تقارير وتحليلات
بعد الحوار مع الحوثي..
اليمن: المخلوع صالح يختفي حفاظاً على حياته
وفسرت مصادر سياسية يمنية بحسب صحيفة "العرب"، خطوة علي عبدالله صالح بالرغبة في المحافظة على حياته بعدما بلغته أنباء عن نية الحوثيين التخلص منه، تصفية لحسابات قديمة معه.
واعتبرت المصادر نفسها الخطوة التي أقدم عليها الرئيس السابق بأنها نتيجة ممارسات حوثية ترفض أي شراكة بالسلطة في صنعاء.
وكان أفضل تعبير عن ذلك، بلوغ الخطاب الحوثي درجة التحدي لدول الخليج العربية وتهديدها بالصواريخ في وقت لا يزال المخلوع يراهن على الوصول إلى تسوية سياسية.
وقالت المصادر إن تفرد الحوثيين بالقرار السياسي جعل من "الشراكة" القائمة بينهم وبين المؤتمر الشعبي غير ذات معنى.
وترافق هذا التفرد مع خطة عسكرية وأمنية محكمة قضت بتطويق "اللجان الشعبية" التابعة للحوثيين للأحياء التي يتنقل فيها علي عبدالله صالح وأفراد عائلته وإقامة حواجز ثابتة وأخرى مؤقتة فيها ووضعهم تحت المراقبة الدائمة.
وفي خطوة وصفت بالمفاجئة وغير المتوقعة كشف صالح عن نقل كافة أنشطته الاجتماعية إلى الأمين العام لحزبه عارف الزوكا ليمثله شخصياً في كافة المناسبات الاجتماعية المختلفة.
وجاء إعلان صالح عن هذا القرار عقب ساعات من لقاء جمعه بزعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين صنعاء وصعدة، وتسرب معلومات عن توصل الطرفين إلى اتفاق غير معلن لإنهاء الأزمة التي سادت العلاقة بين الحوثيين وحزب المؤتمر.
وترافق هذا الإعلان المثير للجدل مع إعلان مشابه لأحد المقربين من المخلوع ومستشاره الإعلامي نبيل الصوفي الذي كشف عن اجتماع جمع قيادات إعلامية من حزب المؤتمر معروفة بانتقادها للحوثيين وقيادات حوثية وأخرى من حزب صالح وحملت في طياتها تهديداً غير مسبوق تجاه كل من ينتقد الحوثيين، وهو ما دفع الصوفي للإعلان عن توقفه عن الكتابة السياسية.
ورجحت المصادر تعرض الرئيس السابق وحزبه لتهديدات مباشرة من زعيم الجماعة الحوثية، وتخييره بين الاحتجاب عن المشهد أو التعرض لعواقب وخيمة قد تطال حياته وحياة أسرته وقيادات حزبه.
وشهدت العلاقة بين حليفي الانقلاب حالة توتر غير مسبوقة بلغت ذروتها عقب إصرار المؤتمر الشعبي على إقامة مهرجان جماهيري في ميدان السبعين في صنعاء في الـ24 من أغسطس (آب) الماضي، بمناسبة الذكرى 35 لتأسيس الحزب، وتعرض نجل صالح للإصابة جراء توقيفه في كمين حوثي مستحدث على مقربة من منزل والده، فيما لقي نائب رئيس دائرة العلاقات في حزب المؤتمر المقرب من صالح، خالد الرضي مصرعه في ذات الحادث، بالتزامن مع حملة اعتقالات واعتداءات طالت مقربين من صالح.