تقارير وتحليلات

إعلام موال لإيران يتحدث عن حرب إسرائيلية محتلمة"..

الأذرع الإيرانية في لبنان تقر: تعرضنا لأكبر اختراق أمني ومن الصعب إحصاء الرقم النهائي للمصابين

بقايا من أجهزةَ النداءِ الآلي لعناصرِ حزبِ الله عقب انفجارها - وسائل إعلام عربية

لنان

في تصعيد غير مسبوق للصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، تعرضت أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها أعضاء الحزب لسلسلة من الانفجارات المتزامنة في مناطق متفرقة من لبنان، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة الآلاف بجروح متفاوتة. هذه الهجمات، التي اعتبرتها وسائل إعلام اقليمية اختراقاً أمنياً هائلاً، تمثل تحولا نوعياً في أسلوب المواجهة بين الطرفين، حيث تشير تقارير إلى أن إسرائيل استخدمت تكنولوجيا متقدمة لاختراق وتفجير الأجهزة عن بعد، ما ينذر بتصاعد التوترات في المنطقة ويضع المواجهة بين إسرائيل وحزب الله على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع.
وصف مسؤول في حزب الله التفجيرات بأنها "أكبر اختراق أمني" تعرض له الحزب حتى الآن، مشيراً إلى صعوبة حصر العدد النهائي للمصابين نظراً لتزايد الأعداد في المستشفيات. من جهتها، أكدت السفارة الإيرانية في بيروت إصابة السفير مجتبى أماني بإصابة سطحية، مضيفة أن حالته الصحية مستقرة.
وقالت صحيفة السياسة الكويتية إن   "الغزل الإيراني لم يؤتِ ثماره، فقبل أن يجف حبر المواقف التي أطلقها الرئيس الايراني الجديد مسعود بزشكيان قبل يومين عن "استعداده للتفاوض مع واشنطن"، و"إجراء محادثات مباشرة معها إذا أثبتت فعلياً أنها ليست معادية"، جاء الرد الاسرائيلي أمس قويا ومباغتا وصادما، والأهم من ذلك كله أنه "ينقل المنطقة لا سيما الصراع بين اسرائيل وايران ـ وأذرعها في المنطقة ـ إلى حقبة "حروب الجيل الخامس" أو ما اصطلح على تسميتها اختصارا بـ(5GW).
ففي تطور جديد ونوعي يعكس الفجوة التكنولوجية الهائلة بين الخصمين، انفجرت أجهزة اتصالات ونداء لاسلكية محمولة يستخدمها عناصر من حزب الله أمس بشكل متتالٍ ومتزامنٍ، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص واصابة 2750 آخرين ـ بحسب ما أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في تصريح صحافي مساء أمس ـ فيما أكدت وسائل اعلام مقتل نجل النائب عن حزب الله علي عمار، وإصابة نجل النائب حسن فضل الله، كما أصيب السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الاستنفار إلى أقصى درجة، ورفع درجة الاستعداد القصوى في جميع المستشفيات في ظل توافد أعداد كبيرة من المصابين بجروح مختلفة على المستشفيات، وحثت المواطنين الذين يمتلكون أجهزة اتصالات لاسلكية أو أي أجهزة نداء شبيهة بالابتعاد عنها
من جهتها، أعلنت مديرية الدفاع المدني اللبناني أن آليات الإسعاف كافة تنقل الجرحى إلى المستشفيات نتيجة الحادث الأمني الذي طال أعدادا كبيرة من المواطنين في مناطق عدة.
وأشارت إلى أن "الآليات استقدمت من المراكز المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية إلى المناطق التي تعرض فيها المواطنون لإصابات متفرقة، نتيجة انفجار الأجهزة اللاسلكية التي كانت في حوزتهم".
وأضافت: "نظرا إلى تخطي المستشفيات في محافظة الجنوب قدرتها الاستيعابية، تعمل آليات الإسعاف التابعة لنا على نقل الجرحى إلى مستشفيات أخرى خارج المحافظة".
وفيما شوهد أعضاء من حزب الله ينزفون جراء الإصابات في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط تقاطر نحو مستشفيات العاصمة، أكدت وسائل اعلام أن الحزب أبلغ جميع عناصره بالتخلي فورا عن تلك الأجهزة ومن ضمنها الـ(Pager)، كما أشارت إلى وجود حالة من الهلع في الضاحية الجنوبية (معقل حزب الله) وانتشار دعوات التبرع بالدم.
في حين أكد مسؤول من حزب الله أن "التفجيرات تشكل أكبر اختراق أمني حتى الآن". وأضاف :إن "عددا كبيرا من عناصره أصيبوا بجروح بمناطق مختلفة في لبنان، إلا أنه أشار إلى صعوبة احصاء الرقم النهائي، مع توافد المصابين تباعا.
وكانت دوائر لبنانية أكدت قبل أشهر أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عددا من قيادييه
كما أشارت إلى أن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبع موقع المستخدم، حُظرت بشكل تام من ساحة المعركة واستبدلت بوسائل الاتصال القديمة، مثل أجهزة البيجر والسعاة الذين يبلغون الرسائل شفهيا، فضلا عن الرسائل المشفرة التي تحدث يوميا.
في غضون ذلك، ذكرت (القناة الـ13) العبرية أن الانفجارات استمرت حوالي نصف ساعة متتالية، مؤكدة أن إسرائيل اخترقت نظام الاتصالات اللاسلكي لحزب الله وفجرته.
وأفاد مختصون بأن أجهزة النداء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب في الأيام الأخيرة، وأوضح مسؤول في الحزب أن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهن بأن البرامج الضارة ربما تسببت في تسخين الأجهزة وانفجارها.
وأضاف المسؤول:إن بعض الأشخاص شعروا بسخونة أجهزة "البيجر" الخاصة بهم وتخلصوا منها قبل انفجارها، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".
بدورها، كشفت مصادر أمنية مطلعة أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي أحدث طراز يجلبه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية.
ولم يتوقف اختراق إسرائيل لمئات الأجهزة اللاسلكية التابعة لحزب الله في مناطق لبنانية، بل قطع الحدود ووصل سورية، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بانفجار جهاز اتصال لاسلكي في سيارة على طريق كفر سوسة وسط العاصمة دمشق. وأضاف: إن إصابات لعناصر حزب الله وصلت إلى مستشفيات دمشق جراء تفجير أجهزة اتصال خاصة بهم، في حين نقلت وسائل اعلام سورية مقتل نحو سبعة أشخاص ضمن التفجيرات ذاتها.
وكان حزب الله أعلن عن انفجارات غامضة الأسباب أدت إلى مقتل اثنين من العناصر ‏وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة. وقال ـ في بيان صحافي ـ إن الأجهزة المختصة في الحزب تقوم حالياً بإجراء تحقيق واسع النطاق ‏أمنيا وعلميا لمعرفة الأسباب ‏التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة.
في المقابل، التزمت تل أبيب الصمت، ولم يصدر أي بيان رسمي تعلن فيه مسؤوليتها، إلا أن مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية توباز لوك حذف منشورا ألمح فيه إلى مسؤولية إسرائيل عن التفجيرات وفقا لهيئة البث الإسرائيلية، التي قالت:إن مكتب رئيس الحكومة قد منع بعدها جميع المسؤولين من الإدلاء بأي تصريحات حول العملية.
وأفادت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وقيادات عسكرية وأمنية يعقدون حاليا اجتماعا تحت الأرض في قاعدة كيريا العسكرية.
في الاطار نفسه، أصدرت السفارة الإيرانية في بيروت بيانا بشأن إصابة سفيرها لدى لبنان مجتبى أماني جراء انفجار أجهزة لا سلكية بمناطق مختلفة في لبنان، وقالت: إنه تعرض لإصابة سطحية"، وان "الحالة العامة له جيدة".
أخيرا، نسبت قناة (روسيا اليوم) الى مصادر لبنانية قولها :إن الاجهزة التي تم تفجيرها بضغطة زر واحدة من إسرائيل، يستخدمها أعداد كبيرة من عناصر "حزب الله"، وهو سبب تزايد أعداد المصابين، مشددة على أن ما حدث أمر خطير يؤشر على تطور الحرب بين إسرائيل ولبنان.
وكان ناشطون تداولوا أمس عشرات الصور ومقاطع الفيديو التي تُظهر شباناً مصابين في الشوارع، وسط حالة من الذعر الشديد ضربت السكان نتيجة الانفجارات الغامضة، التي استهدفت أجهزة اتصال محمولة يستخدمها عناصر حزب الله.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الاخبار اللبنانية الموالية لأذرع إيران "إن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تصاعدت في ظل حديث قادة الجيش الإسرائيلي عن تحضيرات لعملية عسكرية كبيرة تستهدف تغيير قواعد الاشتباك مع المقاومة، وضمان عودة أكثر من 100 ألف مستوطن نزحوا من مستعمرات الجليل الأعلى والغربي. تتزامن هذه التهديدات مع تعثر الجهود الأميركية والأوروبية للتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب في غزة، والذي كان يُؤمل منه أن يهدئ التوترات مع لبنان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر زعمها أن محاولات فصل الجبهتين اللبنانية والغزاوية قد باءت بالفشل، في ظل إصرار حزب الله على عدم تقديم أي تنازلات دون التوصل إلى ضمانات واضحة. ويكشف مصدر دبلوماسي أن الضغط المتزايد لإعادة المستوطنين إلى الشمال الإسرائيلي يُستخدم كذريعة لتبرير عملية عسكرية ضد لبنان، تتضمن تفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله في جنوب لبنان، ونشر قوات دولية في المنطقة.
المصادر الأمنية تؤكد أن إسرائيل قد تجد نفسها مضطرة للقيام بعملية عسكرية برية تمتد إلى جنوب لبنان وجنوب سوريا، بهدف قطع الإمدادات عن حزب الله وفصل البقاع عن الجنوب اللبناني. كما تدرس تل أبيب إمكانية توجيه ضربة للجيش السوري في حال تحقق تقدم عسكري داخل الأراضي السورية، ما يعطل قدرته على دعم المقاومة اللبنانية ويشجع قوى المعارضة السورية على استئناف معاركها ضد النظام.
في هذا السياق، تشير المعلومات إلى اجتماعات عقدت بين جهات لبنانية معارضة لحزب الله ومجموعات من المعارضة السورية، لبحث أدوارهم المحتملة في حال اندلاع حرب واسعة النطاق. بينما تبدي بعض الأطراف في المعارضة السورية استعدادًا للانخراط في النزاع، تتردد أخرى في المشاركة، خشيةً من تبعات هذه الحرب على المشهد السوري الداخلي.
يُذكر أن جهات أمنية غربية حذرت سياسيين لبنانيين من مغبة التحريض على اللاجئين السوريين في لبنان، مشيرة إلى أن هناك قوائم عقوبات قد تستهدف شخصيات متورطة في حملات التحريض.

إعادة إحياء السينما اللبنانية: "تيرو للفنون" في القائمة المختصرة لجائزة التراث الثقافي


ترامب يخطط لإحداث تغييرات جذرية: استراتيجيات جديدة مع تأثيرات قانونية واجتماعية


المحكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو وغالانت: تداعيات خطيرة على إسرائيل


اليوم العالمي لحقوق الطفل: كيف تحفز القصص الإبداع والقيم النبيلة؟