تقارير وتحليلات
"الزُبيدي" من واشنطن يكلف "نائبه" بإدارة الحرب ضد "القاعدة"..
تقرير: المجلس الانتقالي الجنوبي يكسب الرهان.. دعم أمريكي لمضاعفة جهود مكافحة الإرهاب
قال الموقع الرسمي لـ المجلس الانتقالي الجنوبي "إن الرئيس الزُبيدي كلف نائبه العميد عبدالرحمن المحرّمي بإدارة ملف الأمن ومكافحة الإرهاب بالقوات المسلحة الجنوبية، في مؤشر على وجود دعم أمريكي، يضاعف من جهود مكافحة الإرهاب، ونجاح مهمة "الزبيدي" وفريقه إلى واشنطن التي يزورها منذ أسابيع لبحث جهود مكافحة الإرهاب، في ظل تصاعد هجمات الجماعات المفترضة في محافظتي أبين وشبوة.
وشن تنظيم القاعدة المفترض هجوما انتحاريا على ثكنة عسكرية في بلدة مودية بمحافظة أبين، أوقع عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات المنضوية تحت عملية "سهام الشرق في أبين".
وقالت مصادر دبلوماسية جنوبية لصحيفة اليوم الثامن إن "الرئيس الزبيدي وأبرز معاونيه يزورون الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث جهود مضاعفة الحرب على التنظيمات الإرهابية وميليشيات الحوثي التي باتت تشكل تهديدا على خطوط الشحن في خليج عدن والبحر الأحمر.
ومن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية "واشنطن"، كلف الزُبيدي، نائبه العميد عبدالرحمن المحرمي "أبوزرعة"، بهام إدارة القوات العسكرية والأمنية، ومكافحة الإرهاب، حيث "أصدر الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يُكلف نائبه العميد عبدالرحمن المحرّمي بإدارة ملف الأمن ومكافحة الإرهاب بالقوات المسلحة الجنوبية، وفقا لقرار نشره الموقع الرسمي,
ويتولى العميد المحرّمي الإشراف الكامل على عمل القوات الأمنية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى إعادة هيكلتها وتنظيمها بما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في عموم محافظات الجنوب.
العميد عبدالرحمن المحرمي "أبو زرعة"، هو شخصية عسكرية جنوبية بارزة، اشتهر بدوره القيادي في مقاومة الحوثيين وتحرير العديد من المناطق الجنوبية واليمنية، ولد في محافظة أبين، وانخرط في المقاومة الجنوبية ضد الحوثيين منذ بداية الصراع، في مارس/ آذار 2015م، اشتهر بلقبه الحربي "أبو زرعة"، وتولى قيادة قوات العمالقة الجنوبية، وهي قوة عسكرية جنوبية لعبت دوراً محورياً في تحرير العديد من المناطق الجنوبية واليمنية من سيطرة الحوثيين، وكان على وشك استعادة ميناء الحديدة من قبضة الحوثيين لولا التدخلات الإقليمية والدولية التي حالت دون ذلك في العام 2018م.
وعرف عن المحرمي دوره القيادي في تحقيق انتصارات نوعية ضد الأذرع الإيرانية في اليمن، وقد برز اسمه بدوره في تحرير مدن الساحل الغربي في اليمن وصولا إلى ميناء الحديدة الذي كان على وشك استعادته لولا اتفاق السويد الذي منح الأذرع الإيرانية شرعية مطلقة على أهم الموانئ اليمنية.
ويعد المحرمي رمزاً للمقاومة والصمود في وجه الحوثيين، وقد اختير في ابريل/ نيسان 2022م، ضمن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني المؤقت الذي جاء لمعالجة سبع سنوات من الفشل العسكري في إدارة الحرب، عقب انفراد جماعة الإخوان اليمنية بالقرار السيادي في الرئاسة اليمنية، وهو ما عرقل جهود محاربة الحوثيين في مأرب وتعز.
ويشغل المحرمي منصب نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وحاليا تولى إدارة ملف الأمن ومكافحة الإرهاب في القوات المسلحة الجنوبية، وهو ما يؤكد وجود رغبة أمريكية في مضاعفة جهود مكافحة الإرهاب، خاصة تنظيم القاعدة الذي تقول تقارير أمريكية إنه أشد فروع التنظيم تطرفا في العالم، أصبح يحظى بدعم النظام الإيراني.
ورغم الحديث على أن قرار التكليف يمثل "انصافاً لمحافظة أبين التي ينتمي إليها المحرمي"، وشهدت خلال الأشهر القليلة الماضية احداثا كثيرة، إلا ان القرار تكليف يؤكد وجود رغبة أمريكية في مضاعفة جهود مكافحة الإرهاب، ونجاح مهمة الزبيدي وفريقه إلى واشنطن ولقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين خلال الأيام الماضية.
وكانت صحيفة اليوم الثامن قد نشرت في الـ17 من أغسطس/ آب الجاري، خبراً، "إن رئيس المجلس عيدروس الزبيدي قام خلال الأيام الماضية بجولة دبلوماسية خارجية شملت العديد من الأوروبية، وقد هدف من خلال الزيارة إلى التأكيد على تمسك المجلس بخيار الاستقلال واستعادة دولة الجنوب السابقة".
السبت الـ24 من أغسطس/ آب، الجاري، قال الموقع الرسمي لـ المجلس الانتقالي الجنوبي إن "الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة ألتقى سعادة ستيفن فاجن سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن.
وبحسب الموقع فقد قدم السفير فاجن في مستهل اللقاء تعازيه نيابة عن حكومة بلاده، للرئيس الزُبيدي باستشهاد كوكبة من أبطال القوات الجنوبية في الهجوم الإرهابي الذي استهدف ثكنة عسكرية لقوات الدعم والإسناد المشاركة في عملية سهام الشرق بمحافظة أبين، مجددا موقف حكومة بلاده المساند لجهود مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار (...).
وأكد "الزُبيدي للسفير الأمريكي أن القوات المسلحة الجنوبية عازمة على مواصلة الحرب على الإرهاب وملاحقة العناصر المتطرفة وضرب أوكارها حتى القضاء عليها واستئصال شأفتها لتعزيز الأمن والاستقرار في عموم محافظات الجنوب وحماية المصالح الإقليمية والدولية فيها، داعيا الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمعين الإقليمي والدولي لدعم ومساندة الجهود التي تبذلها القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.
ناقش اللقاء الذي حضره ابرز معاوني الزُبيدي، مستجدات الأوضاع السياسية والجهود ذات الصلة بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإحلال السلام في بلادنا.
وجدد الزُبيدي التأكيد على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي لأي جهود تبذل لإنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى منطقة، مشددا على أهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في وقف العبث الحوثي واعتداءاته الإرهابية التي تستهدف خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، كشرط لإنجاح مساعي السلام، منوها إلى استحالة التوصل إلى سلام شامل ومستدام في ظل الإرهاب الحوثي في البر والبحر.
ودعا الدول الشقيقة والصديقة لتكثيف الدعم والمساندة لمجلس القيادة الرئاسي وتعزيز تماسكه، مشددا في السياق على أهمية إصدار اللائحة المنظمة لعمل مجلس القيادة الرئاسي وتفعيل الفريق التفاوضي المشترك لتمثيل المجلس في أي مفاوضات قادمة.
من جانبه أكد السفير الأمريكي موقف حكومة بلاده الداعم لمجلس القيادة الرئاسي ومساندة جهوده الرامية لتوحيد الجبهة الداخلية المناهضة لمليشيا الحوثي، مجددا دعم الولايات المتحدة الأمريكية لكل الجهود المبذولة لإنهاء الحرب وإحلال السلام العادل والمستدام في اليمن.