تقارير وتحليلات
محاولة بوليساريو التسلل لقمة "تيكاد"..
فضيحة مدوية: المغرب يكشف انتهاكات الجزائر للأعراف الدبلوماسية الدولية والافريقية
كشفت وثائق مسربة عن دور بارز للجزائر في دعم الأنشطة التخريبية لجبهة البوليساريو، حيث تمكن الوفد المغربي من إحباط محاولة تسلل عناصر من الجبهة إلى جلسات التحضيرية لقمة "تيكاد". وتؤكد هذه الواقعة مجددًا التزام الجزائر بدعم الانفصال وتقويض الاستقرار في المنطقة، في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي والأعراف الدبلوماسية.
وسارعت الخارجية اليابانية على اثر ذلك إلى النفي بشكل قاطع أن تكون قد وجهت أي دعوات لغير الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وهو قرار سبق أن اتخذه الاتحاد الافريقي بمنع مشاركة اي طرف غير عضو بالمنظمة الأممية في المؤتمرات والفعاليات ذات الطابع الدولي.
وكشفت بذلك تلاعب الجزائر والجبهة الانفصالية في واقعة تعتبر انتهاكا لكل الأعراف الدبلوماسية ومحاولة للزج باليابان التي تربطها علاقات وثيقة مع المغرب، في نزاع الصحراء المفتعل.
وتبدو هذه الواقعة محاولة من بوليساريو توريط اليابان في النزاع المفتعل والإيحاء ولو بالتقاط صورة أن طوكيو تعترف بالجبهة وتدعم طروحاتها الانفصالية تحت عنوان ما يسمى بتقرير المصير، بينما من المعلوم أن اليابان لا تدعو إلى قمم 'تيكاد' سوى الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وتدرك طوكيو جيدا حساسية هذا الملف وأن مغربية الصحراء قضية سيادية وخط أحمر بالنسبة للمملكة وتقف على الحياد في هذه القضية وتؤيد في الوقت ذاته المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
وتفطنت بعثة المغرب لدخول شخص لقاعة الجلسات بجواز سفر جزائري وجلوسه ومن ثمة وضعه لافتة كتب عليها اسم الكيان غير الشرعي المسمى 'الجمهورية العربية الصحراوية'.
وبحسب مصادر حضرت أشغال الاجتماع التحضيري بادر الوفد المغربي بمجرد جلوس القيادي الانفصالي الذي كان يحمل وثائق هوية مزورة على طاولة الاجتماع وإخراجه يافطة كتب عليها اسم الكيان غير الشرعي، بالاحتجاج ورفض هذا الأمر وطالب بإزالة اليافطة.
والتلاعب وتزوير الوثائق ومحاولة الإيحاء بوجود قبول واعتراف من قبل بعض الدول خلال مؤتمرات دولية أو مناسبات إقليمية، بالجبهة الانفصالية، فعل دأبت الجبهة على انتهاجه بدعم وتغطية سياسية من الجزائر.
وعلى خلاف قمة 'تيكاد' التي احتضنتها تونس في العام 2022 والتي زار خلالها كبير الانفصاليين إبراهيم غالي العاصمة التونسية واستقبله حينها الرئيس التونسي قيس سعيد في خطوة بدت بترتيب جزائري كانت أثارت أزمة مع المغرب، تمكنت البعثة المغربية في طوكيو من إحباط هذا التلاعب ومنع حضور القيادي الانفصالي الذي تسلل للقاعة على أنه من الوفد الجزائري.
وكان واضحا أن المسرحية التي تعتبر سخيفة وساذجة بكل المقاييس، كان المراد منها إثارة ضجيج لا غير والتقاط صور يمكن توظيفها سياسيا والترويج لها على أنها حضور حقيقي للجبهة الانفصالية في الجلسات التحضيرية لقمة 'تيكاد'.
وتتخذ بوليساريو عبر أذرعها الإعلامية وعبر الإعلام الجزائري المساند من هذه الصور وسيلة لإيهام المحتجزين في مخيمات تندوف والدول الافريقية بأن لها وجود وحضور واعتراف من قبل دول وازنة وفاعلة وهو خداع دأبت عليه طيلة عقود النزاع المفتعل.
وبدا واضحا أيضا أنه جرى الإعداد لهذا التلاعب والخداع في الجزائر والتقاط اللحظة التي ظهر فيها القيادي الانفصالي وأمامه يافطة كتب عليها اسم الكيان الوهمي، للترويج لها في وسائل الإعلام الجزائري والحديث على 'انتصار دبلوماسي' هو في الحقيقة مجرد وهم ويبقى مجرد ضجيج فارغ بلا أثر سياسي.
ومحاولة الخداع المكشوفة التي أفشلها الوفد المغربي سريعا كان يراد منها أيضا الالتفاف على قرار الاتحاد الافريقي الذي حسم في هذا الأمر بقرار يمنع حضور أي طرف غير عضو في الأمم المتحدة من المشاركة في اللقاءات والقمم ذات الطابع الدولي التي تجمع هذه المنظمة الإفريقية بشركائها الدوليين على غرار اليابان وروسيا وكوريا.