تطورات اقليمية
محاولة استعادة نفوذه عبر البوابة الأمريكية..
حزب الإصلاح اليمني يغازل واشنطن: تحالفات جديدة أم لعبة قديمة؟
في ظل التوترات الإقليمية والدولية التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط، ظهرت مؤشرات على محاولات حزب الإصلاح اليمني، الذي يمثل الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية، للتواصل مع الولايات المتحدة. هذه المساعي تأتي في وقت حساس تسعى فيه الأطراف المختلفة إلى تعزيز نفوذها وتكوين تحالفات جديدة، مما يعكس رغبة الحزب في استعادة بعض من نفوذه المفقود.
آخر تلك التحركات تجسدت في لقاء جمع رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، محمد عبد الله اليدومي، مع السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، قبل يومين. خلال اللقاء، أكد اليدومي على موقف حزبه الثابت في دعم الشرعية اليمنية وجهود إحلال السلام الشامل والمستدام، مستنكراً تعنت ميليشيات الحوثي ومحاولاتها المستمرة لإفشال مساعي السلام وإطالة أمد الحرب.
وأشار اليدومي إلى تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق سيطرة الحوثيين، مستعرضاً جهود القوى السياسية اليمنية لتوحيد صفوفها وتشكيل تكتل وطني واسع لاستعادة الدولة وإنعاش الحياة السياسية. وأكد على أهمية دعم المجتمع الدولي لمجلس القيادة والحكومة في جهودهم لاستعادة الدولة وتحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب، مشيراً إلى استمرار دعم حزب الإصلاح للقضية الفلسطينية وإدانة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكد السفير الأمريكي دعم بلاده لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، وتعاطيها الإيجابي مع جهود إحلال السلام في اليمن.
ومع ذلك، يظل الوجه الحقيقي لحزب الإصلاح، المرتبط بدعم الإرهاب وتنظيمي القاعدة وداعش، وتحالفه مع الحوثيين لضرب استقرار المناطق الجنوبية في اليمن، أمراً يثير الكثير من التساؤلات. فالحزب، المعروف بتغير ولاءاته حسب الظروف، يسعى حالياً لإعادة ترتيب أوراقه السياسية مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة، على أمل أن يلعب دوراً في المرحلة الانتخابية المقبلة.
في تصريح صحفي، كشف عبد الرزاق الهجري، القائم بأعمال رئيس حزب الإصلاح، عن ترتيبات أمريكية لتشكيل تحالف واسع يضم مختلف القوى السياسية اليمنية في المناطق المحررة. هذا الكشف جاء بعد أيام قليلة من دعوة السفارة الأمريكية للقوى الموالية للتحالف لتوحيد صفوفها لمواجهة التحديات اليومية.
التقارب بين الإخوان المسلمين في اليمن والولايات المتحدة ليس بجديد، ولكنه يحمل دلالات خاصة في هذا التوقيت، حيث تسعى الجماعة إلى الاستفادة من التغيرات في السياسة الأمريكية تحت إدارة بايدن التي أبدت استعدادها للتعامل مع قوى الإسلام السياسي في بعض المناطق.
وبالرغم من دعم جماعة الإخوان في اليمن لهجمات الحوثيين على السفن التجارية، إلا أن هناك مؤشرات على تغيير في مواقفهم، حيث دعا أحد قيادات حزب الإصلاح إلى وقف هذا الدعم، في محاولة لتجنب تورط الحزب في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.