. في حين لم تؤكد إسرائيل أو تنفي تورطها، غير أن الـCNN قالت إن المسؤولين الأمريكيين لم يتم إطلاعهم على العملية من قبل المسؤولين الإسرائيليين إلا بعد الاغتيال.

وكانت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية وحركة حماس أشارت في وقت سابق إلى مقتل هنية بصاروخ أطلق من خارج المبنى.

وقالت شبكة CNN إن هنية قتل بعبوة ناسفة هربت إلى داخل بيت الضيافة، الذي كان تحت حماية الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يشير إلى حدوث خرق أمني كبير للحرس الثوري.

وكتبت "نيويورك تايمز" أنه تم تهريب عبوة ناسفة قبل أشهر من رحلة هذا القيادي الكبير في حماس إلى طهران، وتم زرعها في مقر إقامة إسماعيل هنية قبل نحو شهرين.

وفي حديث مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أكدت خمسة مصادر مطلعة، لم يتم الكشف عن أسمائها، أن هذا الفندق الأمني الذي يخضع لإشراف وحماية الحرس الثوري الإيراني في المنطقة الراقية شمالي طهران (سعد آباد) هو جزء من "مجمع نشاط".

وبينما كان هنية عائدا إلى مقر إقامته بعد حضور مراسم أداء اليمين الدستورية لمسعود بزشكيان، تم تفجير القنبلة عن بُعد، وقتل هنية بالإضافة إلى أحد حراسه.

وأدى هذا الانفجار، الذي هز المبنى وهشم بعض النوافذ، إلى انهيار جزء من الجدار الخارجي لمكان إقامة هنية.

ووفقا لمسؤولَين في إيران كانا عضوين في الحرس الثوري وكانا حاضرين أثناء الحادث، فإن الأضرار التي لحقت بالمبنى واضحة تماما. ويظهر هذا الدمار بوضوح في صورة لهذا المبنى حصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على نسخة منها.

ووقع الانفجار بينما كانت طهران تخضع لإجراءات أمنية مشددة بسبب استضافتها حفل اليمين الدستورية لمسعود بزشكيان، وحضور كبار المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين وشخصيات بارزة من 86 دولة.

ووفقا لقول 3 مسؤولين إيرانيين، فإن تنفيذ مثل هذه العملية في طهران يعد فشلا كارثيا من الاستخبارات والأمن بالنسبة لإيران، وحدثا مخزيا للحرس الثوري الإيراني، الذي يستخدم هذا المجمع لاستضافة مسؤولين بارزين يحتاجون إلى حماية مكثفة. ولا يزال من غير الواضح كيفية نقل هذه العبوة الناسفة، ووضعها في غرفة هنية.

ويعتقد المسؤولون المطلعون الذين تمت مقابلتهم في تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" أن تنفيذ هذه العملية يتطلب شهورًا من التخطيط والاستثمار، والوصول إلى معلومات مفصلة ومن الدرجة الأولى حول كيفية مراقبة هذا المجمع.

ولم يكن المسؤولان الإيرانيان اللذان وصفا تفاصيل الاغتيال على علم بكيفية ومتى تم نقل المتفجرات وزرعها في غرفة هنية.

ووفقا لتقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، وقع الانفجار حوالي الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي لطهران. وتوجهت الطواقم الطبية المتواجدة في المجمع إلى غرفته فور وقوع الانفجار، وبعد فحص هنية، أكدت وفاته على الفور. ولم تنجح محاولات إنعاش الحارس الشخصي لهنية، فقُتل هو الآخر.

ورجحت معلومات خاصة أدلت بها خبيرة لبنانية لصحيفة اليوم الثامن إن تكون أذربيجان، منطلقا لصاروخ استهدف مقر رئيس المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، 

وقالت الصحافية اللبنانية أسماء وهبة لـ(اليوم الثامن) "إن إغتيال إسماعيل هنية تطور استراتيجي ودراماتيكي وسياسي كبير للغاية، حيث يعد ثاني شخصية كبرى فلسطينية استطاعت إسرائيل اغتيالها من بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين قبل نحو عقدين".

وأضافت وهبة "نحن أمام عملية نوعية كبرى نفذتها إسرائيل ولكن المفارقة كما تقول المصادر الإيرانية أن الصاروخ الذي استهدف مركز مقر إقامة إسماعيل هنية في مقرات الضباط القدامى في شمال طهران هو صاروخ أطلق من خارج إيران".

ولفتت إلى أن "الترجيحات تتجه نحو أذربيجان حيث توجد قاعدة أمريكية كبرى هناك وبالتالي حتى مع قياس المسافات يبدو أن أذربيجان هي الخيار الوحيد والمحتمل لأن تكون الأرض التي انطلق منها الصاروخ الذي استهدف إسماعيل هنية، فبالتالي نحن الآن أمام إذا صحت هذه التوقعات والتكهنات، قد تكون اذربيجان شاركت في هذه العملية من خلال السماح لإطلاق الصاروخ من أراضيها، وإيران اليوم محرجة بضرورة الرد على هذا الأمر على اغتيال شخصية كبرى على أراضيها والاعتداء على السيادة الإيرانية من خلال قصف أحد مقراتها".

وحول إمكانية الرد، قالت الصحافية اللبنانية "أعتقد أن إيران لن ترد لأنه لو كانت أرادت الرد كانت قد ردت عندما اغتالت السي اي ايه قبل سنوات قاسم سليماني وهو اهم شخصية في هرمية السلطة الايرانية ولكن قد يكون الرد سوف يأتي محسوماً من حزب الله، الذي لن يسكت أبداً على استهداف ضاحية بيروت الجنوبية واستهداف شخصية كبرى في قياداته العسكرية وهو كان واضحاً في هذا الأمر منذ البداية لكن طبيعة الرد والمكان والزمان هذا يتوقف على ما سوف يقرره حزب الله ولكن لا أعرف إذ سوف تطبق معادلة ضاحية بيروت الجنوبية مقابل تل أبيب".

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن الصاروخ الذي استهدف القيادي في حماس إسماعيل هنية قد أُطلق من قاعدة (شاي) جنوب أذربيجان، وهي قاعدة إسرائيلية للطائرات المسيرة والصواريخ دقيقة التوجيه.

وأشار أبو زيد إلى أن الصاروخ من أنواع الصواريخ الذكية الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، ويحلّق على ارتفاعات منخفضة لتجنب الرصد الراداري أو أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.

وأضاف أن الاستهداف تم لنفس المبنى الذي يتواجد فيه إسماعيل هنية وزياد النخالة قائد الجهاد الإسلامي؛ إلا أن الصاروخ أصاب غرفة هنية دون إلحاق الضرر بغرفة القيادي نخالة، مما يؤكد دقة الصاروخ وأنه موجّه نحو هدف محدد وهو إسماعيل هنية.

وبشأن الرد على عملية اغتيال هنية،  قال أمير حسين وزيريان، المحلل المقيم في طهران، لمجلة "نيوزويك" إن إيران لديها "ثلاثة خيارات" للرد على استهداف إسماعيل هينة، من خلال "العمليات المباشرة"، على غرار الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على إسرائيل في أبريل (نيسان) 2024، والتي عرفت بعملية "الوعد الصادق" ضد إسرائيل، والتي صدرت الأوامر بها ردًا على مقتل مسؤولي فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في هجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقد ردت إسرائيل على ذلك الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الذي شنته إيران بمهاجمة قاعدة جوية في أصفهان، جنوب منشأة "نطنز" النووية. إلا أن أياً من الطرفين لم يؤكد رسمياً دور تل أبيب في هذا الهجوم.

وبشأن الخيار الثاني والثالث، قال وزيريان "إن النظام الإيراني قد يرد عن طريق "عملية غير مباشرة"، من خلال استخدام "القوات الوكيلة، وخاصة حزب الله والحوثيين"، وقد نفذت هاتان المجموعتان، بدعم من إيران، هجمات منتظمة ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة، أو من خلال "عملية مشتركة" تتضمن هجومًا مباشرًا على إسرائيل من قبل إيران وهجمات متزامنة من قبل جماعات المقاومة في العراق واليمن وسوريا.

وأكدت مصادر خاصة لصحيفة اليوم الثامن  أن موقف الأذرع المحلية الموالية لإيران، في المنطقة والمعروفة بمحور المقاومة، قد يتغير تجاه طهران، بعد اغتيال إسماعيل هنية، فهذه الأذرع تشعر ان "إيران" تقدم قيادات عربية بارزة كأوراق محروقة مقابل التهدئة مع إسرائيل، خاصة وان ردة الفعل الإيرانية".

وأكد مصدر يمني من أن جماعة الحوثيين في اليمن، تشعر بالخذلان الإيراني تجاه موقفها من ضرب إسرائيل "إيران تريد التهدئة"، ولا تمانع ان تقدم "قيادات بارزة في الأذرع المحلية"، ككبش فداء لإسرائيل التي تواصل الإطاحة بقيادات بارزة في حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.

وأعلنت تل ابيب انها أطاحت بالعقل المدبر لهجمات الـ7 من أكتوبر الماضي، محمد الضيف، وهي العملية التي جاء الإعلان عنها غداة تصفية إسماعيل هنية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد الخميس مقتل الضيف (58 عاما) في ضربة جوية على منطقة خان يونس بقطاع غزة في 13 يوليو تموز. ولم ترد حماس بعد على طلب للتعليق بشأن الإعلان الإسرائيلي.

وأعلنت حركة حماس مقتل الضيف -بعد أن ظل مطلوبا من إسرائيل لعقود من الزمن- وهو ما سيمثل ضربة هائلة للحركة بعد مرور نحو 10 أشهر على هجوم أكتوبر تشرين الأول الذي أشعل فتيل الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة.

وقال مصدر يمني في صنعاء لـ(اليوم الثامن) "إن هناك حالة من التخوف لدى قيادات الحوثيين، من أن يتعرضوا للاستهداف من قبل إسرائيل، خاصة بعد ان قتل إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية "طهران"، والتي يفترض ان تكون أكثر "أمناً"، من أي مكان أخر.

وأكد المصدر أن الحوثيين قد يتراجعوا عن عملية الانتقام للغارات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة الاستراتيجي مؤخراً، وألحقت خسائر كبيرة بالجماعة اليمنية المسلحة.

وفيما إذا رد الحوثيون على هجمات إسرائيل، فأن الأخيرة قد تقوم باستهداف زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، أو أيا من القيادات البارزة في الجماعة.

ولفتت المصادر إلى ان القيادات الحوثية في صنعاء، أبدت عدم ثقتها بالحليف الإيراني، ودعت خلال اجتماعات سرية في العاصمة اليمنية، إلى إعادة التفكير في مستقبل العلاقة بإيران التي لا يهمها التضحية بالقيادات اليمنية والعربية، بقدر ما تفكر في مصلحتها أولا ومشروعها السياسي دون التفكير فيما اذا حصد الصراع مع إسرائيل أبرز قادة الاذرع المحلية في اليمن والعراق ولبنان وسوريا.

نار الكلاسيكو تشتعل من جديد: هل يستمر تألق الهلال أم يعود النصر إلى الواجهة؟


بعد نصرالله وصفي الدين.. نعيم قاسم يتولى قيادة حزب الله.. هل ستتغير الاستراتيجيات؟


انتحار إمام في برج بوعريريج يشعل جدلًا حول الضغوط والمضايقات في المساجد الجزائرية


وحشية النظام الإيراني: قطع أصابع شقيقين وإعدامات جماعية في أسبوع دامٍ